“خطاب نصرالله: رسائل الردع والتحذير وردود الفعل الإسرائيلية” بقلم رئيس تحرير إنفينيتي نيوز وفاء فواز
في خطابه الأخير، ركز السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، على تعزيز معادلة الردع ضد إسرائيل وحلفائها في المنطقة. خطاب نصرالله جاء في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وأكد من خلاله على قدرة حزب الله على مواجهة أي عدوان محتمل، مشددًا على أن الرد سيكون مكلفًا للجانب الإسرائيلي.
نصرالله استعرض في خطابه التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية والإقليمية، مبينًا أن حزب الله مستعد لجميع السيناريوهات. كما وجه رسائل داخلية للمجتمع اللبناني، داعيًا للوحدة الوطنية وتجاوز الانقسامات الداخلية لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد.
من جهة أخرى، حمل الخطاب تحذيرات مباشرة إلى الدول المعادية، مشيرًا إلى أن أي تصعيد أو اعتداء سيواجه بردود فعل حاسمة. وأوضح نصرالله أن حزب الله يمتلك القدرة على تغيير المعادلات في المنطقة، مما يجعل من الصعب على الأعداء التفكير في خطوات غير محسوبة.
تأثير الخطاب كان واضحًا في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث دفع بالدول المعادية إلى إعادة حساباتها تجاه أي تحرك عسكري في لبنان. ومن المتوقع أن المرحلة القادمة ستشهد استمرارًا في سياسة الردع، مع التركيز على تقوية الجبهة الداخلية وتحقيق توازن بين الدفاع عن الوطن ومعالجة الأزمات الداخلية.
إسرائيل استجابت لخطاب السيد حسن نصرالله بحذر وقلق، إذ تدرك أن تهديداته ليست مجرد تصريحات دعائية، بل تعبر عن قدرات حقيقية لحزب الله. الإعلام الإسرائيلي تناول الخطاب بكثافة، مشيرًا إلى أن نصرالله يرسل رسائل واضحة بأن الحزب مستعد للرد بشكل غير متوقع إذا ما قامت إسرائيل بأي مغامرة عسكرية.
القيادة الإسرائيلية تتعامل مع خطاب نصرالله كمؤشر على ضرورة إعادة تقييم سياساتها تجاه لبنان وحزب الله. هناك إدراك في الأوساط الإسرائيلية أن أي تصعيد عسكري في هذه المرحلة قد يؤدي إلى حرب واسعة، لن تكون نتائجها مضمونة. لذلك، فإن إسرائيل تجد نفسها مضطرة لمراجعة حساباتها والبحث عن سبل لتجنب الانجرار إلى مواجهة شاملة، خصوصًا في ظل الظروف الإقليمية والدولية المعقدة.
في هذا السياق، كثفت إسرائيل من تحركاتها الدبلوماسية، محاولين تأمين دعم دولي لموقفها، في محاولة لتجنب تصعيد الأمور على الأرض. وفي الوقت نفسه، تواصل القيادة الإسرائيلية تعزيز استعداداتها العسكرية، لكنها تعلم أن أي خطوة متهورة قد تكلفها كثيرًا.
من جهة أخرى، أشار بعض المحللين الإسرائيليين إلى أن الخطاب يضع إسرائيل في موقف صعب، حيث يتعين عليها إما التعامل مع تهديدات حزب الله بجدية وإما المخاطرة بمواجهة ردود فعل قد تكون مفاجئة ومدمرة. هذا الوضع يجعل المرحلة القادمة محفوفة بالمخاطر، ويتطلب من إسرائيل التعامل بحذر شديد مع أي تحركات عسكرية أو سياسية تجاه لبنان وحزب الله.
في المجمل، خطاب نصرالله رسم معالم المرحلة القادمة التي ستقوم على استراتيجية الردع والتصدي لأي تهديد خارجي، مع التركيز على تحصين الوضع الداخلي لمواجهة الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يواجهها لبنان.