روسيا تتوعد بـ”مواجهة مباشرة” جراء طلعات المسيّرات الأمريكية بالبحر الأسود
روسيا تتوعد بـ”مواجهة مباشرة” جراء طلعات المسيّرات الأمريكية بالبحر الأسود
حذرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة في بيان من مغبة تكثيف الولايات المتحدة لطلعات طائراتها المسيّرة في البحر الأسود قبالة أوكرانيا، مهددة بالدخول في “مواجهة مباشرة” مع حلف شمال الأطلسي، بعد أيام على توجيه موسكو تهديدات أخرى لواشنطن بعد هجوم أوكراني استهدف شبه جزيرة القرم.
توعدت روسيا الجمعة الغرب بـ”مواجهة مباشرة” جراء “تكثيف” طلعات الطائرات المسيّرة الأمريكية بالبحر الأسود قبالة أوكرانيا، بعد أيام على توجيهها تهديدات لواشنطن بسبب ضربة أوكرانية على شبه جزيرة القرم.
وتعزز هذه الطلعات “من أرجحية وقوع حوادث في المجال الجوي مع طائرات قوات الفضاء الجوي الروسية، ما يرفع بدوره خطر المواجهة المباشرة بين الحلف (الأطلسي) والاتحاد الروسي”، حسب بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية.
وحذّر البيان من أن “بلدان الناتو ستكون مسؤولة” عن هذا الوضع، مشيرا إلى أن وزير الدفاع أندريه بيلوسوف أمر هيئة الأركان “باتخاذ تدابير للردّ بسرعةعلى هذه الاستفزازات”. وبحسب نفس المصدر، فإن هدف المسيّرات الأمريكية هو “استطلاع الأهداف وتحديدها للأسلحة الدقيقة المقدمة إلى القوات الأوكرانية المسلحة” من الغرب.
وبعد رفض الأمر لفترة طويلة خشية التصعيد، بدأ الأمريكيون والأوروبيون يسمحون في الأسابيع الأخيرة بتنفيذ ضربات بأسلحة دقيقة داخل الأراضي الروسية للقضاء على منشآت ومنظومات تستخدم لقصف أوكرانيا، وذلك وفق شروط محددة.
وتعتبر موسكو أن المساعدة المقدمة لكييف في مجال الأسلحة والاستخبارات وتحديد الأهداف على أراض روسية، تجعل الولايات المتحدة وحلفاءها أطرافا في النزاع الذي أجّجه الكرملين بشن غزو للأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022.
وسبق لروسيا أن هددت الولايات المتحدة بالردّ في 24 يونيو/حزيران، متهمة إياها بـ”قتل أطفال روس” غداة ضربة على شبه جزيرة القرم في البحر الأسود التي ضمّتها موسكو في 2014. وأودى الهجوم بأربعة أشخاص بينهم طفلان، وتسبّب بإصابة أكثر من 150 شخصا بشظايا صاروخ أسقط فوق “منطقة ساحلية” وفق المعلومات الواردة من موسكو.
ويعتبر الكرملين أن الضربات بصواريخ “أتاكمز” البعيدة المدى لا يمكن أن تنفّذها أوكرانيا لوحدها، حيث إنها تتطلب خبراء وتكنولوجيا ومعلومات استخباراتية من الولايات المتحدة. في المقابل، اكتفى البنتاغون بالقول إن أوكرانيا “تأخذ قراراتها الخاصة بها”.
وسبق أن هدد الرئيس الروسي مطلع يونيو/حزيران بتسليم أسلحة موازية إلى أعداء للغرب لضرب مصالحه في مناطق أخرى في العالم.
وإذا كان الأسطول الروسي متفوقا من حيث العدد في منطقة البحر الأسود، فإنه خسر سفنا كثيرة منذ أكثر من سنتين استهدفتها هجمات لكييف بمسيّرات مائية. بفضل هذه الضربات تصدى الجيش الأوكراني للسفن الحربية الروسية وأقام ممرا بحريا بالمنطقة لتصدير الحبوب. وبات يعمل على ضرب العتاد الحربي الكبير لروسيا في شبه جزيرة القرم التي تعد قاعدة أساسية للجهد الحربي الروسي.
دبلوماسيا، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة أنه يعمل على خطة جديدة لإنهاء النزاع ترمي إلى حشد “دعم أغلبية” بلدان العالم. لكنه تعهد أيضا مواصلة تعبئة القدرات العسكرية لبلده كي يفرض على روسيا “سلاما عادلا”.
لكن لبوتين حله الخاص في هذا الشأن، حيث اقترح أن تمنحه أوكرانيا خمس مناطق شرقية وجنوبية وأن تتخلى عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وهو ما رفضته أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون.