منوعات

40% من سعادة البشر وراثة؟

40% من سعادة البشر وراثة؟

ما الذي يجعل الشخص سعيدا؟ يمكن أن تؤدي مشاهدة مقاطع فيديو عن الحيوانات اللطيفة والانغماس في هوايات إلى إضفاء البهجة على اليوم، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن علم الوراثة له علاقة بسعادة الأشخاص أكثر مما يعتقدون.

بحسب ما نشرته صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، وصفت ابنة المذيع التلفزيوني ريتشارد مادلي مؤخراً والدها بأنه يمتلك “موهبة السعادة”، وهو ما قد يكون صحيحاً. إن تفكير المرء في الأشخاص الموجودين في حياته والذين يبدون أكثر إشراقًا بشكل طبيعي من أي شخص آخر، ربما يجعله يطرح سؤالا: “هل حياتهم مثالية حقًا أم أن لديهم ميزة وراثية؟”.

توصلت الأبحاث التي نشرتها صحيفة “ذي إندبندنت”، إلى أن الرفاهية والرضا عن الحياة – وهما عاملان مهمان في السعادة الإجمالية للشخص – يمكن توريثهما بنسبة 30 إلى 40%.

كشفت الدراسات عن 927 جينا يمكن أن تؤثر على ابتهاج الشخص، مما يعني أن البعض يولدون بتصرفات أكثر سعادة من غيرهم. لكن يوجد هناك أيضًا أدلة تشير إلى أن اختيارات نمط الحياة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحة الشخص العاطفية.

بدأت دراسة هارفارد لتنمية البالغين في عام 1938 وما زالت مستمرة حتى اليوم، مما يجعلها أطول دراسة أجريت عن السعادة على الإطلاق.

وبعد إجراء فحوص طبية منتظمة – بما في ذلك فحوصات الدماغ واختبارات الدم – على نفس العائلات على مدار ثلاثة أجيال، خلصوا إلى أنه على الرغم من أن بعض جوانب السعادة وراثية، إلا أن البيئة المحيطة لا تزال تلعب دورًا كبيرًا.

يقول روبرت والدينغر، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد: “لقد اكتشفنا أن الأشخاص في دراستنا، الذين استمروا في إعطاء الأولوية للاتصالات، واستمروا في اتخاذ تلك القرارات الصغيرة للتواصل يومًا بعد يوم، هم الأشخاص الذين ظلوا أكثر سعادة وصحة”.

تستخدم العديد من الدراسات التي تبحث في السعادة، التوائم المتماثلة كمواضيعها، حيث إن لديهم جينات متطابقة ولكن تجارب حياة مختلفة. تؤثر الطبيعة والتنشئة على بعضهما بعضا وعلى سلوك الإنسان باستمرار، مما يجعل من الصعب تحديد أيهما له تأثير أكبر من الآخر.

يرجح العلماء أن قدرة الأشخاص على التغيير، والمعروفة أيضًا باسم “الحساسية البيئية”، يمكن أن تؤثر على قدرتهم على جعل حياتهم أكثر سعادة.

إن أولئك الذين يتمتعون بحساسية بيئية عالية يتأثرون أكثر بالبيئة المحيطة بهم أو بالتنشئة، في حين أن هذا يمكن أن يكون له آثار سلبية على سعادتهم، فإنه يعني أيضًا أنهم إذا حضروا دروسًا عن الرفاهية أو قرأوا كتابًا للمساعدة الذاتية، فمن المرجح أن يقوموا بإجراء تغييرات إيجابية في حياتهم والالتزام بها.

إن السماح للنفس بتقدير ما يحيط بها والانفتاح أكثر على التغيير يمكن أن يساعد المرء على خلق عادات جديدة رائعة من شأنها تحسين حياته على المدى الطويل.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن تغيير جينات الشخص الوراثية، إلا أن هناك بعض الأشياء التي يمكن القيام بها لتحسين مدى الرضا عن الحياة. فعلى سبيل المثال، إن قضاء وقت ممتع مع الأحباء، بما يشمل العشاء العائلي، أو لقاء الأصدقاء لتناول القهوة، أو الاحتفال بالمناسبات الخاصة مع الأشخاص الذين يهتم بهم الشخص أمر بالغ الأهمية للفوز بمزيد من السعادة.

كما يعد الحفاظ على روابط قوية أحد أهم الأشياء التي يمكن القيام بها لتحسين الصحة العقلية. وإذا وجد المرء نفسه ذات يوم يمر بمرحلة صعبة، فربما يجد النجاة والخلاص من خلال شبكة دعم رائعة من الأحباء يمكنه الاعتماد عليهم.

ويمكن للخطة الفاشلة، أو خيبة الأمل غير المتوقعة، أو المفاجأة غير المرحب بها أن تعرقل بسهولة التغييرات الإيجابية، التي أجراها الشخص في حياته، إلا أنه من المهم أن ينهض من جديد بعد الفشل ويتذكر أنه لا يوجد شيء سيئ كما يبدو. ويجب عليه أن يتعلم من أخطائه ويحاول مرة تلو الأخرى حتى ينجح.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce