يستخدم مرجان واحد في فيجي، عمره أكثر من 600 عام، كسجل لتغيرات درجة حرارة المحيط الهادئ على مدى قرون؛ ما يدل على ارتفاع درجة الحرارة في الآونة الأخيرة بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان.
وتشكل هذه البيانات المرجانية، إلى جانب سجلات أخرى، تاريخًا لدرجات الحرارة في مياه فيجي يمتد لـ627 عامًا. كما يمكن للعلماء، من خلال تحليل العناصر المرجانية، فهم الأنماط المناخية السابقة والتغيرات في درجة حرارة المحيط.
وتكشف الدراسة عن فترة احترار طبيعي من العام 1370 إلى 1553؛ ما يسلط الضوء على اتجاه الاحترار الحالي الناجم عن الإنسان وتأثيره على تقلب المناخ.
وأدى الاحترار في المحيط الهادئ، الذي يُعزى إلى الاحتباس الحراري، إلى تغيرات كبيرة، مع ارتفاع درجات الحرارة المتزامن غير المسبوق في جميع أنحاء المنطقة.
ويمكن لهذا الاحترار أن يعرقل أنماط هطول الأمطار؛ ما يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة مثل الجفاف والأعاصير.
إن فهم تذبذب المحيط الهادئ بين العقدين ضروري للتنبؤ بالتغيرات المناخية المستقبلية، حيث تُظهر الدراسات الحديثة التي تجرى على الشعاب المرجانية في الحاجز المرجاني العظيم أن درجات الحرارة قياسية؛ ما يشكل تهديدًا شديدًا لهذه النظم البيئية.
وتؤكد البحوث على أهمية الحفاظ على الشعاب المرجانية العملاقة كأرشيفات مناخية تاريخية، حيث إنها توفر رؤى قيمة حول التغيرات المناخية الماضية والاتجاهات المناخية المستقبلية.
ويشكل اتجاه الاحترار الحالي مخاطر كبيرة على النظم البيئية وملايين الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة.
لذا، فإن حماية هذه الشعاب المرجانية أمر بالغ الأهمية لفهم وتخفيف آثار تغير المناخ على النظم الإيكولوجية للمحيطات والمجتمعات الساحلية.