مع اقتراب حلول عيد الأضحى، تبدو الحركة خجولة في سوق المواشي ومحلات الجزارة في معظم مناطق لبنان، فيما يستفسر قليلون بين القصابين عن الأسعار هذا العام في زمن تقلبات سعر صرف الدولار الأميركي الذي تشترى به المواشي المستوردة من الخارج والذي بلغ حدود مئة ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء.
كيف يبدو الوضع؟
– وصل متوسط سعر الأضحية العام الماضي إلى 200 دولار أميركي (20 مليون ليرة)، بينما يبلغ هذا العام ما بين 250 و300 دولار.
– يبلغ سعر كيلو لحم الغنم في لبنان في الأيام العادية قرابة مليون و600 ألف ليرة لبنانية (حوالي 16 دولارًا).
– عمدت كثير من العائلات إلى الاستغناء عن اللحوم الحمراء خلال أيام الشهر واستبدالها بالحبوب ولحم الدجاج لدنو ثمنها، هذا في حال توفرها.
حركة بلا بركة
يقول أبو فارس صاحب ملحمة في بلدة شبعا الجنوبية: “الأضاحي هذا العام غالية وسعر كيلو لحم الغنم من الأضحية يبلغ حوالي 6 دولارات، وهذا سعر مرتفع، حيث يبلغ سعر الأضحية إذا كان وزنها ما بين 45 و50 كيلوغرامًا حوالي 300 دولار”.
ويضيف: “في كل عام كنت أبيع حوالي 150 أضحية، وهذا العام اكتفى العديد من زبائني بالسؤال والبعض الآخر حجزوا عندي عددًا محدودًا من الأضاحي فقط”.
ويتابع: “شراء الأضاحي وإطعامها لمدة أسبوع على الأقل وتجهيزها للذبح يوم العيد أصبح مكلفًا مع ارتفاع ثمن العلف والبنزين لنقلها، وهذا ما دفعني لعدم شراء الأضاحي هذا العام، وبرأيي أن الفئة الميسورة فقط من الزبائن هي فقط من ستضحي هذا العام فقط”.
وفي المقابل، لم يجزم الجزار محمد زهرة جنوب شرق البلاد، بفتور حركة بيع الأضاحي في الأسبوع المقبل، لكنه قال لموقع سكاي نيوز عربية: “المكتوب يقرأ من عنوانه، والسوق حركة بلا بركة”.
وأضاف زهرة: “في مثل هذه الأوقات عادة يبدأ معظم التجار والجمعيات التي ترغب بأداء الأضاحي بحجز أضاحيها ودفع ثمنها مسبقًا لاستلامها في يوم العيد”.
من جانبه، يقول الجزار محمد مرعي من مدينة صيدا جنوب البلاد لموقع سكاي نيوز عربية: باتت المشاوي لمن استطاع، الزبائن تسأل عن سعر كيلو المشاوي ولا تشتريه فكيف ستشتري الخروف؟
ويتابع: “كنت أذبح أكثر من 500 أضحية فقط في اليومين الأولين من عيد الأضحى، وكانت بعض الجمعيات الأهلية تطلب مني تأمين أكثر من 300 أضحية لتوزيعها على المحتاجين”.
ويوضح: “خلال العام الجاري انخفضت نسبة ذبح المواشي في سوق صيدا بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، إذ كان عدد الذبائح يبلغ يوميًا حوالي 1500 رأس من الخراف والماعز، أما اليوم فلا يتجاوز 300 رأس فقط”.
الأسعار متفاوتة
في جولة ميدانية لموقع “سكاي نيوز عربية” في العاصمة بيروت، بدت الفروقات الكبيرة في الأسعار بين منطقة وأخرى وأحيانًا بين ملحمة وأخرى مجاورة، ممّا يُشير إلى غياب الرقابة واستغلال البعض للأزمة الراهنة.
يقول رب أسرة في دردشة مع موقع “سكاي نيوز عربية”: الضحيّة المعتادة هو المواطن اللبناني وتحديدًا الموظف في القطاع العام الذي بات راتبه لا يقدر سوى على بضع كيلوغرامات من اللحم”.
الآمال معلقة على دولار المغتربين
وسط هذا اليأس البادي على الوجوه في الشارع اللبناني هناك من وصف الأوضاع بالجيدة هذا العام، إذ أوضح أحد الجزارين في بيروت ما يلي:
– الناس يقبلون حاليًا على شراء الأضاحي، حتّى إن الأعداد المتوافرة محجوزة إنما لأفراد من المغتربين بانتظار وصولهم إلى البلاد قبل العيد.
– البعض لا يملك الدولار الفريش كالسابق، ولكن هذا الأمر لم نلمسه كتجّار هذا العام لأنّ عيد الأضحى تزامن مع وصول أموال المغتربين مع بدء فصل الصيف.
– ارتفعت الأسعار قليلًا إلا أننا نعقد الآمال على زوار لبنان والأهل في دنيا الاغتراب.
المصدر: سكاي نيوز