“حماس”: سنسلم هذه الليلة جثث 4 رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة
“حماس”: سنسلم هذه الليلة جثث 4 رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة
أعلنت حركة “حماس” أنّها ستسلّم ليل الأربعاء الخميس جثث أربعة رهائن إسرائيليين محتجزة في قطاع غزة مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 600 معتقل فلسطيني، بعد التوصل إلى تسوية عبر الوسطاء من شأنها إنجاز المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد مكتب رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان، أن “إسرائيل ستتسلّم الليلة جثث أربع رهائن، وأن ذلك سيتمّ من دون المراسم التي شهدتها عمليات تسليم سابقة، وأثارت تنديدا من الدولة العبرية وأطراف دولية”.
اضاف:”ستعاد جثث 4 من رهائننا الذين لقوا حتفهم، الليلة في إطار المرحلة الأولى ووفقا لإجراء متفق عليه ودون مراسم حماس” التي شهدتها عمليات التسليم السابقة”.
وكان أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أورد في بيان مقتضب أسماء الرهائن الذين ستسلّم الحركة جثثهم.
وأفاد مسؤولان في الحركة فرانس برس، بأنّه سيتم في مقابل ذلك إطلاق سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني.
وأكد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لفرانس برس أن “حماس ستسلّم جثث الاسرى الإسرائيليين الاربعة في حدود منتصف الليلة (22,00 ت غ) وفي المقابل تطلق السلطات الاسرائيلية سراح المعتقلين والأسرى الفلسطينيين من الدفعة السابعة بشكل متزامن”.
وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية مساء الأربعاء أنها تستعد لعملية إطلاق سراح فلسطينيين، وأنها تلقت قائمة المعتقلين المقرّر الإفراج عنهم.
وكان مصدر قريب من حماس قال في وقت سابق، إن “الوسطاء أبلغوا حماس أنهم يضمنون تنفيذ التبادل بالتزامن، ومواصلة العمل من أجل بدء مفاوضات المرحلة الثانية بأسرع وقت ممكن، وتنفيذ إسرائيل للبروتوكول الإنساني من دون مماطلة أو تعطيل”.
وكانت حماس سلّمت السبت ستة رهائن إسرائيليين أحياء وجثث أربع رهائن للصليب الأحمر الذي نقلهم إلى إسرائيل. لكن إسرائيل أرجأت إطلاق سراح الدفعة المقرّرة من المعتقلين الفلسطينيين وعددهم أكثر من 600 يومها، مندّدة بـ”المراسم المهينة” المحيطة بإطلاق سراح الرهائن في غزة.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار، أطلقت حماس سراح 25 رهينة خلال مراسم جذبت حشودا كبيرة في أنحاء مختلفة من القطاع. ووسط الركام، رافق مقاتلون ملثمون مسلّحون الرهائن إلى منصات امتلأت بملصقات ورايات “المقاومة” التي تمثلها حماس وفصائل أخرى.
في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.
ويفترض أن تنتهي المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة المؤلف من ثلاثة مراحل، في الأول من آذار/مارس.
– رفض مصري لإدارة غزة –
وتترقب الأطراف بدء المباحثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق التي يفترض أن تضع حدّا للحرب بشكل نهائي، وهو ما يعارضه اليمين الإسرائيلي المتطرف المتحالف مع نتانياهو، ما يهدد استمرارية حكومته.
وأعلنت حماس أنها مستعدة للإفراج “دفعة واحدة” عن جميع الرهائن المتبقين خلال المرحلة الثانية، متهمة إسرائيل بأنها “تعرّض الاتفاق برمته للخطر الشديد”.
وغداة اقتراح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن تتولى مصر إدارة قطاع غزة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية تمام خلاف إنّ “أية أطروحات أو مقترحات تلتف حول ثوابت الموقف المصري والعربي، والأسس السليمة للتعامل مع جوهر الصراع المتعلقة بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، هي أطروحات مرفوضة، وغير مقبولة”.
وكان لابيد اقترح الثلاثاء أن تدير مصر القطاع لسنوات، لقاء سداد المجتمع الدولي الديون الخارجية للقاهرة.
وكانت حركة حماس تدير القطاع منذ العام 2007. وتبقى مسألة الإشراف عليه بعد الحرب، إحدى النقاط الشائكة.
ونشر ترامب مقطع فيديو على مواقع التواصل يتخيل غزة بعد تحويلها إلى منتجع سياحي ترويجا على ما يبدو لمشروع المقترح بتحويلها “ريفييرا الشرق الأوسط” ونقل سكان القطاع الى دول أخرى مثل مصر والأردن.
ولقي مقترح ترامب بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، رفضا عربيا ودوليا واسعا.
والأربعاء، ندّد المفوّض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك بمقترحات “الضم والتهجير القسري” في الأراضي الفلسطينية، محذّرا من أنها تشكّل تهديدا للمنطقة برمتها.
الى ذلك، شيّعت إسرائيل الأربعاء أفراد عائلة بيباس الثلاثة الذين قضوا أثناء احتجازهم في قطاع غزة، وأعيدت جثامينهم الأسبوع الماضي.
وتقول حماس إن شيري بيباس وطفليها قتلوا في قصف إسرائيلي على غزة، بينما اتهمت إسرائيل الخاطفين بقتلهم.
وشارك آلاف الأربعاء في جنازة الثلاثة في مدينة ريشون لتسيون بوسط إسرائيل.
ودعت العائلة خلال الجنازة في مقبرة زوهار قرب تجمع نير عوز، جميع المسؤولين الإسرائيليين إلى تحمل مسؤولية مقتل أحبائهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة، مؤكدة أنه كان من الممكن إنقاذهم.
وقالت عوفري بيباس، شقيقة زوج شيري، “لا معنى للمسامحة قبل التحقيق في الإخفاقات وتحمّل جميع المسؤولين المسؤولية… كان بإمكانهم إنقاذكم لكنهم فضلوا الانتقام”.
– “ساحة معركة” –
وأسفر الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على الأراضي الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية، ويشمل الرهائن الذين لقوا حتفهم أو قتلوا في الأسر.
وأشعل الهجوم فتيل الحرب، حيث أدى الهجوم الإسرائيلي المضاد في قطاع غزة إلى مقتل 48319 شخصا على الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها. وتسبّبت الحرب بكارثة إنسانية في القطاع.
اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني أنّ الضفة الغربية المحتلّة صارت “ساحة معركة” مع مقتل أكثر من خمسين شخصا منذ كانون الثاني/يناير وفي ظل عملية واسعة النطاق يشنّها الجيش الإسرائيلي.
وقال في منشور على منصة إكس “الضفة الغربية تتحول الى ساحة معركة”، مشيرا الى أن “أكثر من 50 شخصا، بينهم أطفال، تم الإبلاغ عن مقتلهم منذ بدء عملية القوات الإسرائيلية”. وشدد على أن ذلك “يجب أن يتوقف”.
وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة في شمال الضفة الغربية قبل أكثر من شهر، عقب بدء تطبيق الهدنة بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال لازاريني إن “الضفة الغربية تشهد امتدادا مثيرا للقلق للحرب في غزة”.