البيان الختامي لاجتماع مجلس كنائس الشرق الأوسط: لانتخاب رئيس للجمهورية فورا ووقف النار في غزة والسعي للحد من معاناة الشعب السوري والتضامن مع العراق
عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط اجتماعها الدوري في بيروت، يومي أمس واليوم برئاسة مطران القدس والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس رئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية الأنبا أنطونيوس، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس رئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسية يوحنا العاشر ممثلا بمتروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما المطران أنطونيوس الصوري، رئيس اتحاد الكنائس الأرمنية الإنجيلية في الشرق الأدنى ورئيس المجلس عن العائلة الإنجيلية القس بول هايدوستيان، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك رئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكية روفائيل بدروس الحادي والعشرين ميناسيان ممثلا برئيس أساقفة حلب المطران بطرس مراياتي، وبمشاركة حضورية وعن بعد لأعضاء اللجنة التنفيذية من لبنان وسوريا والعراق ومصر والأردن وقبرص وفلسطين، ممثلين كنائس الشرق الأوسط الأعضاء في المجلس، الأمين العام الدكتور ميشال عبس، الأمناء العامين المشاركين وفريق عمل الأمانة العامة من مدراء الدوائر والأقسام وإداريين.
في بداية الاجتماع، وقف المجتمعون دقيقة صمت، وصلوا لراحة نفوس الضحايا الذين سقطوا جراء الحرب الدامية في فلسطين، ولا سيما في قطاع غزة.
وكان الموضوع الأبرز الذي توقف عنده المجتمعون الوضع في فلسطين، فنددوا بجميع أشكال العنف من أي جهة أتى، وشجبوا بشدة الحرب المستعرة هناك التي تدمر البشر والحجر، وبشكل خاص في قطاع غزة، مخلفة الآلاف من الضحايا والجرحى والمصابين، ولا سيما في صفوف الأطفال والمسنين والنساء. فطالبوا بالوقف الفوري والنهائي لإطلاق النار، وإنهاء الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح جميع الأسرى، والمباشرة في إرسال الإغاثة والمساعدات الضرورية والملحة إلى الشعب المنكوب الذي يعاني الجوع والتشرد، مناشدين الكنائس في العالم والمجتمع الدولي وجميع أصحاب الإرادة الحسنة بذل كل الجهود بغية إسكات الأسلحة وإحلال السلام العادل والدائم والشامل، من خلال إنهاء الاحتلال والحصار الذي أدى إلى انفجار ما نراه اليوم من حرب وحشية لا تحترم المواثيق الدولية التي تحمي المستشفيات والمدارس ودور العبادة والسكان المدنيين، وإدانة هذه الأفعال غير الإنسانية والتي تتعارض مع إيماننا المسيحي.
وعرض الأمين العام للمجلس أبرز الأنشطة والمهام التي اضطلع بها المجلس طوال العام الجاري، فضلا عن تقارير دوائر المجلس ومشاريعها، في المجالات اللاهوتية والمسكونية والإنسانية والإغاثية والإعلامية، إضافة إلى التقرير المالي والآفاق المستقبلية لاستدامة عمل المجلس، والتنظيمات والإجراءات الداخلية للمجلس بمكاتبه كافة.
وناقش المجتمعون البرنامج المقترح لليوبيل الخمسين لتأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط طوال العام المقبل 2024، مستعرضين بروح الشكر للرب المسار التاريخي للمجلس منذ تأسيسه في نيقوسيا – قبرص عام ١٩٧٤، ومتوقفين عند الإستعدادات والتحضيرات الجارية لهذه المناسبة التاريخية.
وتناولوا موضوع الإبادات الجماعية وتهديد الكرامة الإنسانية والتراث الثقافي وإفلات مرتكبيها من أي محاسبة أو عقاب، واستمرارها حتى أيامنا. واطلعوا على الرسالة التي سيوجهها المجلس إلى مؤتمر التغيير المناخي الذي سيعقد في دبي في مطلع الشهر القادم. ونوه المجتمعون باليوم المسكوني للمخطوفين والمغيبين قسرا، من إكليروس وعلمانيين، والذي أقامه المجلس في 22 نيسان 2023، ولا سيما بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اختطاف مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي.
وأثنوا على عمل فريق الأمانة العامة للمجلس ودوائره وأقسامه، وأعمال الخدمة والإغاثة التي يؤديها لمد يد المساعدة إلى جميع المحتاجين في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وكذلك مساعدة المتضررين من جراء الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا. وشددوا على أهمية التعاون والعمل المشترك ضمن رابطة الكليات والمعاهد اللاهوتية في الشرق الأوسط، وتفعيل دور الشبيبة وتعزيز مشاركتها في حياة الكنائس وعمل المجلس.
وتطرق المجتمعون إلى الأوضاع العامة في بلدان الشرق الأوسط، داعين إلى:
أولا: تجديد الدعوة بإلحاح إلى المسؤولين السياسيين في لبنان لتحكيم ضميرهم الوطني وحس المسؤولية لديهم، وخاصة أعضاء مجلس النواب، لانتخاب رئيس للجمهورية على الفور، تمهيدا لاستعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية، وانتشال البلد من هوة الأزمات التي يعاني منها، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وكذلك بذل الجهود للحؤول دون امتداد الحرب الدائرة في فلسطين إلى لبنان.
ثانيا: السعي للحد من معاناة الشعب السوري من خلال رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه والتي تدفع السوريين الى الهجرة، وكذلك التضامن مع العراق الذي يعمل على استعادة عافيته رغم الصعوبات والتحديات، دعما للثبات في أرض الوطن.
ثالثا: الإشادة بجهود المسؤولين في مصر والأردن لتعزيز الاستقرار وقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان في البلدين، وتثمين دورهما في الحؤول دون تهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته.
رابعا: المطالبة بإيقاف الحرب الأهلية في السودان، وتكرار الدعوة إلى توحيد جزيرة قبرص.
خامسا: تفويض اللجنة التنفيذية للأمين العام توجيه كتاب مفتوح إلى رؤساء الكنائس والمجالس المسكونية والمنظمات الدولية حول موقف كنائس الشرق الأوسط من أحداث فلسطين والشرق الأوسط.
وفي الختام، رفع المجتمعون الشكر إلى الرب يسوع الذي رافقهم في اجتماعهم وأعمالهم، متضرعين إليه، وهو رب السلام، أن يبسط سلامه وأمانه في العالم بأسره، وبشكل خاص في الأراضي المقدسة وفي الشرق الأوسط، فتصمت الأسلحة، وتنتهي الحروب، وتزول المحن والأزمات التي طال أمدها، وينعم الجميع بالاستقرار والطمأنينة، واثقين بوعد الرب للمؤمنين به والمتكلين عليه: “لا تخافوا… ثقوا اني قد غلبت العالم” (يوحنا 16: 33).