فتحت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لغضبان وغيره من العناصر والمسؤولين اللحديين (كانوا ينتمون إلى ما سمي جيش أنطوان لحد إبان الاحتلال الإسرائيلي للبنان) المتواجدين داخل القرى الجنوبية المحاذية، برفقة الجيش الإسرائيلي، على الماضي الأليم لدى أهالي القرى الحدودية، حيث نكل هؤلاء بالأهالي وعملوا على اعداد تقارير لجيش الإحتلال لزجهم في سجونه.
من خلال صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعرّف أهالي ميس على صور غضبان. وأكد رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير أن الصور التي تم تداولها على المنصات تعود للمدعو غضبان، لكنه لم يعد يعرف عنه شيئاً لتواجده خارج البلاد.
وبالتدقيق تبين أن غضبان ظهر في أكثر من صورة واحدة مدججاً بالسلاح وخلفه آلية عسكرية، وأخرى يعتمر خوذة لواء غولاني مع كامل العتاد العسكري، وأخرى برفقة ضباط متواجدين داخل ميس الجبل. أثارت تلك الصور التي تم تداولها على نطاق واسع، غضب من سبق ونكل بهم وكانوا من ضحايا اجرامه يوم كان مسؤولاً عن المنطقة ليعود بعد 24 عاماً من فراره إلى إسرائيل في العام 2000، ضابطاً في جيش الاحتلال ويحتل ميس الجبل من جديد. ولفت أحد أبناء ميس (فضل عدم ذكر اسمه) ممن تربطه صلة قرابة بعيدة من ناحية والدته بغضبان أن هيئة الأخير ما زالت كما كانت منذ نحو 35 عاماً، في أواخر الثمانينات عندما رآه آخر مرة. حينها كان غضبان في مطلع شبابه وترقى لاحقاً ليصبح مسؤولاً أمنياً في جيش لحد، متعدد الزيجات، وقد فرت واحدة فقط من زوجاته برفقته فقط إلى إسرائيل.
حرب إعلامية اسرائيلية
أحد المقاومين الذين سبق واعتقلهم غضبان، أواخر الثمانينات، دان “الظهور المستفز للعملاء، وعودة جيش لحد إلى بلدته”، فيما هو بات “نازحاً منها وبيته مدمر”، وربما أشرف غضبان على تدميره مؤخراً، كما قال لـ”المدن”، مستذكراً لحظة اعتقاله “عندما حضر غصبان برفقة ثلاثة مسؤولين في جيش لحد وراح يفتش المنزل ويحطم الأثاث ولم يعثروا على أي شيء في المنزل. وفي النهاية وجد غضبان كيساً فيه مسامير عمار، وصرخ قائلاً: وجدت رصاصاً. ورمى المقاوم أرضاً واقتاده مكبلاً ووضعه في صندوق السيارة، ونقله إلى معتقل الخيام”.
إلى صورة غضبان يشير هذا المقاوم السابق لـ”المدن” إلى أن البعض تعرف على صوّر لجنود إسرائيليين التقطت في منطقة كفركلا تبين أنها تعود لعسكريين سابقين في جيش لحد من آل حمود، كانوا قد فروا إلى إسرائيل عقب تحرير الجنوب في العام 2000.
وقوبلت هذه الصور باستنكار لأنها أعادت الذاكرة إلى جيش لحد وتنكيله بسكان القرى. وتبين أن هذه الصور انتشرت على مواقع التواصل العبرية بقصد إطلاع أبناء تلك القرى الحدودية عليها. فقد سبق واستضاف الإعلام العبري ضباطاً وجنوداً من جيش لحد كمحللين للوضع في لبنان، إضافة إلى تقصد عرض عملاء فروا إلى إسرائيل وهم يحتفون بالجيش الإسرائيل لدى انتقال ألويته إلى الجبهة الشمالية. ما يعني أن نشر تلك الصور ونقل تلك المشاهد يأتي في سياق الحرب الإعلامية التي يشنها العدو على لبنان ليس لاستفزاز مشاعر الجنوبيين النازحين فحسب، وإنما لتحريض اللبنانيين على حزب الله.