تداعيات التحالفات السياسية: سقوط التيار الوطني الحر في مواجهة التحولات العسكرية والسياسية

كتبت رئيسة التحرير إنفينيتي نيوز وفاء فواز
علاقة غرامية جمعت التيار الوطني الحر بحزب الله استمرّت لأعوام لم يوقفها حقد ولا حتّى موقف، وبين السرّاء والضراء يغوص جبران باسيل في غرب محور الممانعة… إلا أن الجرّة منذ اندلاع الاشتباكات العسكرية بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية للبنان، تكبّد فريق سياسي لبناني خسارة كبيرة تمثلت في الضربة السياسية التي تلقاها “التيار الوطني الحر”. اليوم، بات هذا التيار مكشوفًا بالكامل وغير قادر على إقامة التحالفات السياسية داخل البلاد، مما يضعه في موقف ضعيف وغير مستقر.

لم تكن الصفعات عفوية بل تخطت منذ بدء الاشتباك العسكري بين “حزب الله” وإسرائيل على الجبهة الجنوبية للبنان إلى الضربة السياسية التي أصابت “التيار الوطني الحرّ”. فقد أصبح هذا التيار مكشوفًا تمامًا وغير قادر على عقد تحالفات سياسية داخل البلاد.

أحد أهم الأمور التي فقدها “التيار” في هذه المواجهة هي الثقة بينه وبين حليفه السابق “حزب الله”. رغم الخلافات القائمة، كان “حزب الله” يعتقد أن “التيار” لن يقف أبدًا، تحت أي ظرف، في موقف المعارض له خلال أي لحظة عسكرية حساسة أو اشتباك مع إسرائيل. ولكن أداء “التيار” خيّب آمال “حزب الله” بشكل كبير.

في بداية العدوان الإسرائيلي على الجنوب، قاد جبران باسيل، رئيس “التيار”، حملة إعلامية وسياسية ضد “حزب الله”. وبدت هذه الحملة أشد من مواقف خصوم “حزب الله” الذين يظهرون عداءً واضحًا له. هذا يعني أن “حزب الله” سيكون عاجزًا عن ترميم الثقة مع باسيل بشكل كامل حتى لو تم التحالف معه في المستقبل، مما يجعله خارج حسابات “حزب الله” الحالية.

باسيل لم ينجح أيضًا في بناء جسور تواصل جدّية مع خصومه السابقين في قوى المعارضة. رغم محاولاته للتقرب والتعاون معهم، لم يحصل على ثقتهم. حتى أن “القوات اللبنانية” ترفض لقاءه بشكل حاسم. هذا يجعل من الصعب إقامة تحالف متين بين باسيل والمعارضة.

إلا ان المشهدية السياسية اليوم تفرض احتمالية ابتعاد باسيل عن حليفه السابق”حزب الله” والمتعارف عليه انه الدعم السياسي في أي تسوية مقبلة. وفي الوقت ذاته، يفتقد التحالف جدّية الحوار مع المعارضة لتأمين مكاسب داخلية. لذا، هل خيارات النائب جبران باسيل والتي فرضها على نواب التيار وآخرهم إلياس أبو صعب كذلك النائب الان عون والذي لم يعرف مصيره بعد ستكون خطوة لإستبعاده سياسياً ام ان الطرح المشهدي السياسي ستكون مفاعيله إقليمية على غرار اي خلاف!

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version