خاص infinty

الذكرى العشرون لاغتيال رفيق الحريري: لبنان لا يزال يبحث عن العدالة

الذكرى العشرون لاغتيال رفيق الحريري: لبنان لا يزال يبحث عن العدالة

بقلم رئيس التحرير infinity24.news وفاء فواز

في مثل هذا اليوم من عام 2005، دوّى انفجار هزّ بيروت، لكنه لم يكن مجرد تفجير عابر، بل لحظة مفصلية غيّرت تاريخ لبنان الحديث. اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم يكن فقط خسارة سياسية، بل كان زلزالًا ضرب قلب الوطن، تاركًا فراغًا لم يُملأ حتى اليوم.

رفيق الحريري: رجل الإعمار والسلام
وُلد رفيق الحريري عام 1944 في مدينة صيدا، وبدأ حياته كشاب طموح في عالم الأعمال، قبل أن يصبح رمزًا سياسيًا صنع للبنان نهضة عمرانية واقتصادية لا تزال بصماتها شاهدة على إرثه. بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، حمل الحريري على عاتقه إعادة إعمار بيروت، محوّلًا وسط العاصمة إلى درة الشرق الأوسط.

كان رجلًا يراهن على التعليم والاقتصاد كسبيل للنهوض بالبلاد، فأطلق مبادرات تعليمية ضخمة، منح آلاف الطلاب فرصًا للدراسة داخل لبنان وخارجه، وسعى إلى جعل بيروت مركزًا ماليًا عالميًا.

14 فبراير 2005: زلزال الاغتيال
لم يكن اغتيال رفيق الحريري مجرد عمل إرهابي استهدف شخصًا سياسيًا، بل كان طعنة في قلب لبنان. في الساعة 12:55 ظهرًا، هزّ انفجار عنيف منطقة عين المريسة، محوّلًا موكب الرئيس السابق إلى كتلة من اللهب والدخان. كان ذلك أكبر انفجار سياسي في تاريخ البلاد، وأدى إلى مقتل الحريري و21 شخصًا آخرين، بينهم شخصيات سياسية وإعلامية بارزة.

نتائج المحكمة الدولية: هل تحققت العدالة؟
في عام 2009، تم إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، للتحقيق في اغتيال الحريري. وبعد سنوات من التحقيقات والمحاكمات، توصلت المحكمة إلى النتائج التالية:

2020: أدانت المحكمة سليم عياش، أحد أعضاء حزب الله، بتهمة تنفيذ عملية الاغتيال، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.
تمت تبرئة ثلاثة متهمين آخرين: حسن مرعي، حسين عنيسي، وأسد صبرا، بسبب عدم كفاية الأدلة.
2022: أصدرت المحكمة حكمًا غيابيًا جديدًا بحق حسن مرعي وحسين عنيسي، وأدانتهم بالمشاركة في الجريمة، وأصدرت بحقهم أيضًا أحكامًا بالسجن مدى الحياة.
لكن حتى اليوم، لم يتم تسليم أي من المدانين، إذ رفض حزب الله الاعتراف بالمحكمة أو تسليم المتهمين، مما جعل العدالة غير مكتملة، وفقًا للكثير من المراقبين.

20 عامًا على الغياب.. ولبنان لا يزال يبحث عن حلمه
اليوم، وبعد عقدين على رحيله، يفتقد لبنان زعيمًا كان يحلم ببلد مزدهر، بعيدًا عن الانقسامات والطائفية. لا تزال إنجازاته الاقتصادية والمعمارية شاهدة على رؤيته للبنان قوي ومتصالح مع ذاته.

في الذكرى العشرين لاغتياله، يبقى السؤال مطروحًا: هل لا يزال لبنان على درب الحلم الذي رسمه الحريري، أم أن الأزمات المتتالية دفنته إلى الأبد؟

رحل رفيق الحريري، لكن ذكراه حاضرة في وجدان اللبنانيين، وفي كل شارع أعاد بناءه، وفي كل طالب استفاد من علمه، وفي كل أمل كان يسعى لتحقيقه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce