أخبار محلية

لبنان يضبط ساعته على توقيت خطاب نصرالله غدا تصعيد ميداني جنوباً… واسرائيل للحزب: نحن جاهزون جلسة لمجلس الامن في 22 الجاري لضرورة تطبيق الـ1701

وكأن الزمن سيتوقف عند الثالثة بعد ظهر غد حينما يطل حسن نصرالله، امين عام حزب الله، محددا مصير لبنان واللبنانيين. وكأن من سيتحدث رئيس جمهورية لبنان، الضائع في بحر خلافات السياسيين، لا رئيس حزب يفترض ان يأتمر بأوامر الدولة ويخضع لدستورها وقانونها.

لكن، شاء اللبنانيون ام أبوا، وشاءت دولتهم برمتها من رئاسة جمهوريتها الفارغة الى ابسط مواطن، هو سيتخذ قرار الحرب او السلم. هو سيقرر انخراط لبنان في الصراع الاقليمي او عدمه، لا لشيء إلا لأن الدولة عاجزة، مستسلمة، مسلّمة أمرها الى جمهورية الولي الفقيه، لا تفقه الا الاستعداد بخطط طوارئ لحرب لا تريدها ،ولا ينفك رئيس حكومتها عن يكرر لازمة القرار ليس في يدنا، فهو إما في يد الحزب او رهن قرار اسرائيل.

ساعات على الكلمة المرتقبة لامين عام حزب الله بعد ظهر غد، بدا الجميع يترقب الموقف ويضبط ساعته واشغاله ومسار حياته على توقيت ما سيقوله “السيد”، فيما تكثفت الاتصالات الرسمية مع اللاعبين الدوليين لتفادي التصعيد.

قصف متبادل:  وقبل الاطلالة، عاش الجنوب يوما متوترا.فقد شهد القطاع الشرقي قصفا مكثّفا فجرا استهدف تلال كفرشويا ومزارع شبعا، ومحيط بلدة رميش بعدد من القذائف، ومنزلاً في أطراف بلدة عيتا الشعب وعلى أطراف رامية لجهة بلدة بيت ليف. وأطلق الجيش الإسرائيلي صاروخين من مسيّرة على الحارة الشرقية لبلدة العديسة القريبة من مستوطنة مسكاف عام. كما شنت طائرات مسيرة اسرائيلية غارات على اقليم التفاح متسببة بدوي انفجار كبير. واعلن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي عبر منصة X انه و”في منطقة الشمال نواصل استهداف أهداف عسكرية لحزب الله على خط الحدود وتصفية خلايا معادية تخطط لاطلاق قذائف مضادة للدروع وقذائف صاروخية وهاون نحو الأراضي الاسرائيلية”. في المقابل، اعلنت “المقاومة الإسلامية” في بيان ان “عند الساعة (11:50) من ظهر يوم الخميس الواقع فيه 2-11-2023 إستهدف مجاهدو المقاومة الاسلامية ‏منظومة التجسس في موقع العباد بالأسلحة المناسبة وتمت إصابتها إصابة مباشرة”.. ايضا، استهدف الحزب موقع المنارة الإسرائيلي بصاروخ موجّه وموقع العاصي العسكري مقابل بلدة ميس الجبل، فقصف الجيش الاسرائيلي غربي البلدة. على الاثر تعرضت اطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي ومنطقة بلاط واطراف رامية لقصف مدفعي مصدره مواقع الجيش الاسرائيلي الحدودية. واعلن الاخير ايضا استهداف خلية كانت تهم بإطلاق قذائف مضادة للدروع من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية. وكان “حزب الله” أعلن أن عناصره أسقطوا بواسطة صاروخ أرض- جو مسيّرة إسرائيلية في أجواء قريتي المالكية وهونين عند الحدود الجنوبية للبنان. غير ان جيروزاليم بوست نقلت عن الجيش الاسرائيلي قوله إن الصاروخ لم يلحق ضررا بالطائرة المسيرة وإنه رد بقصف الخلية التي أطلقته.

ميقاتي مع السلام: وسط هذه الاجواء، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية دولية وعربية في السراي، تمحورت حول الاوضاع الراهنة في لبنان وغزة والجهود المبذولة لوقف اطلاق النار.  وفي خلال اللقاءات، جدد رئيس الحكومة التأكيد “أننا مع السلام ونبذل كل المساعي لوقف اطلاق النار في غزة ووقف التعديات الاسرائيلية على جنوب لبنان”. ودعا “الامم المتحدة الى القيام بتحرك سريع لوقف المجازر في غزة”.

جلسة في 22: في  هذا السياق، إجتمع رئيس الحكومة مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي شكرت خلال الاجتماع “الحكومة اللبنانية على مواقفها وعلى التمسك بالقرارات الدولية ومن بينها القرار 1701، ودعوتها لوقف إطلاق النار ووقف الحرب في غزة، ودعوة الرئيس ميقاتي الى حل الصراع العربي الإسرائيلي في أطر جديدة مبنية على التفاهم في الموضوع الدولي في ضمانة حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وحياة كريمة”.  وعرضت فرونتسكا أيضا لموضوع جلسة 22 تشرين الثاني التي دعا اليها مجلس الأمن في نيويورك بشأن القرار 1701″. واشارت الى”أنها ستتطرق خلال اجتماع نيويورك الى زيادة المساعدات الإنسانية”. كما هنأت “الحكومة على خطة الطوارئ التي وضعتها”. وقالت فرونتسكا بعد اللقاء: “أطلعت على دور الحكومة في هذه الظروف الصعبة لأن هذا هو وقت التنسيق الأفضل، وابلغني الرئيس ميقاتي بالمبادرات الديبلوماسية التي يقوم بها ، وأبلغته عن اجتماع سيعقد في 22 تشرين الثاني بشأن  القرار 1701 وضرورة تطبيقه على أرض الواقع.

لقاءات واسعة: وإجتمع الرئيس ميقاتي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع الراهنة.  وإجتمع  ايضا مع سفيرة كندا في لبنان ستيفاني ماكولم. واستقبل الرئيس ميقاتي المبعوثة الألمانية الخاصة بالشؤون الإنسانية ديك بوتزل وسفير تركيا في لبنان علي باريش أولوصوي، الذي عبر “عن حرص تركيا على دعم لبنان في خطة الطوارئ التي أعدها  على الصعد الانسانية كافة.  والتقى ايضا سفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني ال ثاني، وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع الراهنة ونتائج زيارة رئيس الحكومة الى قطر.

بوحبيب: بدوره، أشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب إلى “اننا لا نعلم ما هو تصور الغرب بعد انتهاء الحرب؟ هل يوجد لدى الغرب حل سياسي بعد انتهاء العدوان على غزة لاننا لم نتبلغه”. كلام بوحبيب جاء بعد لقاءاته الثنائية مع سفراء كل من هنغاريا، وتشيكيا، والنمسا، والباراغواي، وهي ضمن الدول التي صوتت حكوماتها ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يطالب بهدنة إنسانية في غزة وإدخال المساعدات. أضاف بوحبيب “نأسف لإنقسام أوروبا والعالم حول التصويت ضد هذا القرار، أو لنأي بعض الدول  بنفسها وامتناعها عن التصويت”. وختم “نحث الدول الغربية واصدقاء اسرائيل الضغط عليها لوقف تهديداتها اللفظية بتدمير لبنان وإعتداءاتها العسكرية على الجنوب اللبناني”.

جهوزية المحافظات: في الغضون، اكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي ان تفعيل خطة الطوارئ في جميع المحافظات أمر ضروري وهدف هذا الموضوع ليس التخويف بل طمأنة الشعب. اضاف: لبنان بلد الإيمان والحكومة متضامنة مع الجنوب وهو جزء من أهلنا. موقفه جاء خلال زيارة قام بها اليوم الى سرايا صيدا ، قبل ان يزور السراي الحكومي في النبطية متفقدا جهوزيتها لتطبيق خطة الطوارئ.

رسالة لنصرالله: ومع توجه الانظار الى كلمة نصرالله غدا، وجه المتحدث بإسم جيش العدو دانيال هغاري، رسالة إلى الأمين العام لـ”حزب الله” قائلا “نحن جاهزون”. وفي إيجازه الصحافي اليومي، توجه هغاري إلى نصرالله، مؤكداً أن “الجيش الإسرائيلي على استعداد تام للرد بقوة على أي شخص يحاول تقويض الوضع الأمني في الشمال”، مشدداً على “أننا مستعدون بقوة على الحدود الشمالية”. وأشار إلى أنه حتى الساعة الأخيرة “هاجم الجيش مواقع على الحدود اللبنانية أطلقت منها صواريخ باتجاه إسرائيل”، مبيناً أن “الفرق على الحدود تعرضت لهجوم أيضا في الساعة الماضية”.

العمليات ستستمر: في المقابل، شدد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق على أن” كل حاملات الطائرات والأساطيل والمدمرات لم ولن تؤثر على قرار المقاومة في العمليات ضد العدو الإسرائيلي، ووعدنا لشعبنا في فلسطين أن عمليات المقاومة في الجنوب ستستمر وتتواصل وتكثر كمّاً ونوعاً، ولن نبدل تبديلا”.

حرب وتعيينات: في الغضون، تابعت كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط “عن كثب التطورات الجارية على الحدود الجنوبية، حيث الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة”، مشددة “على ضرورة التنبّه والوعي للنوايا الإسرائيلية المبيَّتة بتدمير لبنان، وبالتالي الحرص على عدم الانجرار إلى الحرب بالمعنى الأوسع، وعلى ضرورة ألا تتخطى الاشتباكات الضوابط الراهنة درءاً للمخاطر الجسيمة المتأتية عن عدوان إسرائيلي لا قدرة للبنان على تحمّل تداعياته”. وجددت الكتلة “دعوتها الى القوى السياسية جميعها دون استثناء للارتقاء إلى مستوى خطورة المرحلة التي تستدعي مسؤولية استثنائية في معالجة الاستحقاقات كافة، وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية، وبالوقت نفسه تفعيل عمل الحكومة القائمة، ومنع الفراغ في الجيش والمؤسسات الأمنية، ووقف مسلسل الشغور الذي يضرب المؤسسات تباعاً، ويهدد في ظل التحديات الخطيرة الراهنة وجودية الدولة برمتها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce