“كنز ثمين” في كوكب عطارد!
اكتشفت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” أن كوكب عطارد، وهو أصغر كوكب في النظام الشمسي، قد يحتوي على ثروات هائلة تحت سطحه.
بدوره، قال موقع Space.com إن العلماء قرروا أن كوكب عطارد قد يحتوي على طبقة من الماس يبلغ سمكها 10 أميال، بناءً على بيانات من مسبار الفضاء “ماسنجر” التابع لناسا.
ولفتت بقع الغرافيت الداكنة الموجودة على سطح الكوكب إلى أنه كان يحتوي ربما على محيط من الصهارة غني بالكربون والذي كان سيشكل البقع عندما تسربت الصهارة إلى السطح.
ومن المحتمل أيضاً أن تكون العملية الجيولوجية نفسها قد خلقت أيضًا وشاحًا غنيًا بالكربون، لكن البيانات الجديدة وإعادة تقييم الكتلة على سطح الكوكب تشير إلى أن الوشاح ليس مصنوعًا من الغرافيت، بل من الماس الثمين.
وقال عضو الفريق أوليفييه نامور: “نحن نحسب في ضوء التقدير الجديد للضغط عند حدود الوشاح والنواة، أن المعدن الحامل للكربون الذي سيتشكل عند السطح البيني بين الوشاح والنواة هو الماس وليس الغرافيت “.
وقد أطلقت ناسا مركبة “ماسنجر” في عام 2004، وهي أول مركبة فضائية تدور حول عطارد، وهو ما قامت به في الفترة من 2011 إلى 2015، حيث قامت برسم خرائط للكوكب بأكمله وجمع البيانات حول جيولوجيته وخصائصه.
واستخدم الفريق الذي نشر نتائجه في مجلة Nature Communications، مكبسًا كبيرًا لتكرار الظروف الموجودة أسفل قشرة عطارد، مع درجات حرارة تصل إلى 3950 درجة فهرنهايت.
وسمحت هذه الاختبارات للعلماء بمعرفة كيفية تفاعل المعادن الموجودة في التاريخ المبكر للكوكب.
وقال نامور إن “كوكب عطارد كان يحتوي على لب سائل مع بعض الكربون والذي تبلور مع مرور الوقت”، مضيفاً: “إن التبلور يؤدي إلى تخصيب الكربون في الذوبان المتبقي وعند الوصول إلى عتبة الذوبان يتشكل الماس”.
وأشار نامور إلى أن الماس يمكنه أن يطفو إلى أعلى نواة عطارد قبل استقراره في اللب والوشاح بسبب كثافته القليلة، مؤكداً أن “هذا الاكتشاف الصادم يسلط الضوء على العمليات المختلفة التي تشكلت من خلالها الكواكب الداخلية الأخرى ذات الأسطح الصلبة مثل الزهرة والأرض والمريخ”.
وأضاف: “تشكل عطارد بالقرب من الشمس على الأرجح من سحابة غبار غنية بالكربون وهو يحتوي نتيجة لذلك على أكسجين أقل وكربون أكثر من الكواكب الأخرى، ما أدى إلى تكوين طبقة من الماس”.
وتابع نامور: “ومع ذلك، يحتوي قلب الأرض أيضًا على الكربون، وقد اقترح العديد من الباحثين بالفعل فرضية تكوّن الماس في قلب الأرض”.