العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ”إله الحرب المعدني

ويطلق على الكوكب رسميا اسم HD 149026 b، ويحمل اسم “سميرتريوس” (Smertrios/ Smertrius)، في إشارة إلى إله الحرب الذي يُعبد في بلاد الغال ونوريكوم. وينتمي الكوكب إلى فئة “زحل الحار” وهو نوع من الكواكب الخارجية يسمى “عملاق الغاز الساخن”. وهي كواكب خارجية لها أحجام مشابهة لكوكب المشتري أو زحل ولكنها تدور حول نجومها المضيفة على مسافات قريبة للغاية.

ويدور الكوكب الغني بالمعادن حول HD 149026، وهو نجم عملاق أصفر من النوع الطيفي G0 IV، على مسافة نحو 248.5 سنة ضوئية.

ويبلغ نصف قطر الكوكب نحو 0.81 نصف قطر كوكب المشتري، وهو أقل كتلة بثلاث مرات تقريبا من كوكب المشتري.

ووجدت الملاحظات السابقة أن “سمرتريوس” يدور حول مضيفه كل 2.876 يوما، على بعد نحو 0.043 وحدة فلكية منه. وتقدر درجة حرارة توازن الكوكب بـ 1693 كلفن.

واستخدم فريق من علماء الفلك بقيادة سيّد علي رافي من جامعة طوكيو في اليابان، مرصد “كارمينيس”  (CARMENES) في مرصد كالار ألتو لإجراء تحليل طيفي عالي الدقة للارتباط المتبادل لـ”سميرتريوس”. وكان هدفهم الرئيسي هو الحصول على مزيد من المعلومات حول تكوين الغلاف الجوي لهذا الكوكب الخارجي.

وكتب العلماء في ورقتهم البحثية: “يقدم التحليل الطيفي للإرسال أحد أكثر الأساليب نجاحا لدراسة أجواء الكواكب الخارجية. لقد قمنا بتحليل طيف الإرسال عالي الدقة القريب من الأشعة تحت الحمراء لزحل الحار، HD 149026 b، المأخوذ باستخدام مطياف كارمينيس”.

ومن خلال تحليل بيانات “كارمينيس”، وجد فريق رافي دليلا على وجود إشارة مائية قريبة جدا من الموقع الذي يجب أن يكون فيه “سميرتريوس”.

ومع نسبة الإشارة إلى الضجيج (S/N)، التي تقيس مدى تشوش المعلومة المنقولة بفعل الضجيج، والبالغة 4.8، كان هذا اكتشافا لا يمكنهم تجاهله.

وأشار علماء الفلك إلى أن هذ الإشارة ما هي إلا دليل، وليس اكتشافا مؤكدا، على وجود بخار الماء.

ووفقا للدراسة، فإن دليل وجود بخار الماء في الغلاف الجوي لكوكب “سمرتريوس” يشير إلى أن نسبة الكربون إلى الأكسجين على الكوكب يجب أن تكون أقل من واحد، وذلك لأن وفرة سيانيد الهيدروجين يتوقع أن تكون منخفضة للغاية إذا كان الغلاف الجوي متجانسا وفي حالة توازن كيميائي.

وعلى الرغم من أن العلماء بحثوا عن سيانيد الهيدروجين في الغلاف الجوي لـ”سميرتريوس”، إلا أنهم لم يعثروا على أي دليل على وجود هذا المركب. ويفترض علماء الفلك أن هذا قد يكون بسبب انخفاض مجموعة بيانات الإشارة إلى الضجيج (S/N). ولذلك، لا يمكن استبعاد احتمال وجود سيانيد الهيدروجين في الغلاف الجوي لهذا الكوكب بشكل قاطع.