تثير العملية النوعية بتفجير أجهزة “البيجر” التابعة لعناصر “حزب الله” اللبناني تساؤلات حول أهدافها الخفية وما إذا كانت جزءا من المواجهة والتصعيد على الجبهة الشمالية.
ويُجمع مراقبون على أن العملية، التي خلفت 9 قتلى ونحو 3 آلاف جريح، مثلت اختراقا أمنيا كبيرا.
ولم تعلن إسرائيل صراحة مسؤوليتها عن العملية، لكن الدلائل تشير إلى تورطها فيها، بينما تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” عن أنّ مسؤولين أمريكيين مطلعين كشفوا أن إسرائيل “نفذت عمليتها” ضد حزب الله بـ “إخفاء مواد متفجرة داخل دفعة جديدة من أجهزة اتصال تايوانية الصنع تم استيرادها إلى لبنان”.
ويقول متابعون إنّ إسرائيل كثيرا ما تبقي على الضبابية في مثل هذه العمليات التي غالبا ما تُنسب إلى أجهزتها العسكرية والاستخباراتية، اعتبارا لدقتها وحساسيتها.
ولا يستبعد متابعون للوضع أن تكون العملية النوعية جزءا من سلسلة عمليات قادمة، قد تكون أكبر وعلى نطاق أوسع، بهدف “ردع” حزب الله اللبناني وإظهار القدرة على اختراق تحصيناته في العمق اللبناني.
ولا يستبعد المتابعون أن تكون العملية أيضا “رسالة” من تل أبيب إلى إيران ووكلائها في المنطقة بأنّ المواجهة معها قد تتخذ أشكالا أخرى، غير المواجهة العسكرية.
وتأتي العملية وسط تصاعد الضغوط في الداخل الإسرائيلي من أجل التعاطي مع “جبهة الشمال” بحزم أكبر، وغداة مصادقة الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة على “توسيع أهداف الحرب” ووضع هدف جديد هو عودة سكان الشمال إلى بيوتهم؛ ما يعني ضرورة التعجيل بحسم المواجهة مع “حزب الله” وردعه وتأمين هذه المنطقة.