ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، واستمرار رفض إسرائيل لمقترح وقف إطلاق النار، كشف عن استهتار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية.
وقال باتريك وينتور -في تقريره بالغارديان- إن عملية الاغتيال تظهر بوضوح لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن انعدام الفائدة من علاقتها الأمنية مع سياسي لا تتفق معه في الأساليب والأهداف، ومن المحتمل أنه يشجع انتصار غريمها دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة.
ويضيف الكاتب أنه بينما تهدف الولايات المتحدة -بشكل محدود- لتهدئة الأوضاع في غزة والمنطقة، تستمر حكومة نتنياهو بالتصعيد، مما يضع الحكومة الأميركية في موقف محرج، ويؤثر سلبا على المفاوضات، خاصة أن إسرائيل قتلت القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر في اليوم الذي سبق اغتيال هنية
إهانات مستمرة
وبجانب عدم إعلام نتنياهو حلفاءه في الولايات المتحدة عن خطته باغتيال هنية -حسب تصريحات إدارة بايدن التي شكك البعض فيها- رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الحديث عن المقترح الأميركي بوقف إطلاق النار أثناء خطابه أمام الكونغرس أواخر شهر يوليو/تموز الماضي
وكشف بايدن عن المقترح في 31 مايو/أيار الماضي، ومن أهم بنوده وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة بغزة، ودخول المساعدات.
وقال الكاتب إن الاغتيال أبرز “دونية” مكانة الولايات المتحدة في العلاقة الإسرائيلية الأميركية، مظهرا إياها بموضع التبعية.
ونقل التقرير عن مات دوس، المستشار السابق للسياسة الخارجية، قوله للسيناتور الديمقراطي البارز بيرني ساندرز “لقد شهدنا شهرا بعد شهر هذه الإهانات المستمرة من نتنياهو، وبلغت ذروتها الأسبوع الماضي، عندما جاء وتحدث أمام الكونغرس مرة أخرى، لتقويض اقتراح بايدن بوقف إطلاق النار. ومع ذلك، يرفض بايدن تغيير المسار”.
وأضاف دوس أنه بامتناع بايدن عن الضغط على نتنياهو بالتهديد من الحد بإمدادات الأسلحة الأميركية، فإنه قد ترك نتنياهو حرا في متابعة الحرب، وبالرغم من أن بايدن وعد نتنياهو بالوقوف معه إذا اندلعت حرب مع إيران أو حزب الله، فإنه عبر عن إحباطه لصحفيين قائلا إن على الإسرائيليين التحرك لتحقيق صفقة وقف إطلاق النار.
وورد في التقرير أن هيو لوفات، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وصف الاغتيالات بأنها نصر تكتيكي ولكن هزيمة إستراتيجية، مشيرا لأن “هنية كان من دعاة وقف إطلاق النار”.
وقال السفير السابق لبريطانيا في طهران نيكولاس هوبتون -كما ورد في تقرير الغارديان- إنه يخشى أن الاغتيال كان يهدف لتقويض جهود الحكومة الجديدة في إيران بإعادة بناء علاقاتها الدبلوماسية مع الغرب