أخبار دولية

الغارديان: هل خروج بايـ دن من السباق سيحوله لبطة عرجاء في أوكرانيا وغzة

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعده مراسلها في واشنطن أندرو روث، تساءل فيه عن جو بايدن الذي أعلن الأحد عن خروجه من السباق الرئاسي، وإن كان بطة عرجاء أم صانع ميراث؟

وجاء خروج بايدن من السباق بعد أسابيع من التكهنات حول مستقبله السياسي والدعوات من الديمقراطيين البارزين في الكونغرس له لترك السباق، خاصة بعد  مناظرته الكارثية مع الرئيس السابق دونالد ترامب في 27 حزيران/ يونيو، والتي دفعت الكثير من الديمقراطيين للتساؤل حول قدراته العقلية والجسدية لقيادة أمريكا لفترة ثانية، وبالضرورة هزيمة دونالد ترامب الذي زادت شعبيته بعد المحاولة الفاشلة لاغتياله في بنسلفانيا قبل أسبوعين. وقال روث إن إعلان الرئيس يأتي في لحظة مضطربة تمر على العالم حيث تستمر الحرب في أوكرانيا وغزة وتتصاعد المنافسة الأمريكية- الصينية.

وأضاف أن بايدن الذي فجر القنبلة يوم الأحد، وأعلن عن عدم مواصلته السباق الرئاسي لعام 2024، لا يزال رئيسا ولديه ستة أشهر قبل أن يترك البيت الأبيض.

ويتوقع قادة العالم التعامل مع بايدن على أنه بطة عرجاء. وأن تغيرا في السياسة الأمريكية قد يحدث تحت إدارة محتملة لترامب، حيث ستعود واشنطن لتبني شعار “أمريكا أولا” التي تتشكك من الحرب في أوكرانيا وتتبنى سياسة صقورية مع الصين ومؤيدة لإسرائيل.

وربما كانت لبايدن الذي تخلى عن حملة خاسرة كانت ستسلم الرئاسة لترامب، الفرصة لأن يسلم الميراث لإدارة ديمقراطية، هذا لو قام حزبه بإعادة تجميع نفسه حول مرشح متفق عليه ويجعلهم قادرين على المنافسة في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

ونقل عن مديرة السياسات والدراسات الأجنبية في معهد أمريكان إنتربرايز، كوري شاك، قولها: “في الحقيقة، أعتقد أن الإعلان، جعل من احتمالية تسليمه (بايدن) السياسة لإدارة ديمقراطية ممكنا”.

وسيكون بايدن أمام امتحان مع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن كي يلقي خطابا أمام جلسة مشتركة للكونغرس، ولعقد لقاءات في البيت الأبيض التي قد تؤثر على موقفه من صفقة وقف إطلاق النار، أو الدفع باتجاه حملة عسكرية واسعة على طول الحدود مع لبنان. وتريد إدارة بايدن وقفا لإطلاق النار، وحذرت نتنياهو من تصعيد النراع.

وفي الأسبوع الماضي، حضر عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين المؤتمرَ الوطني للحزب الجمهوري، في محاولة لبناء علاقات مع حملة ترامب، إلا أن الزخم قد ينحرف نحو المركز، بعد إعلان بايدن عن خروجه من السباق.

وقالت شاك: “كان القادة الأجانب يتطلعون للقاء الرئيس السابق دونالد ترامب والمقربين منه، ولكنهم سيتدافعون الآن لمقابلة المنافسين الديمقراطيين وتقرير من سيكون مؤثرا معهم”.

ومن المتوقع أن يلتقي نتنياهو مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، حسبما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، وربما يفتح قنوات اتصال مع ترامب، على حد قول دبلوماسي أوروبي. وقال: “أعتقد أن عليه (نتنياهو) موازنة ما يسمعه في واشنطن من الطرفين. عاد الأمر الآن للسؤال المفتوح حول المسار الذي تتجه إليه الانتخابات”.

وتُعقد الانتخابات الأمريكية في لحظة حرجة من الشؤون الدولية، ووسط استمرار الحرب في أوكرانيا وغزة، وتحذير الديمقراطيين والجمهوريين  من زيادة التنافس مع الصين، كما يشعر الحلفاء الأوروبيون بالخوف من روسيا المنتقمة، وتبني ترامب سياسة “أمريكا أولا”، بما يعني إدارة واشنطن ظهرها للقارة الأوروبية.

وقال مدير المركز المختص بالولايات المتحدة وأوروبا، الدكتور قسطنطين ستلزنمولر، إن صنّاع القرار في إسرائيل وروسيا والصين وإيران “واثقون حتى الآن من أن اسم الرئيس الأمريكي المقبل سيكون دونالد ترامب”.

والآن لم يعد هذا واضحا، مع أن الكثير يعتمد على حملة الديمقراطيين والتي ستعود بسرعة للسباق سواء تحت كامالا هاريس أو أي مرشح آخر. ويقول ستلزنمولر: “سواء تغير هذا الآن، فإنه يعتمد على الفريق الذي يرشحه الديمقراطيون وكيف سيفعّلونه. ولكنني أرى بايدن سيظهر تجربته وخبرته بدور رجل دولة عجوز”.

وتتباين المواقف حول ما سيحدث في الأيام المقبلة. وتقول الدكتورة ليانا فيكس، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن بايدن سينظر إليه كـ”بطة عرجاء”، مضيفة: “سينظر القادة الأوروبيون إليه على أنه في طريقه للخروج، وليس من المنطق محاولة التعاون معه في قضايا السياسة الآن”.

وتقول فيكس إن القادة الأوروبيين سيشعرون بالإحباط لخسارتهم رئاسة بايدن لأنها قادت الطريق في حرب أوكرانيا. وفي الآن نفسه، سيحاول أعداء الولايات المتحدة الضغط عليها خارجيا ووسط الاضطرابات التي تعيشها في الداخل. وقالت فيكس: “السؤال هو إن حاول أعداء الولايات المتحدة مثل روسيا وإيران امتحان قوة القيادة في الولايات المتحدة وأثناء المرحلة الانتقالية، وتصعيد الحرب في أوكرانيا أو من خلال الحوثيين مثلا”.

كما أن حرب غزة هي المجال الآخر الذي تعرض فيه بايدن وتأثيره لامتحان، فعلى مدى سنوات رئاسته، لم يوجه الرئيس الأمريكي دعوة إلى نتنياهو لزيارة البيت الأبيض، وحاول ضبطه بعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

ويعتقد أن نتنياهو  ينتظر خروج بايدن من أجل عودة إدارة ترامب التي يراها مطواعة لسياسة إسرائيلية عدوانية. وقال الدبلوماسي الأوروبي البارز: “في الحقيقة، وبصراحة، لا أعتقد أنه سيبدو ضعيفا لأنه في وضع سيئ”، ويعني بايدن.

ومن المتوقع أن يناقش بايدن ونتنياهو مقترح وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى لدى حماس، وهي الخطة التي يقول بايدن إن الطرفين وافقا على “إطارها”.

وربما يناقشان أيضا تهديدات نتنياهو بعملية عسكرية في لبنان، والتي ستؤدي إلى تصعيد مهم في النزاع.

وعلى عكس ما هو متوقع إلى حد كبير، يعتمد امتحان تأثير بايدن في الخارج على الطريقة التي ستقود فيها تمليذته ونائبته هاريس حملتها في الأيام والأشهر المقبلة. وصادق بايدن وقادة الحزب الديمقراطي البارزين على ترشيح هاريس، لكن هذا ليس من جانب واحد، وربما حاول  آخرون ترشيح منافس أو منافسة لها.

وسيراقب قادة العالم الوضع عن قرب، وهم “يردون بالشكر والثناء عبر منصات التواصل الإجتماعي لكنهم يعرفون أفضل من الافتراض أن ترشيح هاريس بات أمرا مفروغا منه” حسب قول ستلزنمولر، مضيفا أن “أي ديمقراطي سيتم اختياره سيكون أقل تعاطفا مع الجانب الآخر للأطلنطي من جو بايدن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce