النائب فضل الله من بغداد: الأولوية لوقف الإبادة في غزة ونتائجها تتهدد المنطقة بأسرها
أكد النائب حسن فضل الله أن “الأولوية اليوم هي لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والوقوف إلى جانبه لاستعادة حقه في الحياة ودعم صموده في وجه آلة القتل الاسرائيلية، وأن الحرب على فلسطين تتهدد المنطقة بأسرها ووقائعها ونتائجها ليست محصورة في فلسطين، ولن تبقى كذلك، ونذر توسعها إلى الإقليم، تتزايد، ونارها تشتعل على أكثر من جبهة، والولايات المتحدة الأميركية التي تدعي حرصها على عدم تحولها إلى حرب اقليمية شاملة هي من تتحمل مسؤولية استمرارها وتوسعها، وعليها أن توقفها فورا، لأن مثل هذا القرار بيدها وحدها، وأن لبنان يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ويتمسك بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه ومقاومة المحتل”.
مواقف النائب فضل الله جاءت في الكلمة التي ألقاها في اجتماع جمعية البرلمانات الأسيوية المنعقد في بغداد حيث يشارك مع النائب قاسم هاشم في تمثيل مجلس النواب اللبناني.
وقال: “كل الكلام اليوم هو عن غزة وأطفالها الشهداء، عن بيوتها المهدمة وشعبها الجبار، عن أم تخرج من تحت الركام، من بين الغبار، مثخنة بالجراح بين يديها طفل مضرج بالدماء، تهتف بأعلى صوتها ..غزة لن تموت ..لن تمحوها الطائرات وأطنان القذائف، وهدير الأساطيل البحرية، ولا قنبلة ذرية. كل الكلام اليوم عن حرب الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها دولة عنصرية، ملء سمع العالم وبصره، يدعمها حلفاء يدعون زورًا ونفاقًا دفاعهم عن حقوق الانسان، وحريته، ونراهم يقودون الحرب مباشرة، ويتنافسون أيهم يقدم الدعم لقتل شعب، يتمسك بأرضه، ويقتل فيها واقفا ولا يغادر ويظل يقاوم”.
أضاف: “نأتي إلى بغداد على وقع أنين الأطفال ومشهد الدمار، وهي واحدة من عواصمنا العربية التي عرفت معنى أن يقتل الانسان بوحشية على يد محتل أو ارهابي، نأتي للمشاركة في هذا الاجتماع الذي كان مقررا أن يكون أمامه جدول أعمال حافل، ولكن وأمام خطورة ما يحصل ومن موقع مسؤوليتنا كممثلين لشعوبنا، فإن أي بحث خارج إطار هذا الحدث لا معنى له، فلا شيء يرقى إلى مستوى أهمية حق الانسان في الحياة، ولذلك ليكن لهذا الاجتماع عنوان واحد وهو فلسطين من غزة إلى الضفة وقلب القضية أي والقدس، ولتكن قضيتنا هي كيفية العمل بكل الوسائل المتاحة لوقف هذا التوحش الاسرائيلي الذي فاق بصوره المروعة ما ارتكبه النازيون والارهابيون في عالمنا المعاصر”.
تابع : “إننا أمام هذه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون في غزة، معنيون باتخاذ موقف موحد، وأن يبعث هذا الاجتماع رسالة حازمة ضد هذا القتل للناس المدنيين، وأن يكون لنا موقف إنساني وأخلاقي وجهد عملي للضغط بكل الوسائل الممكنة من أجل وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وأن نستنفر كل إنسانيتنا للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه لإعادة إعمار حياته بما يليق به كشعب رائد في الدفاع عن القيم الانسانية ومواجهة الظلم والقهر والاحتلال، وفي الوقت نفسه أن يسارع كل منا في بلده، ومن موقعه البرلماني إلى العمل على نبذ هذا الكيان، وطرده من المحافل البرلمانية الدولية، ووقف أي تعامل مع مؤسساته، وإلى إصدار التشريعات الدولية لتجريم اسرائيل ومحاكمتها على جرائمها واصدار التشريعات الوطنية اللازمة في مؤسساتنا البرلمانية تصنف اسرائيل دولة عنصرية ارهابية تشكل خطرا على الانسانية جمعاء، والعمل لإلزام حكومات بلداننا على ممارسة أعلى درجات الضغط على داعمي هذا الكيان لوقف الحرب، وكذلك إطلاق صوت واحد لقطع أو تجميد العلاقات مع هذا الكيان المحتل، ووقف كل أشكال التعامل الاقتصادي معه للحد من امكاناته في مواصلة العدوان، واطلاق صرخة عالمية شعبية من أجل الاسهام في وقف هذه المذبحة”.
ورأى أنه “واهم من يعتقد أن ما يحصل هو صراع فلسطيني – إسرائيلي، بل هو حرب الشر على الخير، والوحشية على الانسانية، والظالم على المظلوم، والمستكبر على المستضعف، والباطل على الحق، ولا مجال هنا للحيادية أو الرمادية، أو انصاف المواقف، لأن خطر هذا الكيان بات يتهدد الإنسانية جمعاء، وقد سمعنا قادة منه يدعون إلى ضرب غزة بسلاح نووي”.
وقال: إننا من موقع الأخوة والشراكة مع الشعب الفلسطيني في قضيته المحقة، نؤكد من هنا على أولوية وقف العدوان على هذا الشعب، وعلى حقه المشروع في المقاومة دفاعا عن وجوده ومستقبله.
إن بلدنا لبنان كان على الدوام الهدف التالي للعدوان الاسرائيلي، للاستيلاء على أرضه وخيراته، ومحاولة زرع المستوطنات وتهجير جزء من شعبنا، وفي الوقت الذي أخاطبكم فيه هنا، فإنه يمارس عدوانه على قرانا وبلداتنا الحدودية، ولطالما ذاق لبنان مرارة الاحتلال ووحشيته مذابحه ضد المدنيين من حولا عام ١٩٤٨، وصبرا وشاتيلا عام 1982 وقانا الأولى عام 1996، وقانا الثانية عام 2006 وصولا إلى ما ارتكبه قبل أيام ضد الفتيات الأطفال وجدتهن في قريتي عيناثا في جنوب لبنان، ليمتزج دم الأطفال في لبنان مع دم أطفال غزة، فالقاتل واحد، والدم واحد”.
أضاف: “إن كل هذه الحروب والمجازر ضد المدنيين لم تستطع أن تقتل الارادة، والروح الوطنية لشعبنا المقاوم الذي تمكن من خلال المقاومة المسلحة من طرد الاحتلال وتحرير معظم أراضيه باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وجزء من بلدة الغجر، وهو البلد الذي سيظل منارة للحرية والتحرر، ورائد في الدفاع عن الكرامة الوطنية”.
ختم:” إن بلدنا الذي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، في مواجهة آلة القتل الاسرائيلية، يواجه العدوانية الاسرائيلية من خلال تمسّكه بحقه في الدفاع المشروع عن النفس بمقاومة المحتل لحماية شعبه واستكمال تحرير الأجزاء المحتلة من أرضه”.