اقليمي

لماذا تنجح مُسيَّرات “حزب الله” في اختراق دفاعات “إسرائيل”؟

لماذا تنجح مُسيَّرات “حزب الله” في اختراق دفاعات “إسرائيل”؟

تساءلت صحيفة “كالكاليست” العبرية، عن أسباب نجاح مُسيَّرات “حزب الله” على وجه التحديد، في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وبلوغ أهدافها بدقة، مقارنة بالمُسيَّرات الأخرى التي أطلقت من جبهات عديدة، مثل العراق، واليمن، وإيران، وغزة.

وذكرت الصحيفة أن الحوثيين في اليمن، والفصائل العراقية، و”حماس” في غزة، وكذلك إيران، أطلقوا مُسيَّرات انتحارية من طرز مختلفة وبأساليب متعددة فشلت في اختراق الدفاعات الإسرائيلية في الغالب، إلا أن مُسيَّرات “حزب الله” هي التي باتت تشكل خطرًا.

ورأت أن السبب لا يكمن فقط في كون لبنان متاخم، وأن مواقع إطلاق المُسيَّرات أقرب بكثير من تلك التي تُطلق من اليمن أو العراق.

وأشارت إلى أن السبب الأول يكمن في أن الحديث يدور حول عدائيات من نوع جديد نسبيًّا لم تألف “إسرائيل” التعاطي معها.
ووفق الصحيفة، هناك اعتقاد بأن مُسيَّرات “حزب الله” تفاجئ الدفاعات الإسرائيلية كونها تُطلق من مسافة قريبة، ربما أقل من 10 كيلومترات، ويستغرق وصولها أحيانًا دقيقتين ونصف الدقيقة.

ورأت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أثبت أنه قادر على اعتراض المُسيَّرات إذا أطلقت من مسافات كبيرة، وكان لديه الوقت الكافي للرصد وتوفير استجابة لهذا الخطر، وهو ما حدث بشأن المُسيَّرات التي أطلقت من الأراضي الإيرانية في 14 نيسان/ أبريل الماضي.

ولكنها مع ذلك أشارت إلى أن المدى البعيد لا يعد ضمانة لحتمية اعتراض المُسيَّرات، كما أن المسافة القريبة التي أطلقت منها “حماس” مُسيَّراتها، وتبلغ 4 كيلومترات أحيانًا ليست ضمانة لفشل اعتراضها.

وحاولت “كالكاليست” تفسير نجاح مُسيَّرات “حزب الله” في اختراق تلك المعادلة عبر طرح سؤال بشأن “ما إذا كان حزب الله يمتلك مُسيَّرات لديها قدرات على التخفي أكثر من غيرها؟”.

لكنها أجابت أنه لا يمتلك مُسيَّرات من هذا النوع، ولكن كلما كانت المُسيَّرة أصغر حجمًا، وتعمل عبر تشويش موجات الرادار كلما زادت صعوبة اعتراضها.

وعرضت العديد من المعلومات الفنية عن أساليب الكشف التي تعمل بها الرادارات، ومن ثم خلصت إلى صعوبات تتعلق ببنية المُسيَّرات ومكوناتها التي صُنعت منها، والتي يطلقها “حزب الله” والتي تُصعِّب مهمة عمل الرادارات على الرصد والكشف، مثل أن تتسبب تلك المكونات في صعوبة استقبال الموجات المرتدة إلى الرادارات والتي كانت قد أطلقت لكشف الهدف.

وضربت الصحيفة العبرية أمثلة على أنواع المُسيَّرات التي تصعب مهمة الرادارات، ومنها “أبابيل تي”، و”صمد 2” الأصغر نسبيًّا، مضيفة أن من بين الصعوبات التي تواجهها الدفاعات الإسرائيلية هي الارتفاعات المنخفضة التي تحلق عليها هذه المُسيَّرات.

ومن بين العوامل المؤثرة أيضًا ضعف القدرة الاستخبارية على اكتشاف إطلاق المُسيَّرات بشكل مبكر ومن ثم محاولة تحييدها وضرب منصة الإطلاق، أو في المقابل الاستعداد للتصدي لها لو أطلقت.

وأضاف التقرير أن “حزب الله” لديه قدرات جيدة على إخفاء خطواته التالية، وأن المُسيَّرات المنصوبة فوق منصات الإطلاق مسبقًا في نقاط مخفية وسرية تصعب مهمة “إسرائيل”.

ورأت أن جبهة “حزب الله” تختلف عن الجبهات الأخرى من زاوية التضاريس، وأن تضاريس جنوب لبنان من بين عوامل القوة لـ”حزب الله”، ومن بين أسباب نجاح مُسيَّراته في اختراق الدفاعات الإسرائيلية وصعوبة اكتشافها.

وقارنت الصحيفة بين مسيرات “حزب الله” وبين المُسيَّرات التي تتعرض لها أوكرانيا جراء الهجمات الروسية، وقال إن أرض أوكرانيا المسطحة ساعدتها في التصدي للكثير من تلك المُسيَّرات مقارنة بـ”إسرائيل”، التي تأتيها الهجمات من مناطق ذات تضاريس جبلية ومسارات مريحة للغاية بالنسبة للتحليق على ارتفاعات منخفضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce