كذبة أول نيسان: أصل وفصل “عيد الحمقى”!
كذبة أول نيسان: أصل وفصل “عيد الحمقى”!
لا يوجد اتفاق بين المؤرخين حول المصدر الأصلي لكذبة نيسان/أبريل، على الرغم من أن الرواية السائدة تشير إلى أنها بدأت في القرن السادس عشر، عندما تباطأ في تبني تغيير التقويم الذي فرض عليهم، وبسبب الانتقال من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري.
فبعد تغيير التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري، تفاوتت بلدان في اعتماد التأريخ الجديد، حيث منها من اعتمدت التقويم الغريغوري في وقت أبكر من غيرها، وبالتالي احتفلت بالعام الجديد في 1 كانون الثاني/يناير بدلاً من 25 آذار/مارس وفقا للتقويم السابق.
ووفقا للتقويم القديم، تنتهي الاحتفالات برأس السنة في الأول من نيسان/أبريل.
وتقول الرواية إن الأشخاص الأقل تحضراً في تلك الحقبة، ولا سيما في فرنسا، استمروا في الاحتفال اعتمادا على التقويم القديم لذلك كانوا يتعرضون للسخرية ويطلق عليهم لقب “حمقى أبريل (نيسان)”، وقام البعض بوضع شعار لسمكة مصنوعة من الورق على ظهورهم، أطلقوا عليها اسم “Poisson d’Avril” أو “سمكة أبريل”، رمزاً لسهولة اصطيادهم كالسمكة، ومن هنا نشأ “عيد الحمقى”.
وكان “عيد الحمقى” الذي يشبه الكرنفال، أقيم في الأصل في فرنسا وإنكلترا في العصور الوسطى في الأول من كانون الثاني/يناير، ولكن تم حظره بحلول القرن الخامس عشر.
أما الكاتب القصصي “جيفري شوسر” فقد أثبت أن حكاية كذبة نيسان/أبريل تعود لما قبل البابا غريغوري الثالث عشر، فقد بدأت منذ القرن الرابع عشر الميلادي، وهو نفس القرن الذي عاصره الكاتب.
ونشرت إحدى الصحف البريطانية في يوم 13 آذار/مارس 1769، أن هناك علاقة بين كذبة أبريل وحمامة نوح، وهي الحمامة التي أرسلها النبي نوح عليه السلام كي تبحث له عن مكان آمن لإرساء السفينة إذا ما وقع الطوفان، ثم عادت له معلنةً أن الطوفان يأتي خلفها، فسخر منها جميع الحيوانات، وبالمصادفة كان هذا اليوم هو الأول من نيسان/أبريل.
وعلى الرغم من أن أكثر الأقاويل تدور حول أن انكلترا وفرنسا هي من أوائل الدول التي انتشرت بها كذبة نيسان/أبريل على نطاق واسع، إلا أن هناك من يجدون علاقة قوية بين عيد “هولي” وتلك الكذبة، وهو ذلك العيد الذي يتم الاحتفال به في الهند يوم 31 مارس /آذار، وفيه يقوم البسطاء بإطلاق النكات والدعابات، أو يقومون بمهام كاذبة، ولا يصرحون بذلك إلا في مساء الأول من أبريل /نيسان.
• أول كذبة نيسان/أبريل في العالم
يعود تاريخها إلى عام 1698، وتحديداً في لندن، حين أعلن للجماهير أنهم مدعوون لمشاهدة الحفل السنوي لغسل الأسود في برج لندن مقابل دفع ثمن التذكرة، وبالفعل دفع العديد من الأشخاص ثمن التذاكر، ولكنهم مع الأسف ذهبوا إلى البرج ولم يجدوا ولو أسداً واحداً بانتظارهم.
• أشجار تثمر معكرونة سباغيتي
يعد التقرير الإذاعي الذي بثه الإعلامي ريتشارد ديمبلي عام 1957 في مقدمة هذه الأكاذيب الطريفة. وتحدث التقرير عن حصاد محصول وفير من معكرونة سباغيتي من أشجار في سويسرا.
وقد اتصل مستمعون بالبرنامج للسؤال عن كيفية زراعة أشجار السباغيتي فقيل لهم أن يغرسوا بعض قطع السباغيتي في علبة تحتوي شرائح طماطم، وينتظروا النتيجة.
• تحدي الجاذبية
في عام 1976 أعلن الفيزيائي البارز باتريك مور في إذاعة “بي بي سي” راديو 2 أننا في الساعة 9.47 صباحا سنشعر بما وصفه بـ “تأثير جاذبية مزدوج من كوكبي زحل وبلوتو”.
وقال إنه في لحظة معينة سيصطف الكوكبان في خط واحد وستصبح الجاذبية على الأرض أضعف، فإذا قفزت في الهواء في التوقيت الصحيح، فإنك تقريباً ستطفو في الهواء.
بالطبع لم يكن لهذا الإعلان أي علاقة بالعلم، ولكن وقع الكثيرون ضحية هذه الخدعة وظل بعضهم يتداولها بوصفها حقيقة علمية.
• ساعة بيغ بن تُصبح رقمية
وفي عام 1980 أعلنت خدمة إذاعة “بي بي سي” لمستمعيها أن ساعة بيغ بن ستدخل العصر الرقمي، ولم تكتف بذلك بل أشارت إلى أن أول من سيتصل من المستمعين يمكن أن يحصل على عقارب الساعة التي سيتم الاستغناء عنها.
ولسوء الحظ لم تسر الأمور كما أمل القائمون على برنامج الإذاعة حينها بتوخيهم الطرافة بمناسبة كذبة أبريل، واضطرت بي بي سي للاعتذار عن هذه المزحة.
كل ما سبق يمكن أن يطلق عليه أكاذيب بيضاء، ومقالب ساخرة هدفها الأساسي هو إضحاك الآخرين، بعد الضحك عليهم. إلا أن التاريخ الإنساني شهد أيضا العديد من الكذبات التي لم تكن بمثل هذا المرح، وبعضها قلب التاريخ رأسا على عقب.
• كذبة “إنسان بلتداون (Piltdown Man)”
في عام 1912 أعلن “آرثر سميث” و”ودوارد” من متحف التاريخ الطبيعي أن تشارلز داوسون، وهو محام وعالم آثار اكتشف أجزاء من جمجمة بشرية وعظام فك يقدر عمرها بنحو 500 ألف عام، في أحد مناجم بلتداون شرق ساسكس في إنكلترا.
واعتُقد أن هذه البقايا تعود للإنسان الأول، واعتُبرت بمثابة حلقة وصل في إثبات صحة نظرية التطور. ولم يتم اكتشاف زيف هذه القطع إلا بعد 40 عاماً، حيث بانت عملية التزييف دقيقة، حتى إنها لم تكتشف إلا مع تطور وسائل الكشف الحديثة عن الحفريات، فظهر أن الفك السفلي يعود لقرد الأورانغوتان، ويصل عمره إلى نحو 500 عام، بينما تعود بقايا الجمجمة لجمجمة إنسان لا يتجاوز عمرها 620 عاماً.