الأمم المتحدة تحذر من خطورة الطرق البرية في إفريقيا
أشارت الأمم المتحدة إلى أن اللاجئين في إفريقيا يتجهون شمالا نحو البحر المتوسط وأوروبا ويجتازون طرقا محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء ويتعرضون للاستعباد واستئصال الأعضاء والاغتصاب.
وقدر التقرير الصادر اليوم الجمعة عن وكالتي اللاجئين والهجرة التابعتين للأمم المتحدة و(مركز الهجرة المختلطة) البحثي، أن الطرق البرية في إفريقيا أكثر فتكا بمرتين من الممرات البحرية عبر البحر المتوسط، وهو الطريق البحري الأكثر دموية بالنسبة للمهاجرين في العالم
وذكر التقرير أن الصراعات الجديدة وعدم الاستقرار في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والسودان، كانت وراء ارتفاع عدد الرحلات نحو البحر المتوسط. لكن نيجيريا وساحل العاج وغينيا كانت على رأس الدول الأصلية للمهاجرين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي لجأ فيه العديد من السياسيين في أوروبا وخارجها، خلال عام انتخابي مهم، إلى حشد أو استقطاب الدعم من المشاعر المعادية للمهاجرين.
لكن النزاعات والصراعات الاقتصادية والقمع وتأثير تغير المناخ في العديد من بلدان العالم النامي أدت إلى زيادة تدفق المهاجرين عبر الحدود، حيث يتعرضون لخطر الاعتداء الجسدي والموت.
وجاء في ملخص التقرير “يعبر اللاجئون والمهاجرون بشكل متزايد المناطق التي تنشط فيها الجماعات المتمردة والميليشيات وغيرها من الجهات الإجرامية، وحيث ينتشر الاتجار بالبشر والاختطاف للحصول على فدية والسخرة والاستغلال الجنسي”.
ويهدف التقرير إلى تسليط الضوء على مخاطر الطرق البرية المؤدية إلى البحر المتوسط، والتي عبرها أكثر من 72 ألف مهاجر ولاجئ في النصف الأول من هذا العام، وحيث توفي أو فقد 785 شخصا خلال تلك الأشهر الستة، وفقا لمفوضية اللاجئين.
في غضون ذلك، قال المبعوث الخاص للمفوضية، فنسنت كوشيتيل، نقلا عن روايات بعض المهاجرين واللاجئين الذين نجوا، إن بعض المهربين يلقون المرضى من شاحنات صغيرة تنقلهم عبر الصحراء، أو لا يعودون لاستعادة الآخرين الذين يسقطون.
وأضاف: “كل من عبر الصحراء يستطيع أن يخبرك عن أشخاص يعرفهم وماتوا في الصحراء، عندما تتحدث مع أشخاص في لامبيدوزا سيخبرك البعض عن أشخاص يعرفونهم ماتوا في البحر”. ولامبيدوزا هي جزيرة إيطالية في البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام، أن أكثر من 3100 شخص لقوا حتفهم أثناء عبور البحر المتوسط العام الماضي.
وقال مؤلفو التقرير، الذي استند إلى شهادات أكثر من 31 ألف شخص، إن العمل الدولي لم يكن كافيا، وأشاروا إلى “فجوات هائلة” في الحماية والمساعدة للأشخاص الذين يقومون بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
وقال التقرير: “في المجمل، من المعروف أن 1180 شخصا لقوا حتفهم أثناء عبور الصحراء الكبرى في الفترة من يناير 2020 إلى مايو 2024، لكن يعتقد أن العدد أعلى من ذلك بكثير”.
وبرزت ليبيا كنقطة عبور رئيسية للمهاجرين الفارين من الحرب والفقر في إفريقيا والشرق الأوسط. وفي مارس، اكتشفت السلطات مقبرة جماعية تحتوي على جثث ما لا يقل عن 65 مهاجرا في صحراء غرب ليبيا