مركز السكك الحديدية الأوكرانية “يلفظ آخر أنفاسه
أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إن كلاً من مدينة التعدين ومركز السكك الحديدية الأوكرانية بوكروفسك، يعُدان أيامهما الأخيرة قبل أن يسقطا في يد القوات الروسية.
وأضافت الصحيفة أن مدينة بوكروفسك الواقعة على الجبهة الشرقية لأوكرانيا تستعد للتدمير الوشيك على يد قوات موسكو، التي لا يفصلها إلا بضعة أميال فقط عن المدينة.
وأشارت إلى أنه “في الضواحي، يحفر عمال مناجم الفحم خنادق تهدف إلى المساعدة في إبطاء تقدم الروس. وفي كنيسة قريبة، يرحب القس بالناس “للاعتراف” قبل رحلاتهم الطويلة غربًا، فرارًا من مدينتهم”.
وأردفت أن “روسيا، في غضون عامين ونصف العام من الحرب، دمرت العشرات من المدن الأوكرانية، ودخل جيشها إلى أنقاض مدن الأشباح على الخطوط الأمامية التي قصفتها بالمدفعية والقصف الجوي بلا هوادة، ومدينة بوكروفسك حيث كان يعيش 80 ألف أوكراني هي التالية مع اقتراب الروس”.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن أوكرانيا واصلت توغلها في منطقة كورسك الروسية بهدف تحويل قوات موسكو بعيدًا عن شرق أوكرانيا، إلا أن روسيا ضاعفت جهودها للاستيلاء على بوكروفسك.
ونقلت عن القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا، الجنرال أولكسندر سيرسكي قوله، إن “روسيا تُرسل كل ما هو قادر على التحرك والتقدم في القتال من أجل السيطرة على المدينة الإستراتيجية بوكروفسك”.
ولفتت الصحيفة إلى أن بوكروفسك تقع على طريق وخط سكك حديدية يستخدمهما الجيش الأوكراني لتزويد أجزاء أخرى من خط المواجهة بالإمدادات.
بعد تقدمها في بوكروفسك.. هل تنجح روسيا بقلب المعادلة على أوكرانيا من “الشرق”؟
وفي حين تنتظر المدينة الآن المصير نفسه الذي واجهته بلدات أخرى في طريق روسيا، لا تزال المنطقة سليمة في الغالب، على الرغم من أن روسيا كثفت قصفها، وأسقطت قنبلة انزلاقية تزن 1000 رطل على منطقتها الصناعية في الأيام الأخيرة.
واستشهد التقرير بحديث بعض سكان المدينة الذين لم يغادروا بعد. قال عامل المناجم ديشكو: “قررت بعد أسابيع من الصمود أن أرسل عائلتي إلى مكان أكثر أمانًا”.
وأضاف ديشكو: “خسرت زوجتي وظيفتها في السوبرماركت، كما فقد الكثيرون مصادر رزقهم بسبب إغلاق أصحاب العمل لمصالحهم بفعل الخوف من اقتراب الروس”.
وعلى صعيد منجم الفحم الذي اعتاد تشغيل 8 آلاف عامل، فر الكثيرون ولم يبقَ إلا النصف تقريبا مدفوعين بتلقي مكافآت خاصة مقابل العمل تحت ضغط متزايد، وفق ما ذكرت المتحدثة باسم المنجم إيفيلينا شيليست.
وخلُصت “وول ستريت جورنال” إلى أن بوكروفسك، التي تعتبر إحدى أهم مراكز العبور في منطقة دونيتسك، أصبحت مقفرة بشكل متزايد بعد أن هرب الكثير من سكانها للنجاة بحياتهم، وإن سقوطها بيد الروس ما هو إلا مسألة وقت.