حركة ناشطة في المطار رغم التهديدات… ودفع فاتيكاني وعربي نحو لبنان
على وقع التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان والإعلان عن حشود عسكرية مكثفة في المقلب الآخر من الحدود، تشهد الأوساط حركة دبلوماسية ناشطة لتجنيب لبنان الحرب الشاملة، في وقتٍ يواصل فيه أمين سر الفاتيكان الكاردينال بترو بارولين وأمين السر المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي جولاتهما على المسؤولين، عقبَ اللقاء الروحي المسيحي الاسلامي الذي شهدته بكركي بدعوة من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والذي حضره بارولين، داعياً إلى تطبيق اتفاق الطائف بكل مندرجاته وكل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن مبادرة الفاتيكان لا تأتي من العبث أو الفراغ، بل تهدف إلى التأكيد على الحوار، لافتاً إلى أنّها عين العقل في أدق مرحلة من تاريخ لبنان ومصيره، واصفاً مقاطعة الكاردينال بارولين من بعض الأطراف الدينية والسياسية بأنه موجّه للبابا فرنسيس الحبر الاستثنائي بتاريخ روما.
مصادر مواكبة للحراك الدبلوماسي ربطت لجريدة “الأنباء” الالكترونية مبادرة الفاتيكان والجامعة العربية بأنها تصب في مصلحة تحييد لبنان عن التورّط في حرب موسّعة، وفي ضرورة انتخاب رئيس جمهورية والشروع بإعادة بناء مؤسسات الدولة، داعيةً إلى عدم إفساح المجال أمام اسرائيل لاستهداف البلد بشكل رئيسي كما فعلت في غزة، والاستفادة من الوضع الداخلي الذي تمر به.
وتعليقاً على الحراك، أمِلت النائب نجاة صليبا أن تتكلل المساعي التي يقوم بها الكاردينال بارولين بالنجاح، وأن يتمكن من تقريب المسافات بين القوى السياسية كي تساعد على انتخاب رئيس جمهورية في أقرب وقت.
صليبا اعتبرت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ التهديدات الاسرائيلية بحرب شاملة ما زالت استعراضات كلامية أكثر من كونها تهديدات جدية، آملةً أن تبقى الأمور تحت السيطرة وألا تتحول إلى حرب شاملة، إذ إنَّ أهالي الجنوب لم يعد بقدرتهم تحمّل المزيد من الخسائر، مناشدةً الحكومة بإجراء مسح كامل للأضرار من أجل التعويض عليهم.
وفيما يستهدف العدو ضرب مختلف المرافق اللبنانية من خلال تهديداته، حثّت كلّ من الخارجية الهولندية والسلطات الألمانية مواطنيها على مغادرة البلد بسبب خطر التصعيد على الحدود، إلا أن مطار رفيق الحريري الدولي ورغم كل ذلك يشهد حركةً ناشطة للقادمين الراغبين بقضاء عطلة الصيف في بلدهم.
إذاً، التطوّرات الأخيرة تشي بالفعل بكون لبنان أمام منعطف خطير، في ظلّ غياب أيّ مؤشرات لتهدئة قريبة جنوباً، واستمرار التعطيل على خط الملف الرئاسي، ممّا يؤشر حتماً أن البلد ذاهبٌ نحو المجهول في الأيام المُقبلة.
المصدر: الانباء الالكترونية