أعنف هجوم “إسرائيلي” على نتنياهو: رئيس “عصابة”!
شنّ الكاتب “الإسرائيلي” تسفي برئيل هجوماً عنيفاً على رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مقال نشره في صحيفة “هآرتس” العبرية. وجاء في المقال:
“ما سنفعله بالعدو سيدوي لأجيال”.
هكذا تعهد رئيس الحكومة نتنياهو، في تصريحه الفارغ أول أمس. بدلاً من هذا التصريح كان عليه تبني مقولة معروفة لمناحيم بيغن في 1983 وهي “لم أعد قادراً على الاستمرار”، بعد أن اعتقد بأن ما تم فعله بلبنان سيدوي صداه لأجيال. استقال بيغن أثناء الحرب، تم تعيين إسحق شامير بدلاً منه، وتحطمت معه الخدعة المتفق عليها والمترسخة الآن القائلة بأنه لا يتم استبدال رئيس حكومة في زمن الحرب.
يقف على رأس حكومة “إسرائيل” الآن زعيم فاسد، متهم بمخالفات جنائية، والذي بذل قبل لحظة كل الجهود من أجل القيام بانقلاب نظامي، وأثار عليه حكومات الغرب وخرب العلاقات مع الإدارة الأميركية، واعتبر الجيش و”الشاباك” ومعظم الجمهور أعداء للشعب، وهو الآن يجر الدولة إلى حرب لا أحد يعرف ما هدفها، وبالأحرى ما نتائجها. هذا رئيس حكومة لا يعترف بالحاجة إلى “حكومة إنقاذ” وطنية، لأنه على ثقة بأنه لا بديل له. هو يشبّه نفسه الآن بزيلينسكي، الزعيم الذي حارب ضد غزو دولة عظمى، بعد أن قام هو نفسه برعاية نفس هذا العدو الذي غزا هذا الأسبوع الدولة بدون أي إزعاج في عهده، وفي ظل فشله الذريع، وبدون أن يتحمل جزءاً صغيراً من المسؤولية.
قبل فترة قصيرة من هذه الحرب، في ساحة المحكمة المشتعلة، لكن المكيفة، جرت حرب على حياة بنيامين نتنياهو السياسية. ناقشوا فيها مسألة هل يمكن إقالته بسبب عدم الأهلية وخرق اتفاق تضارب المصالح؟ وقال في دفاعه بأن “الالتماسات تريد تحديد – بدون صلاحية في القانون – أن ملايين المواطنين قد عملوا عبثاً على تجسيد حق التصويت”. نفس هؤلاء الملايين من الناخبين الذين وفروا له السلم الذي يمثل 64 مقعداً، فقدوا اليوم المئات من أبناء عائلاتهم، وأصيب الآلاف من أصدقائهم وسجن أبناء عائلاتهم في الغرف الآمنة لساعات بسبب الذعر المخيف. ويحاولون معرفة ما الذي حدث لأعزائهم من دون أن يحصلوا على إجابات، بل لا يعرفون ما الذي ينتظرهم. هل عليهم اليوم أن يظلوا مخلصين للخيار الذي اختاروه قبل تسعة أشهر عندما كان الواقع “مدهشاً”؟ هل منحه انتخابهم له الحق الحصري والمطلق الذي لا يمكن تغييره بإرسال “إسرائيل” إلى حرب هو نفسه لا يعرف كيف ستكون نهايتها، وبدون خطة وهدف؟
هذا هو نفس رئيس الحكومة الكذاب، الذي أصبح الكثير من ناخبيه يدركون أن أفعاله يوجهها فقط مبدأ واحد، هو إنقاذ رأسه. هل كشف الغطاء عن عيونه فجأة وأصبح يعرف مصلحة الدولة؟ أهو مؤهل أصلاً لتحديد ما هي مصلحة الدولة؟ كم من الهراء في دعوته لـ “الوحدة الوطنية” في الوقت الذي يحدد فيه ويُعرف من يستحق أن يكون شريكاً في هذه الوحدة.
هذا في نهاية المطاف رئيس حكومة يستغل الشرعية الجماهيرية التي حصل عليها قبل عشرة أشهر كي يضع مسدساً على رأس الدولة، في البداية بالمعركة التي أدارها ضد الديمقراطية، والآن بسعيه الحثيث والوحشي لشن حرب انتقام. ما زال المسدس على الطاولة، حيث بطاقة الثمن الملصقة عليه ليست تحطيم الديمقراطية فقط، بل حياة المواطنين، الذين أكثر من 100 منهم محتجزون في رعب مخيف في أنفاق غزة وأقبيتها، وربما سمعوا أقوال الوزير المتعصب سموتريتش الذي يعتبرهم ضرراً شاملاً يجب عدم الاهتمام به في وقت الحرب المقدسة.
رئيس حكومة كهذا رئيس عديم الأهلية تماماً. حتى لو كان من الناحية القانونية سيجد لنفسه بنداً قانونياً للاختباء وراءه. وحتى لو حددت المحكمة بأن قانون عدم الأهلية عمل فكري مثالي. لن يكون نتنياهو فجأة الزعيم الذي نطالبه بتحمل المسؤولية. هو رئيس عصابة يجب نزع المسؤولية منه، حتى ربما بشكل خاص في زمن الحرب. نتنياهو “لم يعد يستطيع الاستمرار”.