مقالات

صاروخ الجولان يضع لبنان على أبواب الحرب… بيانات التبرّؤ والإدانة… هل تكفي لوقف الرد؟

النهار: صاروخ الجولان يضع لبنان على أبواب الحرب… بيانات التبرّؤ والإدانة… هل تكفي لوقف الرد؟

– كتبت صحيفة النهار تقول: هل يكون صاروخ مجدل شمس المفجّر للحرب الكبيرة بين إسرائيل و”حزب الله” بعد تسعة أشهر من المواجهات الميدانية المحدودة غالباً بخطوط حمر وقواعد اشتباك متحركة ؟ الواقع أنّ الردّ الإسرائيلي على إطلاق صاروخ على قرية مجدل شمس في الجولان المحتل بإعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحميله “حزب الله ” ولبنان المسؤولية عن أطلاق الصاروخ على مجدل شمس وتهديده بأنّ الرد على الهجوم سيكون قويّاً جدّاً، لم يعد يترك مجالاً كبيراً للشك في أنّ صاروخ مجدل شمس سيُشكّل نقطة التحول الأخطر في مسار المواجهات على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية بحيث بدأت إسرائيل الإجراءات العملانية لرد عسكري بعد تأكيد معظم قادتها ومسؤوليها أنّ المواجهة مع “حزب الله” صارت مسألة ساعات.

وتالياً، فأنّ النفي الرسمي الذي أصدره الاعلام الحربي لـ”حزب الله” لإطلاقه الصاروخ وإعلانه أنّ “لا علاقة للمقاومة الإسلامية بالحادث على الإطلاق، وننفي نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص”، لم يجد نفعاً، إذ إنّ الجيش الإسرائيلي أصرّ على التأكيد أنّ “حزب الله” اطلق الصاروخ على ملعب كرة القدم في مجدل شمس.

وأعلن أنّه بناء على تقييم الوضع والمعلومات الاستخبارية، فإنّ “حزب الله” يقف وراء إطلاق الصاروخ، وأنّ الحزب أطلقه من شبعا في جنوب لبنان وأنّ رد الجيش الإسرائيلي سيكون قويّاً. واشتعلت المزايدات النارية في إسرائيل، فأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي ان “حزب الله تجاوز الخط الأحمر والردّ سيكون بناء على ذلك” وقال: “طلبت من موظفي الخارجية إبلاغ دول العالم أن حزب الله يتحمل مسؤولية ما سيحدث بعد هجوم مجدل شمس”. وقال الزعيم اليميني المتطرّف أيفغدور ليبرمان إنّ “المسؤول عن مقتل العديد من الأطفال في مجدل شمس هو نصرالله، وقد حان الوقت ليدفع الثمن”. وقال وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار: “علينا أن نوقف التأجيل المستمر وأن نضرب حزب الله بهجوم قاس وحان وقت العمل”. وذهب وزير المالية الإسرائيلية إلى القول: “يجب اغتيال نصرالله ردّاً على هجوم مجدل شمس وعلى كلّ لبنان أن يدفع الثمن”.

الحكومة وبري وجنبلاط

واكتسب الوضع الناشئ طابعاً بالغ الخطورة إلى حدود محاولة الحكومة اللبنانية استدراك اشتعال الحرب، فأصدرت بياناً ليل أمس أعلنت فيه “إدانتها كل اعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها الى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات”. وشدّدت على أنّ “استهداف المدنيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية”.

كذلك، أفيد بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري “تابع تطورات الأوضاع الميدانية في الجنوب ولهذه الغاية تلقى اتّصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت أكد خلاله رئيس المجلس أنّ لبنان الذي تتعرض قراه الجنوبية لاسيما الحدودية منها منذ ما يزيد عن ٩ اشهر لعدوان اسرائيلي متواصل لم توفر فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية بإسلحتها المحرمة دولياً (الفوسفور الابيض) المدنيين والمساحات الزراعية والطواقم الإسعافية والإعلاميين، وبالرغم من هذه الإنتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701 إلا أن لبنان ومقاومته ملتزمون بهذا القرار وبقواعد الإشتباك بعدم استهداف المدنيين ، وما نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل يؤكد بشكل قاطع هذا الإلتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عن ما حصل.

ووفق الإعلام الإسرائيلي، فإنّ هجوماً بصاروخ على مجدل شمس في الجولان السوري، أدى الى مقُتل 11 شخصاً وإصابة العشرات معظمهم من الأولاد نتيجة الهجوم على ملعب لكرة القدم، فيما أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بأن نحو 30 جريحًا بينهم 7 أطفال في حالة حرجة في مجدل شمس.

كما أصدر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بياناً أعلن فيه أنه “أمام الواقعة المصاب التي طالت بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، فإنه لا بد ممّا يلي:
أولاً: تقديم خالص التعازي والمواساة بالضحايا الشهداء الذين قضوا لعائلاتهم وعموم أبناء الجولان السوري المحتل.
ثانياً: إنّ استهداف المدنيين أمرٌ مرفوض ومدان، أكان في فلسطين المحتلة أو الجولان المحتل، أو في جنوب لبنان، وتاريخ وحاضر العدو الإسرائيلي مليء بالمجازر التي ارتكبها ويرتكبها ضد المدنيين دون هوادة، والدعوة الى الجميع في لبنان وفي فلسطين والجولان من أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدو التدميري، إذ يبقى المطلوب عدم توسع الحرب ووقف فوري للعدوان ولإطلاق النار.
ثالثاً: في ضوء بيان حزب الله الذي ينفي علاقة المقاومة الإسلامية بما حصل في مجدل شمس، فإننا نشدد التحذير والتنبيه ممّا يعمل عليه العدو الإسرائيلي منذ زمنٍ بعيد لإشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوّناتها، وقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة وكل المقاومين الذين يواجهون الإجرام والاحتلال الإسرائيلي”.
واعلن ليلا ان جنبلاط تلقى اتصالاً هاتفياً من الموفد الأميركي الى منطقة الشرق الأوسط آموس هوكشتاين الذي أعرب عن قلقه من تطورات الوضع على جبهة جنوب لبنان في ضوء حادث مجدل شمس.

الموقف من إسرائيل

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أن رئيس وزراء الجيش الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرس اختصار زيارته لواشنطن في أعقاب أحداث مجدل شمس وهو يتلقى تحديثات ويجري مشاورات بشأن الحادث وان وزير الدفاع الاسرائيلي يؤآف غالانت يجري مشاورات أمنية مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية ان نتنياهو حصل على موافقة أميركية لشن عملية عسكرية ضد لبنان قبل حادث مجدل شمس.
وهدّد وزير الدفاع ب”أننا سنضرب حزب الله في كل مكان نحتاج الى ضربه فيه ” فيما نقل عن مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية انه “سيكون هناك في الشمال رد لم نشهده في الحرب حتى الان”.
ونقلت وكالة رويترز عن اليونيفيل انها تجري اتصالات مع السلطات اللبنانية والإسرائيلية في شأن حادث مجدل شمس سعيا الى الحفاظ على التهدئة .

سبق كل ذلك ان برز تطور لافت مع اطلاق “حزب الله” مسيرات نحو حقل كاريش للغاز للمرة الأولى منذ بدء المواجهات . وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن سفينة صواريخ تابعة للبحرية الإسرائيلية اعترضت مسيّرة دخلت من الأراضي اللبنانية إلى المياه الاقتصادية الإسرائيلية. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ المسيرة الآتية من أجواء لبنان، والتي أسقطتها سفينة حربية بالتعاون مع سلاح الجوّ الإسرائيلي، كانت متجهة نحو حقل كاريش الإسرائيلي للغاز في المتوسط، ويُرجح أنها استخبارية . بدورها قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنّه يشتبه بإطلاق مسيرة من لبنان نحو منصة حقل كاريش، فيما لم يتضح ما إذا ما كانت مفخخة أم للاستطلاع.

 

كدلك اشتعلت الجبهة الجنوبية في ساعات بعد الظهر، بعدما شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة عنيفة على بلدة كفركلا أسفرت عن سقوط أربعة عناصر لـ”حزب الله”. ونعى “حزب الله” عناصره وهم : أحمد حكمت موسى “ذو الفقار” مواليد عام 1999 من مدينة طرابلس وسكان بلدة علي النهري في البقاع، مصطفى مريش “مهدي ياغي” مواليد عام 1993 من منطقة الباشورة، نعيم علي فرحات “ملاك” مواليد عام 1991 من بلدة بيت شاما في البقاع، وحسن هلال السعيدي “علي الهادي” مواليد عام 1993 من بلدة تول.

واعلن الحزب أنّه “ردّا على استهداف كفركلا قصفنا مقر قيادة لواء حرمون في ثكنة معاليه غولاني ‏بصواريخ الكاتيوشا كما اعلن استهداف مبنى يتموضع فيه الجنود في مستعمرة المنارة واعلن ايضا استهداف التجهيزات التجسسية في موقع السماقة ومنظومة فنية تجسسية في موقع المنارة وانتشاراً للجنود ‏في محيطها بالمسيرات الانقضاضية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce