يُمكن لنائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس الاستفادة من دروس انتخابات المملكة المتحدة لهزيمة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان.
وبحسب الصحيفة، تمكَّن حزب العمال البريطاني بقيادة كير ستارمر من تحقيق ما كان يُنظر إليه قبل أعوام قليلة، كمهمة مستحيلة وفاز بانتخابات الرابع من يوليو الماضي كاسرًا حاجز التوقعات وبفارق كبير.
نقلة نوعية
ويعود الفضل أوَّلًا لفريق الحزب الذي أبدع في تحقيق أعلى المعايير المطلوبة لأي حملة انتخابية من حيث الاتصالات الفعالة، والإنتاج الرقمي المبتكر، والسياسة الإبداعية، والتنظيم، علاوة على الانتشار الفعال بين الناخبين.
وبالنسبة للحزب الديمقراطي وزعيمته كامالا هاريس، فإن الأمور تبدو مواتية، إذا استطاعوا الاستفادة من دروس نجاح حزب العمال البريطاني.
وأشارت الصحيفة إلى أن هاريس معَ حملتها الانتخابية، استطاعت تحقيق نقلة نوعية في زيادة شعبية الحزب وتوحده بعد تنحي الرئيس الحالي بايدن عن سباق الترشح.
وتحتاج هاريس إلى أن تبدأ بالاهتمام أكثر بمعالجة القضايا الأساسية مثل الإسكان والأسعار وخلق فرص العمل، كما فعل حزب العمال البريطاني؛ ما سيعمل على تعزيز حظوظها في كسب الناخبين الأمريكيين من الطبقة المتوسطة الذين لم يحسموا أمرهم بعد، والذين يواجه الكثير منهم ضغوطًا اقتصادية مماثلة.
ويمكن لهاريس أن تقدم مزيجًا من الاستقرار والتغيير الذي يتوق إليه الناخبون؛ من خلال معالجة مخاوف، مثل: التضخم، وملكية المساكن، مع الوعد بإحراز تقدم مطرد.
كما يمكنها تقديم رؤية تتناقض مع سجل ترامب، وتخاطب بشكل مباشر رغبة الطبقة المتوسطة في التغيير العملي الدائم لتصحيح التوازن وتحقيق الاستقرار والأمن.
النجاح في متناول اليد
وتابعت الصحيفة بأنه ينبغي على الحزب الديمقراطي أن يقدم أدلة ملموسة للناخبين الأمريكيين عن سياسات الديمقراطيين التي ساعدتهم وساعدت بلادهم.
وكما فعل حزب العمال، يجب على الديمقراطيين التركيز على سمعة القائد وكفاءته، وتقديم عروض مقنعة قابلة للتطبيق؛ علاوة على إثبات قدرة الحزب على الالتزام بتعهداته حال الفوز.
وأردفت الصحيفة بأن هاريس، مثل ستارمر، تتمتع بميزة انتمائها إلى فئة الناخبين من الطبقة المتوسطة، وأن تربيتها في الطبقة المتوسطة وفهمها للنضال الاقتصادي يمنحانها ارتباطًا فريدًا بالأمريكيين من الطبقة العاملة.
وتعتقد الصحيفة بأنها قادرة على امتلاك هذه الرواية، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يضاهيه خطاب ترامب، رغم جاذبيته الشعبوية.
ورغم أن حزب العمال كان أمامه ثلاث سنوات لتصحيح المسار وتعزيز قاعدته الانتخابية، وما يتوفر للحزب الديمقراطي الأمريكي فقط عشرات الأيام، لكن بالنظر إلى ما حققوه في الأسابيع القليلة الماضية، فإن النجاح يبدو الآن في متناول اليد.