وهم “المرحلة الجديدة” يتبدّد… سلام لن يستطيع فرض الوزراء!
وهم “المرحلة الجديدة” يتبدّد… سلام لن يستطيع فرض الوزراء!
يبدو أن الأمور الحكومية المتعلقة بالتشكيلة المنتظرة بدأت تتعثر، مع محاولة كافة الأطراف فرض مطالبها، في حين يحاول رئيس الحكومة المكلّف الخروج من دائرة المحاصصة المتبعة منذ سنوات طويلة، مما قد يؤخر الولادة التي كانت تبدو مبكرة لتتحول إلى متعثرة.
وفي هذا الإطار، يوضح الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “الرئيس المكلّف نواف سلام كان يظن أن “القصة سهلة” في ظل الوضع السياسي السيئ وحال الثنائي الشيعي الذي لا يسمح له بفرض شروطه، إضافة إلى النغمة التي ترددها المعارضة بأننا دخلنا في عهد جديد وأن رئيس الحكومة هو شخصية جديدة غير مجربة في السياسة اللبنانية وحاز على ثقة 85 نائباً، بما يعني أن الأمور مسهلة أمام حكومة على قياسهم”.
ويرى بيرم أن “الأمر لم يأخذ أكثر من أسبوع ليتبين للرئيس المكلّف أنها ليست سهلة، لا سيما أن القوى السياسية هي نفسها ولم تتغير، وكذلك أطماعها لم تتغير، إضافة إلى رغبتها في الحضور بقوة في المشهد السياسي. فهذه القوى لا تقبل التسليم بسهولة، فهي بحاجة للحفاظ على مكانتها وشروطها”.
ويلفت إلى أن “العقدة الشيعية تم تذليلها قبل غيرها، لكن العقدة الثانية كانت عند القوات والتيار الوطني الحر أي الثنائي المسيحي، كما أن العقدة أيضاً كانت عند السنة الذين استنفروا عند سماع اسم وزير الداخلية واعتبروا أنه فرض عليهم. فهذا المنصب عادة ما يكون محسوباً على المملكة العربية السعودية التي تزكي الاسم”.
ويلفت إلى أن “الرئيس سلام يحاول استحداث قواعد جديدة للتأليف بحيث يفرضها على الجميع، لا سيما أن قواعد التأليف قد بنيت منذ عام 1992، والتي تقف عند خاطر القوى السياسية التي تسمي وزراءها وعلى رئيس الحكومة تقبل الأمر”.
واليوم يحاول الرئيس المكلف، وفق بيرم، “اعتماد المعادلة المعاكسة أي يسمي الوزراء ويفرضهم على القوى السياسية، لكن برأيه لن يستطيع فعل ذلك، لا سيما أنه اصطدم بالعقبات، وإذا أكمل بهذا النهج فإنه يتحدى القوى السياسية، متسائلاً إن كان بمقدوره أن يتحمل هذا التحدي”.
وعن الضغط الدولي لتشكيل الحكومة على غرار ما حدث مع انتخاب الرئيس والتكليف، لا يستبعد هذا الأمر لأن آخر الدواء الكي، ولكن برأيه سيظهر هذا التدخل بشكل فاقع، لأن فرض الرئيسين ومن ثم فرض الوزراء يبدو أنه جزء من التركيبة الجديدة في المنطقة، بما يعني اختفاء المعارضة بشكل نهائي، ولكنه يشكك أن تصل الأمور إلى هنا.
ولا يربط بيرم، بين تشكيل الحكومة والانسحاب الإسرائيلي، بل إن الأمر كان مرتبطاً إلى حد ما بتنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن رئيس الجمهورية والمناخات التي بثها رئيس الجمهورية وحتى الرئيس المكلف أوحيا بأن التشكيل سهل ولن يحتاج إلى وقت كثير.
ويحمّل بيرم الرئيسين مسؤولية أن لا معارضة لهذا الحكم الجديد، وستسير الأمور كما هو مرسوم لها، فلا يمكن للرئيس المكلف فرض الأمور على هذه الصورة، مذكراً بأن “الرئيس سعد الحريري الذي كان يحظى بشعبية كبيرة ولديه القدرات وشرعية الحكم لم يستطع فرض الأمور على القوى السياسية”.
وعن احتمال أن يعتذر الرئيس المكلّف في حال لم يتمكن من تشكيل الحكومة، يستبعد بيرم هذا الأمر، مؤكداً أن “الصراع اليوم هو بين مرحلتين، طرف في المعادلة مقتنع بأنها مرحلة جديدة، وطرف آخر يعتبر أنها ليست كذلك بل هي امتداد للمراحل السابقة، فالطرف الأول يصور الأمور على أنها مرحلة جديدة تعتمد على رئيس جديد وحكومة جديدة وعودة إلى الأصول الدستورية وروح الطائف، بينما الطرف الآخر يرى أن الاصطفافات هي نفسها، والأمر لا يقتصر على الثنائي الشيعي الذي قدم التسهيلات للرئيس المكلف وانتهت العقدة التي كان يعتقد البعض بوجودها، وظهر الثنائي على أنه ليس المعرقل، لكن الطرف الآخر يعتبر أنه من أوصل الرئيس، وعلى أكتافه وصل الرئيس المكلف، وبالتالي يريدون الثمن، فقوى التغيير والمعارضة توحي بأداء جديد وتطلعات جديدة، رغم أنها قوى تقليدية ولكن بمسمى تغييري”.