بزشيكان يواجه معركة نفوذ مع الحرس الثوري المتحكم بالبلاد
يبدو أن الرئيس الإيراني “الإصلاحي” مسعود بزشكيان يواجه معركة مع “نفوذ” الحرس الثوري الإيراني، الذي يفرض سطوته على البلاد، ولا يدع هامشًا حقيقيًّا للرئيس يتحرك فيه، بحسب تقرير لمجلة “فورين أفيرز” الأمريكية.
وذكر التقرير أن الحرس الثوري دأب على منع الرؤساء من رسم أي مسار جديد. “وفي حين أنهم يأتون إلى مناصبهم أبطالًا، ويعدون بتغييرات كبيرة لتحسين حياة مواطنيهم، فإنهم جميعًا تقريبًا من دون استثناء، يغادرون رجالًا مكسورين”.
وقالت المجلة إن الحرس الثوري الإيراني عوض النقص الناجم عن فقدان المؤسسة الدينية في إيران مكانتها، وعمل بشكل متزايد كـ”دولة داخل الدولة”.
على الرغم من أن الحرس الثوري الإيراني متحالف نظريًّا، على الأقل مع رجال الدين ومدين بالفضل للمرشد الأعلى علي خامنئي، فإن لديه مصادره الخاصة من الثروة والسلطة ومصادر قليلة للمساءلة الخارجية.
وأشار التقرير إلى أنه بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، لعب الحرس الثوري الإيراني دورًا رئيسًا في إعادة بناء البنية التحتية الإيرانية، وامتد إلى ما هو أبعد من إعادة البناء العسكري ليشمل مشاريع اقتصادية مهمة.
تأثير معاكس
وأوضح أن العقوبات والعزلة الاقتصادية، المصممة لتقييد السلوك الإيراني إن لم يكن تغييره، أصبحت أدوات فعلية للسياسة الأمريكية تجاه إيران. “ولكن بدلًا من إحداث تغيير في سلوك طهران، أحدثت العقوبات تأثيرًا معاكسًا”.
وقد أصبح الحرس الثوري الإيراني لاعبًا مهيمنًا وأكثر حضورًا في الاقتصاد لإبقاء النظام واقفًا على قدميه، على حساب الناس العاديين والقطاع الخاص، بحسب التقرير.
وقالت “فورين أفيرز”: “استولى الحرس الثوري الإيراني على التجارة المشروعة وغير المشروعة، ورسخ الفساد والإجرام على غرار المافيا من خلال شبكة من الشركات الوهمية المستخدمة للتحايل على العقوبات”.
وفي غياب الاستثمار الدولي والقيود المفروضة على مبيعات النفط، لجأ الحرس الثوري الإيراني إلى تحويل أمواله من خلال صادرات النفط، وإن كان ذلك بأسعار مخفضة، وتعتمد المجموعة على شبكتها المالية في العراق ولبنان وسوريا للوصول إلى هذه الأسواق ومعها السيولة.
ولفت التقرير إلى أن المشاكل التي تواجهها إيران كثيرًا ما تثبت أنها أكثر استعصاءً على الحل مما يتوقع قادتها الجدد بفعل أنهم يتحملون المسؤولية “من دون سلطة”.
وأكد أن مساحات كبيرة من السلطة السياسية والاقتصادية في إيران تقع تحت سيطرة النخبة الدينية في إيران، وخارج متناول السياسيين.