انفينيتي نيوز – رامي محمود 

 

ركود اقتصادي، تضخم مالي وفراغ رئاسي، امراض اصابت لبنان منذ سنتين و حتى اليوم، وانهكت جميع اركانه،فكان الضرر كبيراً شل حركة الشعب، فمن جهة لم يعد بقدرة المواطن ان يعيش في بلده، بسبب الغلاء الفاحش للسلع والخدمات، ومن جهة اخرى لم تتوفر جوازات السفر للهجرة ولمغادرة هذه البلاد.
وجاءت ازمة الضمان الصحي كضربة قاضية للمستفيدين منه، فما كان على الدولة في هذه الحالة غير ان “تدولر”الاسعار، كخطوة لحلحلة الاوضاع الاقتصادية.

فما هي سلبيات وايجابيات دولرة الاسعار؟

مع ارتفاع الدولار في السوق الموازية، ارتفعت اسعار السلع والمواد الغذائية في المحلات والاسواق، فكان هذا سبيلاً لبعض التجار واصحاب المصالح لاستغلال الازمة واكتساب الاموال من الفارق الحاصل بين اسعار السلع بالدولار وبالليرة اللبنانية، فرفعوا الاسعار بنسبة تتراوح بين 30% و40% بحجة حماية انفسهم من ارتفاع وانخفاض الدولار في السوق الموازية.
فكان الحل لدى الدولة هو في “دولرة” السلع في الاسواق لحماية المستهلك من احتكار التجار المستغلين للازمة، وفي الوقت عينه من السيطرة على السوق على الاسعار المتفلتة. اضافة الى ان التسعير بالدولار يحافظ على السعر من دون ربطه بارتفاع سعر الصرف، مع منع إضافة الهوامش بالليرة اللبنانية.
وفي حديث سابق لوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام، أكد أن “النظام المالي الماضي انتهى وتساقطت آخر حلقات الهيكل”، معتبرا ان “الدولار طالع ومتروك شو بنزلو”، مشيرا إلى ان ما يخفّض الدولار هو المعطيات الايجابية والرؤية الواضحة التي لم نشهدها حتى الساعة”.
وقد لفت سلام الى انه “معنيّ بحياة الناس ويجب أن أعالج تداعيات الإهمال وسوء الإدارة ولا يزايدنّ أحد في موضوع الدّولار”، مشيرا الى انه قاوم موضوع التسعير بالدولار لسنة وستّة أشهر ولكنه اليوم لا يترك الناس مرتهنين للفوضى والعشوائية نتيجة النظام، وهذا الاجراء سيبدأ تطبيقه مع بداية شهر اَذار (اليوم) والهدف من هذا التغيير هو حماية المواطن من خلال معرفة الأسعار الحقيقية للسلع الموجودة داخل  السوبرماركت. وتابع سلام “يمنع فرض الدفع بالدولار في السوبرماركت والفاتورة ستكون بالليرة اللبنانية حسب سعر الصرف”، مشيرا الى ان “زيادة هامش الربح سرقة وغير مقبولة”.

من جهة اخرى، وربطاص بموضوع الدولرة ورفع الاسعار، كان رفع اسعار جوازات السفر(جواز سفر لمدة خمس سنوات:1,000,000 ل.ل./جواز سفر لمدة عشر سنوات:2,000,000 ل.ل.) متنفس وشبه حل لازمة الشح في الجوازات، الامر الذي سبب مشكلة للمتقدمين بالطلب للحصول عليه ،اضافة الى ظهور السوق السوداء وبيع جوازات السفر بتسعيرة غير تسعيرة الدولة. 

في المقابل، فإن لهذه الخطوات والخطط اثر سلبي على المواطنين، فمع دولرة السلع والخدمات وفي ظل استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، بقيت اجور المواطنين والموظفين منخفضة جداً، ولم تحسم جلس مجلس النواب زيادة الأجور وبدل النقل بغية تعديل الأسعار، فكانت هذه الفجوة ازمة بحد ذاتها منعت نسبة كبيرة من الناس من تأمين اقل حاجاتهم المعيشية واساسيات حياتهم .

Share.
Exit mobile version