كشفت مصادر مطلعة في إيران لصحيفة “العربي الجديد”، السبت، أن القوات المسلحة الإيرانية بإيعاز من المجلس الأعلى للأمن القومي، تخطط لهجوم على إسرائيل “سيكون الأوسع كماً ونوعاً حتى الآن”، مؤكدة أن القادة الإيرانيين الذين تحدثوا خلال الأيام الأخيرة عن أن الرد الإيراني سيكون قاسياً وتدميرياً “يقصدون ما يقولونه”.
الخطة الهجومية
وأضافت هذه المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن الخطة الهجومية الإيرانية المرتقبة كانت ضمن الخطط التي أعدت البلاد لها سابقاً قبل الهجوم الإسرائيلي مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر، وفق السيناريوهات المتوقعة للرد على أي هجوم إسرائيلي، مشيرة إلى أنه بعد هذا الهجوم في 26 الشهر الماضي، قامت القوات المسلحة الإيرانية بـ”تحديث خطتها وفقاً لمتطلبات جديدة” لتتناسب مع طبيعة الرد التي تقتضيه الهجمات الإسرائيلية، وأن “الخطة تقريباً شبه جاهزة”.
ولفتت إلى أن الأجهزة العسكرية الإيرانية المعنية بدأت بتدارك “خسائر نجمت عن الهجوم الإسرائيلي غير الشرعي”، وصفتها بـ”الجزئية”. وعن توقيت الرد الإيراني، قالت المصادر إنه “قيد الكتمان وسري للغاية، وقد يحدث في أي لحظة”، مضيفة أن إيران “تنظر إلى اعتبارات إقليمية ودولية مختلفة من منطلق فهمها لها، وفق المصالح القومية الإيرانية وليس كما تريد أطراف أخرى”، مؤكدة أن ما خططت له إيران سيكون “أوسع من قبل، وضعف عملية الوعد الصادق 2 كماً وكيفاً”، مشيرة إلى أن الرد “قد يكون أضعاف العملية السابقة”.
حسابات استراتيجية
وأوضحت أن “عملية الوعد الصادق 3 ستكون عملية مركبة وعلى الأغلب لا تقتصر فقط على إطلاق صواريخ”، لافتة إلى أن الصواريخ التي ستستخدم هذه المرة “ستحمل رؤوساً حربية أكبر حجماً ووزناً من سابقاتها”، كاشفة عن أن الجيش الإيراني سيشارك أيضاً لأول مرة في الهجوم المرتقب على الاحتلال، إلى جانب الحرس الثوري الإيراني الذي كان وحده قد نفذ العمليتين السابقتين في 14 نيسان/إبريل، و1 تشرين الأول/أكتوبر الماضيين.
وشددت المصادر الإيرانية لـ”العربي الجديد”، على أن الهدف الإيراني من الضربات الشديدة التي تخطط لها هو “تغيير حسابات إسرائيل الاستراتيجية من جهة، ومن ثم منع وقوع حرب في المنطقة من جهة ثانية من خلال تغيير تلك الحسابات”. وبشأن تقارير أميركية وإسرائيلية عن الرد الإيراني عبر العراق من خلال حلفائها، أكدت المصادر الإيرانية أن “إيران سترد من أراضيها على الهجوم” الإسرائيلي، لكنها قالت في الوقت ذاته إن “المقاومة الإسلامية العراقية تمتلك قدرات كبيرة، وهي منخرطة حالياً في المواجهة مع إسرائيل”، مقدرة أنها أيضاً ستقوم من جانبها بالرد على اختراق المقاتلات الإسرائيلية الأجواء العراقية في تنفيذ هجماتها على الجارة إيران.