لوموند: سياسات ألمانيا للهجرة تمنح “اليمين المتطرف” مكاسب
قال باحثان ألمانيان، إن التطورات الأخيرة في البلاد لا تشير إلى وجود حلول سريعة أو “معجزة” لحل قضية الهجرة، محذرين من أن السياسات الأخيرة للحكومة قد تمنح اليمين المتطرف المزيد من المكاسب.
وذكر الخبيران في القانون آن جاكوميه-غوشيه ونيلس شاك، في مقال بصحيفة “لوموند” الفرنسية، أن “النهج الجديد الذي تتبعه البلاد لإدارة الهجرة يفتقر إلى المصداقية، وقد يعزز من قوة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف”.
دولة لجوء
وأشار المقال إلى أن ألمانيا كانت لطالما وجهة للمهاجرين بعد أن استقبلت ملايين اللاجئين من سوريا وأوكرانيا.
ولفت إلى سياسة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، بالالتزام بسياسة مفتوحة مرحبة باللاجئين، مبينة أن هذا الشعار كان مثيرًا للجدل منذ البداية، حتى داخل تحالف ميركل نفسه.
وبعد فترة من إطلاق الإستراتيجية، شهدت البلاد حوادث عدة، مثل هجوم رأس السنة 2016، الذي تورط فيه مهاجرون، الأمر الذي استغله حزب البديل من أجل ألمانيا ليحقق تقدمًا في المشهد السياسي، بحسب الصحيفة.
تدابير أمنية
وفي السنوات الأخيرة، يؤكد المقال أن جرائم العنف أصبحت قليلة، لكن هجومًا نفذه لاجئ سوري في سولنغن في أغسطس/ آب 2023، أثار الجدل، ودفع إلى اتخاذ تدابير أمنية أكثر صرامة، بما في ذلك الجهود المبذولة للحد من الهجرة غير النظامية.
وأكدت الصحيفة أن هذا يمثل تحولًا كبيرًا عن السياسة المتوازنة التي حاول المستشار أولاف شولتس تنفيذها، التي كانت تتضمن تسهيل التجنيس، وفي الوقت نفسه تعزيز عمليات الترحيل، غير أن تحقيق حزب البديل نتائج كبيرة في الانتخابات الإقليمية وضع الحكومة تحت ضغوط.
ويرى التحالف الحاكم المكون من الديمقراطيين الاجتماعيين وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر أن هذه النتائج تشكل ضربة لمكانته قبل الانتخابات الوطنية المقبلة.
تحديات محلية وفيدرالية
وأشارت “لوموند” إلى حالة من الانقسام بين المسؤوليات المحلية الفيدرالية، موضحة أن البلديات كافحت لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين وصلوا منذ العام 2015.
وزادت أزمة نقص المساكن من التوترات، ولا سيما في المجتمعات الفقيرة، حيث يواجه المواطنون الألمان أيضًا صعوبات في الحصول على سكن، الأمر الذي أثار السكان، خصوصًا الفئة الهشة.
نقص العامل
وعلى الرغم من التحديات، إلا أن ألمانيا تواجه حاجة ملحة للعمال، ولاسيما العمالة الماهرة، إذ تبين الصحيفة أنه منذ صيف 2024، تم وضع سياسات لتسهيل دخول العمال المؤهلين بشكل كبير إلى سوق العمل الألماني.
ورغم أن هذا النوع من الهجرة “المختارة” يُنظر إليه على أنه فرصة اقتصادية، إلا أن هذا الأمر يحظى بتأييد بعض فئات المجتمع فقط، ولا يحظى بقبول شعبي واسع.
ويرى جاكوميه-غوشيه وشاك، أن نقاشًا أكثر شفافية حول فوائد الهجرة كان من الممكن أن يمنع التحول المفاجئ الحالي في السياسة الألمانية، مؤكدين أن هذا الأمر قد يؤدي في النهاية إلى تعزيز القوى اليمينية المتطرفة؛ ما يجعل الوضع أكثر خطورة.