Uncategorized

لمن يعد الشهداء في غzة ، كعداد على لوحة إلكترونية،

لمن يعد الشهداء في غzة ، كعداد على لوحة إلكترونية، بقلم رئيسة التحرير وفاء فواز

“إذا وصلكم خبر استشهادي، لا تأتوا لوداعي الا اذا كنت جسدًا كاملا كما عرفتموني، وجهًا باسمًا يُمكن أن يُقبّل، يدًا دافئة يمكن أن تُحضن، لا أريد لجسدي أن يكون شيئا اخر في ذاكرتكم، أريد لتراب هذي البلاد أن يحتضنني في الأرض، كلّي.”
بلال عقل_ الشهيد الآن من بعد يومين.

تخبرني السيدة غادة التقيتها اليوم: ” طول الطريق من رفح لدير البلح وأنا أناجي الله إن كانت أماني البنت الشهيدة جسد كامل فأصل وأودعها بجسدها الكامل، وإن كانت أشلاء يارب ما تكتبلي لحظة وداعها، وبالفعل وصلت المستشفى وعرفت أنها صارت أشلاء دفنوها من غير ما أودعها، لكني رحت على بيتها وغمضت عيوني على آخر صورها الحلوة بتخرج بنتها من المدرسة وبعرس أختها”
أماني قتلت وزوجها وأولادها الثلاثة في قصف مباشر لمنزلهم بدير البلح في بداية فبراير 2024.

أجسادنا هي نتاج جهد أمهات وعائلة وحياة كاملة صنعت عليها أثراً ممتدة من ذاكرة في كل مسام وكل قطعة بدءاً من أثر الإبرة الأولى في الكتف حتى الرأس الذي لا يستريح إلا على كتف من نحب، وجسد كامل يضم جسد ويذوب فيه.
لأجسادنا أسرار لا يعرفها سوانا!
نريد أجسادنا كاملة حتى في موتنا كي لا يضيع منا وقت جمع آثارها في رحلة الموت والخلود.
نريد مواصلة الرحلة بجسد أثر الحب في مساماته يذهب معنا مباشرة دون أن يضيع الوقت ونحن ننتظر بقايانا في قبر
أو تختلط الندوب في جسد غير هذا الذي اعتادت عليه.

نريد موتاً عادياً بجسد وسره بل كل أسراره!
هكذا ببساطة!
فلم تطحنون لحمنا أيزعجكم جسدنا السر؟!

يوليو 2024

#فصول_الدهشة_ومحاولات_النجاة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce