المكاري يحضر مؤتمر الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في فرنسا ويتخوف من خطري النزوح السوري الى لبنان والشباب اللبناني إلى الخارج: من دون الاغتراب لبنان لا يمكنه العيش
عقدت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مؤتمرها في بوتو فرنسا حيث مقرها الحالي، في حضور وزير الاعلام زياد المكاري الذي يزور باريس منذ بضعة أيام، النائب أديب عبدالمسيح ورئيس الجامعة يونان ناصيف ورئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين في فرنسا انطوان منسى. وكان سبقه في الأول من تشرين الثاني مجلس عالمي جمع لبنانيين من القارات الخمس من كندا والولايات المتحدة الاميركية والمكسيك وكولومبيا وتشيلي والارجنتين والبرازيل وانكلترا وفرنسا وغانا وافريقيا الجنوبية وأوستراليا.
يكتسب هذا المؤتمر أهمية كبيرة للجالية اللبنانية، وتضمن انتخاب لمدة سنتين الرئيس الدولي الجديد للجامعة روجيه هاني ونائب الرئيس الارجنتيني خوان صليبا ورئيس مجلس الامناء ميشال دويهي والأمين العام العالمي جورج ابي رعد.
عبدالمسيح
ركز النائب عبدالمسيح في كلمته على “وجود لبنان وهويته وبقائه”. وقال: “سبب وجودي اليوم، لأنني من النواب الذين ساهم الاغتراب اللبناني بشكل كبير بفوزه في الانتخابات النيابية، علما بأني لم أنتم يوما الى أي حزب وليس عندي اي خلفية سياسية. عشت 25 عاما في الامارات العربية وكانت لدي كل الاسباب التي تدفعني الى عدم العودة الى لبنان. فالحرب وقذارتها ومن كان خلفها داخليا وخارجيا أخذوا والدي في العام 1978، لكن بقدر الغضب من الوطن والمجتمع، تبقى هناك نفحة حب وتعلق بهما، فهناك تراب الاهل حيث دفنوا”.
ورأى أن “لبنان ليس سياسة او دولة او زعيما او حزبا، انه لبنان الارز وجبران خليل جبران وامين الريحاني. إنه تراب شهدائنا الذين استشهدوا فيه لبقائه منذ 1600 عام وحتى اليوم. من واجبنا ان نعمل لاجل وطننا وخلاصه”. وقال: “الجامعة الثقافية ومن تمثل من الاغتراب اللبناني النزيه تلعب هذا الدور. ووجودنا هنا اليوم لاننا نعرف اهمية هذا الاغتراب، فالمغترب والمقيم هما وجهان لعملة واحدة تساهم في بناء هذا الوطن”.
ودعا الاغتراب إلى “الدعم والتغيير”. وقال: “بدانا في العام 2022 وعلينا ان نكمل لأن الثورات والتغيير لا تحصل في عام او عامين، إنها مسالة مستمرة. علينا ألا نستسلم ونحصي الايام بل ان نكمل بهمة واضحة من اجل استرجاع لبنان المخطوف. علينا ان نفكر بلبنان كدين لنا، وليعبد كل واحد ربه”.
وشدد على “ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وأهمية إجراء الاصلاحات واستعادة الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والأهم ان يظل ولاؤنا للبنان ووطنيتنا حاضرة اينما كنا لأنهما سلاحنا الأول والاخير لقيام دولة”.
المكاري
وكانت كلمة لوزير الإعلام قال فيها: “شاركت أمس في المؤتمر العام للأونيسكو الذي عقد في باريس لأن لوزارة الاعلام مشاريع مشتركة مع المنظمة الدولية لها علاقة بتحديث قوانين الاعلام في لبنان وحماية الصحافيين وحماية الارث الثقافي لارشيف الوزارة وتلفزيون لبنان. كذلك اضطررت لتمثيل وزير التربية عباس الحلبي بسبب وفاة اخيه أمس، وألقيت كلمته في الاونيسكو، لجمع مساعدات لانقاذ العام التربوي في لبنان. وكان هناك اجتماع تمهيدي مع الاشخاص الذين من المفترض ان يقدموا الاموال لوزارة التربية”.
وتابع: “بالرغم من الوضع في لبنان، العلم والتربية والابداع أهم كنز نملكه. سئلت عن وضع البلد، فأجبت عن العام 2019 وانهيار الليرة والبنوك والاقتصاد وكورونا وانفجار مرفأ بيروت ثم الازمة الرئاسية والدستورية واخيرا ما يجري في غزة وعلى حدودنا الجنوبية. سألتني المسؤولة عن المساعدات عن قدرتنا على الصمود في لبنان، بعد أن شرحت لها المداخيل والرواتب المتدنية للموظفين، فأجبتها بكلمة واحدة: الاغتراب”.
وتوجه الى المغتربين: “لا اعرف الى أي حزب او طائفة تنتمون، ورغم أن السياسة تفرقنا، الا ان لبنان هو الاساس”.
وعن النزوح السوري قال: “هذه مسألة لم تعد تقنية بل اصبحت وجودية، و27 مليونا هو عدد النازحين الذي كان من الممكن ان يكونوا في فرنسا لو كانت لديهم نسبة 40% من النازحين كما هي النسبة الحالية في لبنان. لا تدعموا بقاء النازحين في لبنان، فهذا الموضوع مرفوض لأنه يغير وجه لبنان، وسنواجهه بكل قوتنا وقدرتنا. كل المشاكل الاخرى قابلة للحل. مررنا بظروف صعبة من قبل واستمررنا وأكملنا العمل”.
أضاف: “هناك نوعان من النزوح يهددان لبنان. الخطر الاول هو النزوح السوري الى لبنان والثاني والأخطر نزوح الشباب اللبناني إلى الخارج، وبالتالي، نخسر الأفضل ويأتينا الأسوأ. واتهم بكل صراحة وضمير مرتاح المجتمع الدولي. لبنان للأسف أصبح recycle bin لأوروبا والعالم. فبقاء النازحين في بلدنا بدلا من توجههم الى اوروبا أكثر توفيرا وراحة لهذه الدول، ولكن قد ينقلب السحر على الساحر قريبا لأن الحكومة اللبنانية قد تصل الى مكان لا يمكنها حماية البحر. في السابق كان يحصل النزوح من افريقيا الى اوروبا، أما اليوم فهناك حركة نزوح جديدة من لبنان وسوريا نحو أوروبا. ما أقوله ليس تحذيرا بل واقع، لكي يعي المجتمع الدولي ان كل قرش يدفع في لبنان لبقاء هؤلاء النازحين سوف يرتد على الناس والمنظمات والدول التي تدفع هذه الاموال”.
وختم المكاري :”لبنان من دونكم لا يمكنه ان يعيش. مبروك الاتفاق الجديد وأتمنى أن يستمر مع جمعيات ومنظمات أخرى”.
وتسلم المكاري درعا تقديرية.