علوش:حزب الله لن يتجاوز الخطوط الحمراء وإيران تمسك بالبوصلة للمساومة على ورقة لبنان
مع إعلان حكومة نتانياهو اليوم بدء الغزو البري على قطاع غزة، ارتفع منسوب الخوف في الداخل اللبناني من ان تتحول المناوشات على الحدود الجنوبية إلى حرب مفتوحة خصوصا أن ساعة الصفر تزامنت مع الإعلان عن كلمة يلقيها أمين عام حزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل . لكن على رغم ضراوة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وعلى رغم أصوات هدير طائرات M.K العسكرية والمسيرات والقنابل الفوسفورية التي يلقيها الجيش الإسرائيلي على أحراج الزيتون المعمرة، يمكن القول إن المعارك على الجبهة الجنوبية لم تتعد الخطوط الحمراء وقد لا تتعداها في المطلق.
النائب السابق الدكتور مصطفى علوش يوضح لـ”المركزية” أن ” حزب الله لا يريد أن يدخل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وهو لن يصعِّد ويدخل في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، ليس خوفا منها إنما خشية من أساطيل الولايات المتحدة الأميركية العسكرية الرابضة في مياه البحر المتوسط ومن طائراتها التي ستتدخل حتما لضرب مواقع الحزب في الجنوب والبقاع وبيروت وبعلبك.والأكيد أن إسرائيل تستند إلى هذا الأسطول إلا أنها لا تريد أن تدخل في مواجهة مع الحزب لأنها منشغلة في حربها مع حركة حماس داخل قطاع غزة وهي تفضل أن يقوم الحزب بمبادرة التدخل حتى يأتي الرد الأميركي في مكانه”.
حتى اللحظة يمكن توصيف المعارك التي تدور بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الجنوبية بـ”الغزل المسلح” يقول علوش، وعليه فإن مهام المجموعات السنية المسلحة التي تقاتل إلى جانب الحزب تقتصر على إطلاق صاروخ من هنا وصاروخين من هناك وذلك تحت سلطة الحزب مباشرة “لكن الأكيد أن الأخير لن يتخطى الخطوط الحمراء وكذلك الحال بالنسبة إلى إسرائيل .أما إذا فعلها، عندها ستفتح الحرب ويكون لهذه المجموعات الدور العسكري وفقا لإرادة وأوامر الحزب وسيكون الرد في الداخل اللبناني على بنك أهداف حزب الله من قبل الولايات المتحدة وربما دول أخرى”.
الحرب “المنضبطة” على الحدود الجنوبية يتخللها أيضاً استهداف “حزب الله” لأجهزة الرصد والمراقبة التابعة للقوات الإسرائيلية، فهل تبقى المواجهة محصورة “بالمناوشات أم تطلق إيران يدها الموضوعة على الزناد في انتظار ساعة الصفر؟
“لا شك أن إيران تتريث في إعطاء إشارة إنطلاق الحرب الشاملة وتنظر إلى الأمور من زاوية الربح والخسارة . بالتوازي تدرك إيران أنها خذلت الفلسطينيين وحركة حماس. لكن بين خيار خسارة حركة حماس وحزب الله، الأكيد أن إيران تفضل أن تحافظ على حزب الله وتساوم لاحقا إسرائيل والولايات المتحدة على مطالبها في لبنان تماما كما فعلت في العراق عام 2003 حيث فضلت البقاء على الحياد لتضع يدها وتبسط نفوذها كاملا على العراق بعد انتهاء الحرب. وهذا ما هو مرجح في لبنان. وعليه لن تتجاوز المعارك الحاصلة في الجنوب حدود المناوشات أو ما يعرف ب”الحوار المسلح” بحيث لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم” يختم علوش.
باختصار دخول حزب الله في الحرب الشاملة سيرتد جحيما ودمارا على لبنان والإبقاء على حدود المعركة ضمن خطوط المناوشات بقرار إيراني يعني بسط نفوذ إيران وسيطرتها على لبنان عند انتهاء الحرب. وفي دولة فاقدة السيادة لا يمكن توقع ما هو أقل سوءا.