فرنجية الأول بين المرفوضين أميركيًا
جاء في “نداء الوطن”:
وسط سباق محموم بين المساعي الديبلوماسية والتصعيد الميداني، يصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه. وعشية وصوله كشفت الخارجية الفرنسية عن «حصول تقدّم في المحادثات في شأن اقتراح باريس لخفض التصعيد بين لبنان وإسرائيل». وقالت الوزارة في تصريح: «اقتراحاتنا لخفض التصعيد بين لبنان وإسرائيل تعكس قلقاً بالغاً إزاء الوضع الاقليمي».
وفي موازاة المساعي الفرنسية، أطل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بمواقف غير مسبوقة تتعلق بجبهة الجنوب. فخلال اجتماع بينه وبين لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، دعا الى «فصل ساحة الجنوب عن حرب غزة وتحييدها، لأنّ الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من الخراب والدمار».
وأشار إلى أنّ فرنسا والوسيط الأميركي آموس هوكشتاين «سيعاودان طرح وقف جبهة الإسناد لغزة من الجنوب، خصوصاً أنّه لا يبدو أنّ هذه الحرب ستتوقف قريباً».
والتطور الجديد في موقف رئيس الحكومة، قابله موقف «حزب الله» الذي سارع الى إبلاغه «أنّ مسألة الفصل بين جبهة الجنوب وحرب غزة غير واردة، ولو من باب النقاش».
وفي موازاة ذلك، بدت رياح الاستحقاق الرئاسي تجري أيضاً بما لا تشتهي سفن «حزب الله». ووفق معلومات «نداء الوطن» من مصادر نيابية، أنّ شخصيات لبنانية زارت واشنطن أخيراً سمعت على لسان المسؤولين الأميركيين الذين التقتهم أنّ الإدارة الأميركية غير معنية بمن سيختاره اللبنانيون رئيساً للجمهورية، لكنها ستفصح عن موقفها من المرشحين الذين لا ترغب في وصول أحدهم الى قصر بعبدا. وبحسب هذه المعلومات، فإنّ رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية هو «الأول بين المرفوضين أميركياً». وتضيف المعلومات أنّ الرفض لفرنجية ليس ناجماً عن اعتبارات شخصية، وانما نتيجة علاقات زعيم «المردة» الوثيقة بطرفين لا تريد الولايات المتحدة أن يحققا مكاسب في الاستحقاق الرئاسي، هما «حزب الله» ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتزامنت هذه المعلومات الرئاسية مع المحادثات التي أجراها في العاصمة الأميركية الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وذكرت أنه التقى هوكشتاين، وأرسيا تفاهماً على ضرورة الذهاب الى «الخيار الثالث» في الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
وعلى صعيد متصل، توقعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن يصل هوكشتاين الأسبوع المقبل إلى المنطقة. وأشارت إلى أنّ «واشنطن رسمت خطوطًا لتحقيق بداية اتفاق حول وقف إطلاق النار وتحرير مختطفين في قطاع غزّة».
وبحسب الصحيفة، فإنه «ابتداء من اللحظة التي يتحقق فيها الهدوء في جنوب غزة، فإنّ هوكشتاين سيجترح حلًا ما والهدوء سيعود إلى شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان «.
بالعودة الى زيارة وزير الخارجية الفرنسي لبيروت اليوم، فقد استبقها ميقاتي بالقول خلال جلسة مجلس الوزراء أمس: «في موضوع الجنوب كانت هناك ورقة فرنسية مطروحة للبحث، وكان للبنان ردّ عليها، وخلاصة الردّ أننا لا نريد أن تكون هناك أي مسألة مطروحة خارج إطار تنفيذ القرار 1701». وأوضح أنه «يجرى حالياً العمل على إعادة النظر في الورقة الفرنسية وسيتسلمها لبنان قريباً لكي ننظر فيها». وما عناه ميقاتي هو أنّ سيجورنيه لن يأتي بالورقة الفرنسية الجديدة. وعلم أنّ موفداً فرنسياً آخر سيصل الى لبنان قريباً حاملاً هذه الورقة. ولفتت أوساط ديبلوماسية «نداء الوطن» الى أنّ لبنان تبلغ قرار إسرائيل بدخول آخر معاقل «حماس» في رفح، والذي «سيأخذ طريقه الى التنفيذ خلال أسبوعين». وهذا يعزز موقف ميقاتي المستجد الداعي الى فصل جبهة الجنوب عن حرب غزة.