الولايات المتأرجحة.. ساحة معركة ساخنة بين ترامب وهاريس
لا تهدأ فرص السيطرة على الولايات المتأرجحة التي تسمى “ساحة المعركة” في الانتخابات الأمريكية، إذ تتناوب تلك الولايات في الذهاب تارة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب وتارة أخرى مع المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وكان ترامب خسر بسبب هذه الولايات في استحقاق عام 2020، ولكنه عاد ليحقق فيها شعبية الشهر الماضي، قبل أن تعود مجدداً لصالح الديمقراطيين وممثلتهم هاريس.
وتتغير أعداد الولايات المتأرجحة بشكل بسيط من انتخابات إلى أخرى، حيث كانت 5 ولايات في انتخابات 2020، وكانت لها الكلمة الفصل في الوصول بالرئيس الحالي جو بايدن إلى البيت الأبيض على حساب الرئيس السابق ترامب.
ويرى مراقبون أن الولايات الخمس: بنسلفانيا، وويسكونسن، وميشيجان، وجورجيا، وأريزونا، ما زالت “متأرجحة”، وقد يرتفع العدد إلى 7 ولايات.
تغيرات كبيرة
ويقول المحلل السياسي المختص في الشؤون الأمريكية، سعد عبدالله الحامد، إن الصراع القائم بين ترامب وهاريس في الولايات المتأرجحة يشهد تغيرات عدة.
ودلل على ذلك بأنه خلال الشهر الماضي وفقًا لاستطلاعات الرأي، ذهب دعم الولايات المتأرجحة إلى ترامب في كل من نيفادا وأريزونا وجورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، ومنها 5 ولايات حسمت النتيجة لصالح بايدن في الانتخابات الماضية.
وأضاف: لكن، مع استطلاع الرأي الأخير عندما كان بايدن منافسًا، ظهر انخفاض في شعبيته بين الشباب من الأقليات العرقية، وتحركت نتائج هذا الاستطلاع بشكل كبير لترامب في تلك الولايات التي تسببت في خسارته عام 2020، لعدة أسباب منها نتيجة المناظرة مع بايدن التي كانت لصالحه فضلًا عما خلفته محاولة اغتيال ترامب.
تأرجح مستمر
وذكر الحامد، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن التأرجح مستمر في هذه الولايات مع تغيرها مؤخرًا لصالح هاريس، إذ إنه مع آخر استطلاع وضح تفوقها بفارق نقطة على المرشح الجمهوري، لتستفيد في هذا الإطار المرشحة الديمقراطية من دعم النساء و”الملونين”، وفق التوصيفات الأمريكية.
وأشار إلى أن الصراع الرئاسي في تلك الولايات يتجه حاليًّا نحو هاريس بدرجة بسيطة فيما يراهن ترامب على ملفات تهتم بها هذه الولايات، وتتعلق بالوضع الاقتصادي والمعيشي وتحسين الأجور والاستثمارات.
وشدد الحامد على أن الولايات المتأرجحة المتقاربة في النتائج يصعب التنبؤ بمن يفوز بها بسبب انقسام السكان فيها، حيث إن الأصوات فيها متأرجحة بين الديمقراطيين والجمهوريين، ويطلق عليها أيضًا ولايات “ساحة المعركة”.
وقال إنها ستكون محل استهداف دائم من ترامب وهاريس، فضلًا عن زيارات متكررة لحملاتهما الانتخابية والتركيز من حيث حجم الدعاية، إذ تزداد أهميتها عن ولايات محسومة، ويتضح ميلها إلى المرشح الجمهوري أو الديمقراطي.
وأشار إلى أن من الممكن أن تتغير أشكال الولايات المحسومة هذه المرة بدخول ولاية جديدة أو خروج أخرى، مدللًا على ذلك بأنه في أوقات سابقة كانت فلوريدا من الولايات المتأرجحة، وهي من جاءت بالرئيس الأسبق جورج بوش الابن.
وتابع الحامد بالقول: خرجت ولايتا فلوريدا وأوهايو لتنضما إلى صفوف الجمهوريين قبل ذلك بعد أن كانتا متأرجحتين إلى حد ما في فترات سابقة، والآن في ظل التنافس الحالي بين ترامب وهاريس، من الممكن أن تنضم نورث كارولينا ومينيسوتا إلى الولايات المتأرجحة.
وبين الحامد أن الولايات المتأرجحة تتأثر بالقضايا الانتخابية المطروحة من جانب المرشحين، حيث إن هناك قضايا مطروحة داخل كل ولاية منها، وفي الأغلب تحظى هذه الولايات بأكبر قدر من النقاش في الانتخابات التمهيدية للأحزاب، ويتم التطرق لتلك القضايا بعد ذلك في مرحلة الدعاية.
ولفت في هذا الإطار إلى ولاية بنسلفانيا التي يتحدث دائمًا المرشح فيها عن قضايا الطاقة وأسعارها.
مواقف غير محددة
ومن جهته قال الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، إن سبب تسمية “الولايات المتأرجحة” يعود لأن موقفها السياسي لا يحدد نهائيًّا، ولا يستطيع أحد الوقوف على توجهها لأي أحد.
وأشار إلى أن الأمر لا يتوقف عند الولايات الخمس التي حسمت الانتخابات لبايدن في 2020، حيث إن هناك بعض الولايات الأخرى مثل فلوريدا، التي من الممكن أن تغير مسار الانتخابات.
ويؤكد يعقوب، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، أن بقية الولايات الـ50 معروف توجهها سواء “أحمر” أو “أزرق”، ويتم التركيز على الولايات المتأرجحة من جانب المرشحين لدرجة الحرص على أن يكون المرشح نائبًا للرئيس من تلك الولايات، وهذا ما قامت به هاريس مؤخرًا، عندما اختارت حاكم مينيسوتا للترشح نائبًا لها.
وقال: ستشهد تلك الولايات زيارات متعددة ومستمرة طوال وقت الحملات الانتخابية من جانب هاريس وترامب.
ولفت يعقوب إلى الملفات التي تطرح عادة من جانب المرشحين في الولايات المتأرجحة، والتي يهتم بعضها بملفات الشرق الأوسط والهجرة، لا سيما أن أغلب السكان في عدد من هذه الولايات هم من الأفارقة والآسيويين والعرب، وأيضًا الملفات التي تتعلق بالاستثمارات وفرص العمل وتحسين الوضع الاقتصادي.
وأردف: “هذه الولايات دائمًا ما تكون متمردة ومتذبذبة، وليس لها ولاء لأيٍّ من الحزبين، ولذلك يكون التركيز كبيرًا عليها من جانب ترامب وهاريس من حيث ضخ الأموال في الدعاية ونوعية الخطاب السياسي وإطلاق الوعود البراقة”.