التواجد العسكري الفلسطيني في الناعمة يعالج بهدوء بتعاون القيادة العامة
قضية الوجود العسكري لـ ««الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة»، في محلة الناعمة جنوب بيروت ليست بالامر الجديد، وهي مستمرة من عقود من الزمن. الا ان الذي حركها شكوى من أبناء المنطقة منذ عامين، لاسيما من ابناء بلدتي الناعمة والدامور المتضررين من هذا التواجد المانع لهم من استثمار آلاف الامتار من اراضيهم.
في معلومات خاصة بـ«الأنباء» من مصدر مسؤول، قال الاخير: «تواصل وفد مشترك من أبناء البلدتين وبلدية الدامور منذ اكثر من عامين مع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وطرح هذه المشكلة، طالبا تدخل المديرية لإيجاد حل لقضية العقارات التي تتواجد فيها الجبهة الشعبية، خصوصا ان مالكيها حرموا من استثمارها فترة طويلة من الزمن بسبب الحروب التي مرت على تلك المنطقة. وأخذت مديرية المخابرات الامر على عاتقها، وبدأ فريق عمل من المديرية التواصل مع القيادة العامة ومسؤوليها الأمنيين والعسكريين. وبعد سلسلة لقاءات أبدوا جميعهم مرونة وتجاوبا مع المطالب المحقة لمالكي العقارات، بحيث تم نقل الرسائل والمطالب إلى الأمين العام للجبهة الشعبية طلال ناجي. وسبق هذه الاجتماعات تحديد فريق المتابعة في المديرية جميع العقارات التي يجب تمكين اصحابها من العودة اليها واستثمارها، خصوصا انه لا حاجة أمنية للجبهة الشعبية ببقاء هذه المساحات من الاراضي تحت سيطرتها».
وأوضح المصدر انه «بعد جلسات متلاحقة أقر الجانب الفلسطيني بوجوب إعادة العقارات التي لا حاجة أمنية لها إلى مالكيها، على ان تتم إعادتها على مراحل، وتبلغ مساحتها الاجمالية 196 ألف متر مربع. وأخلت الجبهة في المرحلة الاولى بقعة تبلغ مساحتها 16928 الف متر مربع، قام فوج الهندسة في الجيش بالكشف الميداني عليها وعمد إلى تنظيفها عبر الاستعانة بالمكتب الوطني لنزع الالغام بالتعاون مع منظمة «ماغ». وفي المسح الاولي تم العثور على عدد من الألغام وقذائف غير منفجرة. ويتطلب العمل ثلاثة أشهر للانتهاء من تنظيف كامل البقعة قبل تسليم العقارات فيها إلى أصحابها».
وأكد المصدر على «ان تعاون الجبهة الشعبية كان ايجابيا، وستستكمل الاجتماعات لتحديد البقع الاخرى التي ستخليها الجبهة ليتم تنظيفها من الالغام والقذائف من مخلفات الحرب والاعتداءات الإسرائيلية التي كانت تضرب اهدافا لها في الانفاق وجوارها، علما انه يوجد في هذه المنطقة ستة أنفاق للجبهة. ونتيجة الغارات الحربية عليها خرج من الخدمة أربعة انفاق بعدما أقفلت مداخلها نتيجة تلك الغارات. ولاتزال الجبهة تشغل نفقين فيهما بعض الذخائر، كما يتواجد فيهما عدد قليل من عناصر الجبهة».
إشارة إلى انه مع مرور الزمن، انتفت الضرورات الامنية والعملانية لبقاء تلك الاراضي تحت سيطرة عناصر «الجبهة الشعبية» في الناعمة، بعدما تم سحب القسم الاكبر من العتاد والعديد إلى منطقة قوسايا عند الحدود السورية. الا ان الاتفاق كان على التسليم التدريجي والآمن للاراضي، ووفق منهجية ستؤدي إلى إعادة العقارات إلى أصحابها.
وشدد المصدر على «اهمية روح التعاون والتنسيق التي تبديها الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة وأمينها العام طلال ناجي، مع تثمين بادرة حسن النية تجاه أهالي بلدتي الناعمة والدامور، والتي تنم عن رغبة وإرادة بإيجاد حل نهائي لهذه القضية التي طال انتظار معالجتها».
وتابع المصدر: «المهم بقاء الامر بعيدا من الاعلام، ليس لإخفاء حقائق، انما كون هذا الملف لا يعالج تحت ضغط الاعلام والمواقف السياسية، بل بهدوء وتعاون وروية، وهذا ما حصل حاليا».
ولفت المصدر إلى ان «ابناء المنطقة، لاسيما بلدتي الناعمة والدامور، يضعون هذا الملف في عهدة مديرية المخابرات في الجيش، وهم على ثقة بالوصول إلى الخواتيم المرجوة».
المصدر – الأنباء الكويتية