يواصل النجم أيمن زيدان مشاركة الجمهور ببعض الخواطر الشعرية والقصص التي يستلهمها من الواقع، وذلك عبر حسابه الخاص على مواقع التواصل الإجتماعي، وشارك زيدان حديثا صورة أرفقها بتعليق جاء فيه: “كان يذرع غرفة بيته المتواضع بفرح مشوب بالقلق بينما كانت قابلة الحي منهمكة في عملها فهاهو مولوده الاول في طريقه الى الدنيا مرت الدقائق عصيبة وانين زوجته يلف المكان ..اقترب من النافذة الخشبية المتداعية يرقب السماء وهي تفتح ذراعيها لاستقبال اشمس الفجر الخجولة ..نفث دخان سيجارته الرخيصة سارحاً مع تفاصيل الحي العتيق المسكون بصمت ٍمطبق .. لاشيء سوى هديل سرب الحمام الذي أسره احدهم ومنعهم من الرحيل … كان الشارع الموحل من مطر الليلة الماضية يعكس ذلك الشروق الارجواني الذي اعتاد ان يغمر ازقة الحي لسنوات خلت”.
وأضاف: “خرجت القابلة لاحضار الماء الساخن والقلق يغمر ملامحها ..فهمت سيل اسئلة الزوج قبل ان يطرحها فحسمت اللحظة : لاتقلق …الصغير بخير وبعد لحظات سيتوسد ذراعيك ..انصرفت الى عملها وعاد الصمت يهيمن على اللحظات العصيبة من جديد.. ماهي الا دقائق حتى اطلق المولود صرخته الاولى في نفس اللحظة التي بدأ فيها الشيخ زكريا يؤذن لصلاة الفجر …خرجت القابلة وهي تعانق الصغير بلفافته البيضاء وقدمته للرجل وهي تقول : يعيش بعزك ..كاد ان يموت من الضحك وهو يردد في قرارة نفسه ..عن أي عز تتحدثين ..؟ اعطى كل ماتبقى في جيوبه للقابلة واعتذر لها فهذا كل مايملك “.
وتابع: ” اخذت القابلة المبلغ وودعت الزوجة الغافية بعد ان دست نصف المبلغ في صدرها وغادرت وهي تقول : الحمد لله ان كل شيء قد مر بسلام وان احتجتم لأي شيء اخبرني ..الناس لبعضها..دخل الزوج الغرفة والصغير بين يديه ..قبلّ رأس زوجته الغافية وعاد يتأمل وجه طفله الاول بوجه من جليد فخوفه من الغد قد اغتال فرحته”.
وختم: ” ..تدفقت الاسئلة الموجعة في روحه وبدأ يناجي صغيره بصوته الأجش : لاأدري كيف ستواجه الدنيا ياصغيري ..؟سامحني لم يخطر لي قط أنني سأرمي بك في عالم موحش كهذا ..كم أخشى ان تكون فريسة لأنياب الفقر التي مازالت تنهش روحي ..كل ماأرجوه منك ياصغيري أن تغفر لي أنني أنجبتك في زمنٍ كهذا ..صمت الرجل وانفجر الصغير ببكوته الاولى بينما ظلت الأم غارقة في نومها القسري”.