صحيفة أميركية: إسرائيل تخلق “منطقة ميتة” في لبنان
أفادت البيانات التي جمعتها صحيفة فايننشيال تايمز إلى أنه مع تعثر المفاوضات الدبلوماسية، استخدم الجيش الإسرائيلي القوة لخلق واقع جديد على الأرض في لبنان. وقد أدى القصف الجوي شبه اليومي والقصف المدفعي واستخدام الفسفور الأبيض الكيميائي الحارق إلى جعل جزء كبير من مسافة 5 كيلومترات شمال الخط الأزرق غير صالح للسكن.
حيث تشير الصحيفة إلى أن الأضرار البنيوية والتدهور البيئي والضرر الاقتصادي خلفت شريطاً من الأرض يشبه “المنطقة الميتة” التي تريد إسرائيل إقامتها في لبنان.
ونزح أكثر من 95 ألف شخص قسراً في جنوب لبنان، وفقاً للأمم المتحدة. وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 90 مدنياً و300 من مقاتلي حزب الله، وفقاً لإحصائيات صحيفة فايننشيال تايمز، وهو عدد أكبر من القتلى في الحرب الوحشية التي استمرت شهراً في عام 2006.
في جميع أنحاء الجنوب، تم تسوية أكثر من 3000 منزل بالكامل بالأرض، مع تعرض 12000 منزل آخر لأضرار متوسطة المستوى، وفقاً لهاشم حيدر، رئيس المجلس الجنوبي اللبناني.
وقال حيدر، إلى جانب أكثر من 12 مسؤولاً محلياً وسكاناً، لفايننشيال تايمز، إن المنازل السكنية كانت الأكثر تضرراً، بما في ذلك العديد منها التي ليست لها صلات بالمقاتلين.
وقال حيدر إن أكثر من 12 مليون متر مربع من الأراضي الزراعية تضررت. ذبلت بساتين الزيتون ومزارع الموز والحمضيات. وقد تم قتل الماشية وتدمير خلايا النحل.
وأضاف حيدر لفايننشيال تايمز، إن تكلفة الأضرار تجاوزت 1.7 مليار دولار، ما يزيد من مشاكل لبنان المالية.
ويقوم حزب الله بتوزيع مبلغ يتراوح بين 200 و300 دولار شهرياً لكل أسرة، بعد أن كان 100 دولار عند بداية الأعمال العدائية، إلى جانب سلال الغذاء، وفقاً للصحيفة البريطانية.
قال قاسم قصير، المحلل المتابع لحزب الله، لفيننشيال تايمز: “حتى الآن، استخدم حزب الله 10% فقط من قدراته”. وأشار إلى وجود بعض الإحباط بين القاعدة الشعبية إزاء ما يسمونه القتال “الفاتر” الذي يشنه حزب الله .