هل تكون “حرب الأهداف” بديلًا عن الحرب الشاملة؟

ليس تفصيلاً ان تتبنى واشنطن معادلة حزب الله لانهاء الحرب على الجبهة الجنوبية «توقف العدوان الاسرائيلي على غزة يعني تلقائيا توقف الحرب على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة».. بطبيعة الحال، يعلم الاميركي ان الطريق لمنع توسع الحرب تمر من خلال تطبيق معادلة حزب الله ، والا فان الحزب ذاهب في مساندته غزة حتى النهاية حتى لو كلف الامر توسع المواجهات الى حرب شاملة،وهذه الرسالة، تبلغها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين عبر جهات سياسية لبنانية رفيعة المستوى في زيارته الاخيرة للبنان ، وهذا ما دفع واشنطن وفي معلومات موثوقة جدا الى ابلاغ الجهات ذاتها ان لا توسيع للحرب في لبنان مهما كلف الامر وان واشنطن تبذل جهدها لمنع تدحرج الامور ، وان هناك توجها لابرام تسوية بين حماس والعدو الاسرائيلي تسمح بانهاء العدوان على غزة خلال الشهرين المقبلين على ابعد تقدير وفقا لمقترح الرئيس الاميركي جو بايدن مما يفتح المجال امام انهاء المواجهات على الحدود الجنوبية،

وكشف مصدر دبلوماسي عن اتفاق غير رسمي، او غير منجز بعد، حول كيفية تطبيق القرار ١٧٠١ حمله الوسيط الاميركي في زيارته الاخيرة للبنان، ومن المنتظر ان يزور هوكشتاين لبنان مجددا اواسط شهر تموز /يوليو المقبل.

وفي الموازاة، كشفت المعلومات التي نقلها المصدر عن تكثيف التنسيق الاميركي – القطري الرامي الى انجاح مساعي قطر مع حماس لاقناعها بالقبول باقتراح الرئيس بايدن لانهاء الحرب في غزة خوفا من توسعها الى لبنان، كاشفا عن تواصل القطريين مع اكثر من جهة لبنانية للبحث في امكانية توسط حزب الله لدى حماس لاقناعها بالاقتراح.

ولكن في المقابل، حذر المصدر من ان الحديث عن كبح واشنطن جماح العدو الاسرائيلي بعدم توسيع الحرب ليس دقيقا بالمطلق، اذ تشير المعلومات والرسائل والمعطيات الى احتمالية نشوب «ميني حرب» او بمعنى اوضح توسيع للضربات من الطرفين بعيدا عن القواعد المعمول بها حاليا، ملمحا بطريقة او باخرى الى امكانية استهداف مرافق حيوية او مجمعات سكنية او بنى تحتية.

وفقا للمصدر ذاته ،ليس هناك ما يمنع العدو من ارتكاب حماقات تدفع بالمواجهات الى الحرب الشاملة،ولكن في مراجعة دقيقة لموقف واشنطن الداعم لانهاء الحرب في غزة ، فاننا نعتقد بأن لا مصلحة لواشنطن او تل ابيب وحتى الاوروبيين والعرب بتوسع الحرب لان ذلك سيقود الى انفجار كامل في المنطقة والى عدم اقتصارها على لبنان والكيان الاسرائيلي، بل ستجر معها كل دول الاقليم.

ومن موقع المراقب،اكدت مصادر لبنانية مهمة اننا نقف اليوم على منعطف خطير جدا بين الحرب واللاحرب، نحن في مرحلة خطيرة ودقيقة جدا ،وفي اية لحظة قد تتدحرج الامور الى اوسع مما هي عليه اليوم، محذرا :نحن لا نقول باننا ذاهبون الى الحرب الشاملة ولكن اي خطأ في التقدير سيقود الى صيف ساخن جدا جدا على الجبهتين.

منال زعيتر – اللواء

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version