قمة عربية اسلامية حول غزة ولبنان.. بن سلمان: نرفض انتهاك سيادة لبنان.. ميقاتي: نؤكد التزامنا بالـ1701 وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب
قمة عربية اسلامية حول غزة ولبنان.. بن سلمان: نرفض انتهاك سيادة لبنان.. ميقاتي: نؤكد التزامنا بالـ1701 وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب
انطلقت بعد ظهر اليوم اعمال القمة العربية الاسلامية حول غزة ولبنان برئاسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي أكد “رفض بلاده انتهاك سيادة لبنان ورفض الهجمات على الأراضي الإيرانية”.
وقال ان” القمة تنعقد في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والمملكة تجدد رفضها القاطع للاعتداءات في غزة ونرفض انتقاص دور السلطة الفلسطينية وترفض إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة”.
وطالب ولي العهد السعوديّ ” بإنهاء الاحتلال الإسرائيليّ غير المشروع في فلسطين ونطالب بتنفيذ حلّ الدولتين”.
ميقاتي: وكانت لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كلمة قال فيها: بداية أتقدَّمَ بالشكرِ العميقِ للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ على دعوتِها إلى هذه القمَّةِ لمناقشةِ العدوانِ الإسرائيليِّ المستمرِّ على فلسطينَ ولبنانَ والتداعياتِ الخطيرةِ لهذا العدوانِ على أمنِ المنطقةِ واستقرارها ، تنفيذًا لتوجيهاتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينَ الملكِ سلمانَ، وبدعمٍ وجهودٍ من وليِّ العهدِ سموِّ الأميرِ محمَّدِ بنِ سلمانَ.
أخاطبكم اليوم من هذا المنبر باسم لبنان، للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الايام، فلا أحَدِّثُكُم عن لبنانَ الذي تعرِفونَهُ، حضارةً وعلماً وجامعاتٍ ومستشفياتٍ، وصحافةً رائدة، ولا أحدِّثُكُم عمَّا مرَّ بِهِ من نكباتٍ وويلاتٍ على مدى نصفِ قرن، وما بذلَه في سبيلِ العروبةِ والقضيةِ الفلسطينية، وما فعلَتْهُ حروبُ الآخَرين على أرضِه، بل أحصُرُ كلامي بلبنانَ الذي لم يَتَسَنَّ لكم بَعْدُ أن تَرَوْهُ كما تراه عيونُ اللبنانيين، مشاهدَ يتبدَّلُ شريطُها ثانيةً فثانية، وغارةً فغارة، وجريمةً ضدَّ الإنسانية تِلْوَ أخرى، بأبشعِ الوسائلِ وأفدحِ الإجرام”.
أضاف: “يمرُّ لبنان بأزمةٍ تاريخيَّةٍ مصيرية غيرِ مسبوقةٍ تُهَدِّدُ حاضره ومستقبلَهُ، فهو يُعاني من اعتداءٍ إسرائيليٍّ صارخٍ ينتهكُ أبسطَ قواعدِ القانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ واتفاقياتِ جنيفَ، التي وُضِعَتْ لحمايةِ المدنيِّينَ في النزاعاتِ المسلَّحة.
وهذا الاعتداء يأتي ليضاف الى كمّ من التحديات البنيوية والازمات المتراكمة والملفات الشائكة.
وبطبيعة الحال، لا يجوز ولا يمكن أن تستمر اسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده من دون حسيب أو رقيب. هذا الوطن- الرسالة الذي يعتبره الاشقاء والاصدقاء بمثابة حاجة للامن والسلم والامان والاستقرار والازدهار في المنطقة.
إنه لبنان الذي يتفق اللبنانيون جميعا على نهائية كيانه وفق مقدمة الدستور”المنبثق من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية ، هو لبنان السيد، الحر، المستقل، الوطن النهائي لجميع ابنائه .لبنان العربي الهوية والانتماء الملتزم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة وهو احد مؤسسيهما، والملتزم شرعة حقوق الانسان والاعلان العالمي لحقوق الانسان”.
وتابع: “لقد تسبَّبَ العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان بخسائر انسانية فادحة، فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من ثلاثة الآف شهيد، والجرحى أكثر من ثلاثة عشر الف شخص.
وقد تسبب هذا التصعيد باجبار حوالى مليون ومئتي الف لبنانيٍّ، على النُّزوحِ في غضونِ ساعاتٍ معدودةٍ ممَّا أضافَ عبئًا جديدا على كاهلنا وعلى وضعنا الداخلي المثقل بالازمات المتتالية.
وتأتي الآثارُ الاقتصاديَّةُ لهذا التصعيدِ العسكريِّ لتزيدَ من حجمِ المأساةِ، إذ ،وفقًا لتقديراتِ البنكِ الدوليِّ الأخيرةِ، قدِّرَت الأضرارُ والخسائرُ المادية لغاية اليوم بثمانية مليار و500 مليون دولار ، منها ثلاثة مليارات واربعمئة مليون دولار تشمل تدميرا كليا او جزئيا لمئة ألف مسكن ، فيما الخسائر الاقتصادية بلغت خمسة مليارات ومئة مليون دولار وتشمل التربية والصحة والزراعة والبيئة وقطاعات أخرى.
ولا يُمكِنُ لأيِّ دولةٍ أنْ تتحمَّلَ وحدَها عبءَ هذا الدمارِ الهائلِ، فكيفَ بلبنانَ، الذي يُواجِهُ أزمةً اقتصاديَّةً ومالية متفاقمة وغيرَ مسبوقةٍ منذُ خمسِ سنواتٍ.
باسم جميع اللبنانيين انتهز هذه المناسبة لاوجه كلمة شكر وامتنان لكل الدول التي دعمت لبنان وتدعمه باستمرار، مثنيا على الروابط التي تشُدُّكم دوما إلى لبنان وتشدنا دوما اليكم.
ما يجمعنا لا يفرّقه اي ظرف، من هنا ادعوكم صادقا الى التكرّم بمساندة الدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية والسيادية والنقدية والاستمرار مشكورين في ارسال المساعدات الانسانية والغذائية والصحية العاجلة والملحة.
كما ادعو بلدان الاقليم والعالم الى احترام خصوصية لبنان ودعمه كنموذج تعددي يقتدى به في كافة المجتمعات التعددية،وهو يدعو ايضا الى الامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية عبر دعم هذه الفئة او تلك بل دعم لبنان الدولة والكيان.
وبانتظار الظروف الملائمة لعودة النازحين الى ديارهم، أعدّ لبنان برنامج دعم دقيق وشفاف لحسن ضيافة النازحين خارج ديارهم وتأمين المتطلبات الانسانية لاقامتهم الموقتة واخلاء المدارس لاعادة التدريس وتأمين التحاق الأولاد النازحين بمدارس ملائمة وتأمين المساعدة الغذائية والصحية، والتحضير ، وفور بلوغ مرحلة وقف اطلاق النار، لعودة الاهالي الى قراهم، وذلك باعداد برنامج للعودة.
ونحن في صدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من اسهامات الدول الشقيقة والصديقة باشراف ادارة اممية على أن يكون الانفاق لاعادة الاعمار، خاضعا للتدقيق الدولي الموثوق.
ويبقى الاساس هو وقف العدوان المستمر على لبنان فورا واعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا.
واليومَ نُجَدِّدُ نداءَنا إلى أصدقائِنا من الدولِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، وإلى المجتمعِ الدوليِّ بأسرهِ، للدفعِ معنا في الوصولِ إلى وقفٍ فوريٍّ لإطلاقِ النارِ وبدءِ تنفيذِ هذا القرارِ كمدخلٍ لاستقرار دائمٍ”.
وختم: “يتمثل التحدي الاقليمي الابرز في القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال ويصارع لنيل ابسط حقوقه الانسانية.اجدد الدعوة الى وقف اطلاق النار في غزة، والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم المستند الى حل الدولتين.
وهنا اثمن عاليا الطرح الذي تقدم به سابقا صاحب السمو الامير محمد بن سلمان والذي ينص على منح الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني باقامة دولة مستقلة كسبيل ناجع لتحقيق الاستقرار المنشود في المنطقة.
السلام عليكم أيها الأخوة ورحمة الله وبركاته، من وطنٍ تحت نار العدوان، يفتقد السلام والرحمة والبركات”.
ابوالغيط: واكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط امام القمة العربية الاسلامية ان “تغييب القانون الدولي شجع القيادة الإسرائيلية على تنفيذ مخططات عبثية ومجنونة”.
وقال:”ان إتساع دائرة النار من غزة إلى لبنان عرض مستقبل المنطقة لخطر بالغ”.
واشار الى ان “المطلوب هو بدء مسار يفضي إلى حل الدولتين”.
محمود عباس: وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته امام القمة العربية الاسلامية على “وجوب أن يكون قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية “.
كما شدد على وجوب” تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة”.
واعرب عن تقديره ل”تحالف دعم الدولتين الذي أطلقته الرياض”.
الملك عبدالله: وشدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني امام القمة العربية الاسلامية على وجوب ان “تتوقف الحروب الإسرائيلية فوراً لإنهاء الدمار ولمنع دفع المنطقة نحو حرب شاملة”.
السيسي: وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امام القمة العربية الاسلامية على “ضرورة وقف اطلاق النار في لبنان وفقا للقرار الأممي 1701″.
واكد التزام بلاده” تقديم العون الكامل للبنان وجيشه”.
حضور ايراني: وكان أعلن النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا عارف في تصريح، قبل مغادرته صباح اليوم طهران، متوجها الى الرياض للمشاركة في الاجتماع الطارىء لمنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية، أن هذا الاجتماع يعقد باقتراح من إيران وبمتابعة من وزير خارجيتها عباس عراقجي، موضحا أن “هدف هذا الاجتماع هو إنهاء الحرب وسفك الدماء في لبنان وفلسطين”.
وأعرب عن أمله في أن “يتم التوصل في هذا الاجتماع إلى نتائج جيدة مع إجراء المشاورات اللازمة مع الدول المشاركة، وبأن يتم تحقيق إنجازات قيمة في مجال تقديم المساعدات للاجئين وضحايا اعتداءات وجرائم الكيان الصهيوني”، مشيرا الى انه “في هذه الحالة سيتم الدخول في الخطوة الثالثة من الإجراءات بحيث ان هدف ايران وجميع الدول الإسلامية والعربية هو تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة”.
وأشار الى انه “سيطرح في هذا الاجتماع وجهة نظره حول قضية فلسطين ولبنان ووقف الحرب في المنطقة.
يذكر أن عارف يرافق وزير الخارجية عباس عراقجي في هذه الزيارة.
هذا، ويعقد اليوم الاثنين 11 تشرين الثاني 2024 الاجتماع الطارئ الثاني لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بحضور إيران وممثلي أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية في الرياض.