اقليمي

100 مليون حبة… مستودع “كبتاغون” في مقرّ “الفرقة الرابعة” لماهر الأسد

100 مليون حبة… مستودع “كبتاغون” في مقرّ “الفرقة الرابعة” لماهر الأسد

في خطوة نوعية تعكس جهود حكومة الإدارة السورية الجديدة لمكافحة المخدرات في البلاد، أعلنت قوات الأمن في دمشق، اليوم الأحد، عن إتلاف كميات ضخمة من المخدرات، شملت نحو 100 مليون حبة كبتاغون بالإضافة إلى 10 إلى 15 طنًا من الحشيش. العملية جرت في مقر قيادة الفرقة الرابعة في الجيش السوري، وهي القوة العسكرية التي كانت تحت قيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

وقال بدر يوسف، المسؤول في إدارة العمليات العسكرية في الإدارة الجديدة، في تصريح لوكالة “فرانس برس”، إن “العملية شملت إتلاف الحبوب المخدرة بالإضافة إلى المواد الأولية التي تستخدم في تصنيع الكبتاغون”. وأضاف أن الحبوب المخدرة تم حرقها في حفرة كبيرة بعد نقلها إلى مكان مفتوح مجاور، حيث تمت إزالة عشرات الأكياس الكبيرة المملوءة بالمخدرات من مستودعات الفرقة الرابعة التي كانت مخصصة لهذا الغرض.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد ذكرت أن هذه المواد تم ضبطها في مقرات الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري السابق، التي كانت تشرف على إنتاج الكبتاغون خلال فترة حكم بشار الأسد. العملية تأتي في وقت حساس حيث لا تزال تداعيات تجارة المخدرات في سوريا تثير القلق المحلي والدولي، إذ أصبحت سوريا تحت حكم الأسد واحدة من أكبر الدول المنتجة للكبتاغون في العالم، وفقًا لتقارير مستقلة.

وأضاف المصوّر من “فرانس برس” الذي كان متواجدًا في الموقع أن العملية تمت بمراقبة أمنية مشددة، حيث تم نقل المواد المخدرة بواسطة شاحنات ثم حرقها في حفرة خاصة لتدميرها بشكل نهائي.

وفي إطار هذه العملية، تمكنت قوات الأمن من ضبط مستودع ضخم في مدينة اللاذقية كان يحتوي على ملايين الحبوب المخدرة، المخزنة داخل ألعاب أطفال وأثاث منزلي بهدف تهريبها عبر مرفأ اللاذقية إلى دول مجاورة. وقد كشفت الوكالة الرسمية عن تفكيك الألعاب البلاستيكية ودراجات الأطفال، التي كانت تحتوي على كميات كبيرة من الحبوب المخدرة.

وأفاد المسؤول الأمني أبو ريان لوكالة “فرانس برس” أن الكمية التي تم ضبطها في المستودع “تراوح بين 50 إلى 60 مليون حبة كبتاغون”، مشيرًا إلى أن هذا المستودع كان “مُعدًّا لتجهيز المواد المخدرة وتغليفها لتصديرها عبر المرفأ”. وأكد المسؤول أنه سيتم تسليم الكميات المضبوطة إلى “فرع مكافحة المخدرات” لإتلافها.

وتجدر الإشارة إلى أن تجارة المخدرات كانت أحد المصادر الرئيسية لتمويل النظام السوري خلال سنوات الحرب، حيث كانت عائدات بيع الكبتاغون، الذي أغرق الأسواق في الشرق الأوسط، من العوامل الأساسية التي دعمت النظام في مواجهة المعارضة. وتعتبر سوريا، في ظل حكم الأسد، واحدة من أكبر دول العالم في تصدير المخدرات.

الخطوات التي تتخذها الإدارة السورية الجديدة تهدف إلى تصحيح صورة البلاد وتعزيز جهود مكافحة المخدرات، لكن التحديات تبقى كبيرة، مع استمرار وجود شبكات تهريب المخدرات عبر الحدود الإقليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Powered by WooCommerce