مقالات

“ميني تباينات” بين أعضاء الخماسية وانفتاح بين الرياض و”التيار”

“ميني تباينات” بين أعضاء الخماسية وانفتاح بين الرياض و”التيار”

بات جلياً أن ثمّة متغيرات برزت على خط دور اللجنة الخماسية وعملها، ما ظهر في مشاركة السفير السعودي وليد بخاري في لقاء اللجنة مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الذي أكد المؤكد أن هناك انفتاحاً من الرياض على باسيل الذي سبق له ان شارك في الاحتفال بالعيد الوطني السعودي على رأس وفد نيابي من تكتل “لبنان القوي” واستُقبل بحفاوة من السفير بخاري، الامر الذي من شأنه أن يدخل عاملا جديدا على دور اللجنة في تحركها حيال الإستحقاق الرئاسي.
والسؤال المطروح: كيف سيتبلور دور الخماسية في المرحلة المقبلة؟ هل ثمة تباعد بين أقطابها، وهل هناك رؤية جديدة؟ كل ذلك ظهرت معالمه في الآونة الأخيرة من خلال غياب السفير بخاري عن وفد اللجنة لدى زيارتها رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، إذ عُزي ذلك الى دواعٍ صحية، ليشارك بخاري في لقاء رئيس “التيار الوطني الحر” مع الخماسية،علما ان فرنجية كانت له إشارة إيجابية تجاه المملكة من بكركي، فيما يؤكد بعض المحيطين بالسفارة السعودية في بيروت، أن السفير بخاري كان حقاً متوعكاً صحياً خلال زيارة اللجنة الخماسية لزعيم “المردة”.

أما بصدد التباينات بين سائر مكونات اللجنة، فبعض المواكبين والمتابعين يؤكدون هذا المعطى، وخصوصاً حول بعض المرشحين، وآلية التحرك والمواقف، فالسعودية لا تقبل أن يُفرض عليها من الولايات المتحدة أو سواها أي منحى، خصوصا أنها هي من حددت المواصفات والمقاربات بالتكافل والتضامن مع سائر سفراء اللجنة يوم كان هناك انفتاح فرنسي على مرشح الثنائي الشيعي، ما بدّل موقف باريس، إلى أمور أخرى استطاعت السعودية إدراجها حينذاك بالتوافق، ولهذه الغاية، فان التباين لن يعطل دور اللجنة وعملها.
ولا يخفى على الذين يتابعون هذه المسألة، ان الخلاف يمكن أن يعطل دورها وعملها وحضورها والوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، لكن الأمور تعالج عبر خريطة طريق لانجاز الاستحقاق الرئاسي، بتوافق سائر الدول المعنية المشاركة في الخماسية.

وفي ظل التطورات الأخيرة التي حصلت من حرب غزة والجنوب وصولاً إلى اليوم تغير الكثير من الأجواء والمعطيات، ما أدى إلى تباينات حول بعض المسائل من دون كشف معظمها، وتتعلق بمواقف يعبّر عنها بعض السفراء، والتي ربما لا تتماهى مع البعض الآخر، وفي الوقت عينه، لن يحول ذلك دون المعالجات والتقارب، خصوصاً أن هناك مغزى ودلالة للقاءي سفراء اللجنة في دارة السفير المصري علاء موسى، لتقييم نتائج اللقاءات والتشاور في ظل رؤية واضحة من الجميع، وبصراحة كلٌ عبّر عن موقفه مما تم التوافق عليه حتى الساعة، ومن كل الحراك الذي حصل للانتقال إلى المرحلة المقبلة التي ستتوّج باجتماع تقييمي أساسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.

أحد المقربين من الدائرة الضيقة لرئيس “التيار” جبران باسيل يقول “إن الأمور تبدلت وتغيرت في سياق العلاقة بين التيار والمملكة العربية السعودية، ونحن حريصون على أن تكون في أفضل مراحلها، لاسيما أن للسعودية دورا تاريخيا في لبنان، وهي داعم له، لذلك فالتواصل انطلق منذ فترة لا بأس بها، وليس ثمة ما يعوق تطويرها، ولا نستبعد أن يحصل لقاء بين باسيل والسفير السعودي، ويمكننا القول إن هناك انفتاحاً وإيجابيات ظهرت أخيراً في أكثر من محطة ومفصل، ولهذا الهدف فإن مشاركة السفير بخاري في لقاء الخماسية في دارة رئيس التيار مؤشر إيجابي جداً ويحمل أكثر من دلالة ومعطى في هذه المرحلة، والتطورات تتجه نحو مزيد من الإيجابيات والتواصل، سواء ضمن الخماسية أو على مستوى العلاقة مع الرياض، إلى ملفات وأمور أخرى”.

من هذا المنطلق، يظهر أن التباين بين الخماسية موجود لكنه ليس بالحجم الذي يعطل دورها ويرسي خلافات بين مكوناتها، إذ من الطبيعي ان يكون لكل دولة حلفاؤها وأصدقاؤها ورؤيتها، وأنها تفضل هذا المرشح على ذاك، ولكن بالنسبة إلى المملكة فإنها لا تضع فيتو على أحد، فالتواصل بين الطرفين مستمر والود كان سائداً في اللقاء الذي جمعهما في دارة السفير بخاري في اليرزة، وقد تحصل لقاءات أخرى، بمعنى ان الرياض لن تقفل أبوابها في وجه أي مكون سياسي، وهي على مسافة واحدة من كل الأطراف في لبنان.

المصدر – النهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce