اسبوع شغور اضافي ومبادرة اشتراكية…القوات: الحوار مهزلة وغش الراعي: لبنان ساحة تصفية حسابات والعبسي: ننزلق الى انشاء مقاطعات غارات واستهدافات اسرائيلية جنوبا والحزب يسقط مسيرة هرمز
اسبوع شغور اضافي ومبادرة اشتراكية…القوات: الحوار مهزلة وغش
الراعي: لبنان ساحة تصفية حسابات والعبسي: ننزلق الى انشاء مقاطعات
غارات واستهدافات اسرائيلية جنوبا والحزب يسقط مسيرة هرمز
فيما الرئاسة قابعة في ثلاجة الانتظار وجبهة الجنوب تلتهب بنيران الاستهدافات الاسرائيلية، تبقى الساحة الداخلية في حال من الترقب لأي مبادرة او اقتراح حل يمكن ان ينبثق من رحم توافق داخلي بعيد المنال او خارجي من بوابة بصيص امل بوقف النار في غزة. وفيما يتوقع ان يتحرك اللقاء الديموقراطي في اطار طرح مبادرة رئاسية جديدة تحت عنوان الخيار الثالث، قالت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”المركزية” ان من حقّ فريق الممانعة ان يتمسّك بمرشحه الرئاسي، ولكن ليس من حقه إطلاقا ان يعطِّل الدستور ويمنع الانتخاب ويُبقي البلد بحالة شغور، واعتبرت ان مهزلة الحوار الذي تدعو إليه الممانعة من أكبر عمليات الغش السياسي التي عرفها لبنان، لأن الانتخابات الرئاسية تحصل إما بالانتخاب او بالتشاور البعيد من الأضواء او من خلال مبادرات تقودها قوى وكتل بحثا عن توافق على خيار رئاسي، ولكن لم تحصل يوما انتخابات عن طريق طاولة حوار تستخدم كشماعة لتعطيل الانتخابات الرئاسية.واعتبرت المصادر ان فريق الممانعة العاجز عن انتخاب مرشحه يعمد إلى تغطية تعطيله الانتخابات الرئاسية بالدعوة إلى مهزلة حوار يريد منها أيضا تكريس وصايته على رئاسة الجمهورية، فيما الحوار في البلد “شغال، وكل القوى تلتقي بشكل أو بآخر مع بعضها البعض، وقد حصلت عدة مبادرات في هذا الاتجاه بدءا من الخماسية وصولا إلى كتلة الاعتدال واصطدمت جميعها بحائط الممانعة التعطيلي نفسه.
أسماء مغلوطة: في السياق، رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن “المقاطعة الناتجة من عدم الثقة بين اللبنانيين هي سيدة الموقف اليوم، لذلك لا يجرؤ احد على المبادرة الى فتح حوار وطني صريح وصادق يتفوّق على كل المصالح الشخصية والفئوية، وكذلك لا يرى احد جدوى من تلبية دعوة الى حوار لا يغوص جدّيًا في جوهر نقاط خلافية تراكمت حتى تحولت الى قنابل موقوتة”.وسأل في مؤتمر “التجدد للوطن” بعنوان “من لبنان الساحة…الى لبنان الوطن”، من واجهة بيروت البحرية: “أما آن الاوان لنكون رجال دولة حقيقيين لا نقيم اعتبارًا الا للبنان السيد الحر المزدهر، لبنان الرسالة والنموذج للشرق كما للغرب، فنبادر فورًا الى انتخاب رئيس للجمهورية يقود حوارًا وطنيًا مخلصًا للبنان يعيد الثقة ويضعنا على السكة الصحيحة لترسيخ الاستقرار ولاعادة البناء على الصعد كافة، وابرزها السياسية والمالية والاقتصادية والقضائية والامنية؟” وتابع: “نَشأَت في الأوساطِ اللبنانيّةِ “كانتونات” مُغلقةٌ تُمارس حياتَها الخاصّةَ والعامّةَ بمنأى عن المجتمعِ اللبنانيِّ الفسيح. إنها “كانتوناتٌ اجتماعيّةٌ” تتداولُ في كيفيةِ تسييسِ ذاتِها وإعطائِها حالةً شرعيّةً. لكنَّ الفرقَ شاسعٌ بين كانتونات النوادي المغلَقةِ وبين الكانتوناتِ الدستوريّة. أمسى لبنان بلدًا طبقيًّا من دونِ صراعٍ طبقيٍّ. فئاتُه الاجتماعيّةُ كَوَّنت طَبقاتٍ ذاتيّةً تُمارسُ نمطَ حياةٍ خاصًّا من دونِ أن تتصارعَ اجتماعيًّا وأمنيًّا، ولا حتّى سياسيًّا. وحين انتفضَ الشعبُ وتَظاهرَ وقَطعَ الطرقاتِ من أجلِ تحسينِ شروطِ حياتِه اليوميّةِ، إِنما انتفَضَ ضِدَّ لا أحدَ، وضِدَّ عناوينَ مغلوطة. وحين اختارَ في الانتخاباتِ مُمثلِّيه غالِبًا ما اختارَ الأسماءَ المغلوطةَ أيضًا. إذا كانت هذه الأفكارُ تراودُ البعضَ فلأنَّ لبنان كان ـــ على شوائبِه ـــ بلدَ النهضةِ وباتَ بلدَ الانحطاط، وكان بلدَ البحبوحةِ وأصبحَ بلد البؤس، وكان بلدَ الحريّةِ وصارَ بلدَ الفوضى”.وقال: “كثُرت في الآونِة الأخيرةِ طروحاتٌ دستوريّةٌ مختلفةٌ من أجلِ إيجادِ صيغٍ دستوريّةٍ تُعيد الأملَ إلى الحياةِ في لبنان من دون أن تقضيَ على كيانِ لبنان. تَعتقد هذه الفئاتُ أنّها صَبرت كثيرًا على الصيغةِ القائمةِ وأعْطَتها جميعَ حظوظِها، فيما فئاتٌ أخرى، من كلِّ الطوائفِ أيضًا، تَعتقدُ أنَّ المراحلَ الصعبةَ باتَت وراءَنا والصيغةَ الحاليّةَ ستَستعيدُ تألّقَها، ولا داعٍ بالتالي للبحثِ عن صيغٍ جديدة. لكن سَها عن بالِ هؤلاء أنَّ تألُّقَ الصيغةِ اللبنانيّةِ يَتعذّرُ بمنأى عن انتظامِ الاستقرارِ السياسيِّ والأمنيِّ والكيانيِّ في سائرِ دولِ الشرقِ الأوسط. تَطوّرُ المجتمعِ اللبنانيِّ جاء متنافِرًا. فئاتٌ كانت بعيدةً عن الفكرةِ اللبنانيّةِ صارت تُدافعُ عنها، وفئاتٌ أخرى كانت قريبةً منها ابْتعدَت عنها. تَجاهَلتْها وتَجهّلَت، والتحقت بأفكار أخرى لا تَـمُتُّ إلى الفكرةِ اللبنانية، حتى باتَ التوفيقُ بينهما مستحيلًا”.
توافق الطوائف: من جهته، قال بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي: في الحديث عن العناصر التي يتأسّس منها الوطن، للبنانَ عنصرٌ خاصّ هو ما نستطيع أن نسمّيه التوافقيّة الطائفيّة، توافق الطوائف والمذاهب التي يتألّف منها لبنان على العيش معًا في وطن واحد لكنّ الخطر الكامن الدائم في هذه التوافقيّة الطائفيّة هو أن تنقلب إلى فكر طائفيّ بحيث لا تعود توافقًا بل تباعدًا، بل هدمًا للدولة حاضنة المجتمع التي لا يمكنها العيش لا هي ولا المجتمع بدون مؤسّسات وأنظمة وأعراف. بعد أن نكون أنشأنا وطنًا ننزلق إلى أن ننشئ مقاطعات إو إمارات أو ساحات. النظام الطائفيّ شيء والفكر الطائفيّ شيء آخر. النظام الطائفيّ مشروع انفتاح وتقبّل للآخر وإثراء، أمّا الفكر الطائفيّ فهو مشروع انكماش وتعصّب ورفض للآخر وفقر. النظام الطائفيّ يسعى إلى أن يكون الوطن بخير وينشّئ على التفكير والعمل الجماعيّ، أمّا الفكر الطائفيّ فيسعى إلى أن تكون المصلحة الشخصيّة مؤمّنة وينشّئ على التفكير والعمل الفرديّ. قد يكون الأفضل أن نتخلّى عن النظام الطائفيّ وقد يكون ذلك حلمًا عند البعض أو مطلبًا عند البعض الآخر، إنّما إلى أن يتحقّق الحلم والمطلب علينا ألّا ننساق إلى الفكر الطائفيّ الذي يقود في رأينا إلى الانتحار عاجلًا أو آجلًا وألّا نزرعه في عقول أبنائنا وقلوبهم. أضف إلى أنّ التجربة اللبنانيّة لا يكتمل نجاحها سوى بصونها من الداخل ومن الخارج. من الداخل بتمتين الوحدة والوفاق الذي صار له مرتبة دستوريّة بموجب وثيقة الوفاق الوطنيّ، ومن الخارج بالعمل على إبعاد لبنان عن الصراعات”.وسأل: “هل من الضروريّ القول في الختام إنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو بداية استعادة الثقة بعضُنا ببعض وبلبنان؟ إنّه الخطوة على طريق العودة الى حضن الوطن”.
عدوان اسرائيلي: في المستجدات الميدانية، تعرضت بلدة الخيام في مرجعيون لقصف مدفعي، واستهدفت مسيرة آلية عند منطقة جبل وردة في مركبا، لم تسفر عن وقوع اصابات. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية في بلدة مجدل سلم، قضاء مرجعيون، وعملت فرق الهيئة الصحية الإسلامية على نقل اصابتين من مكان الغارة. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي، قرابة الأولى بعد الظهر عدوانا جويا، حيث شن غارة مستهدفا منطقة دردريه الواقعة بين بلدتي حومين الفوقا وعين قانا للمرة الثانية، خلال اقل من 24 ساعة بعدما استهدفت الليلة الماضية.ونفذت مسيرة غارة استهدفت محيط مسجد بلدة بارين الحدودية في القطاع الغربي. وقرابة الأولى وخمس دقائق نفذت مسيّرة عدوانا جويا، حيث شنت غارة بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية على طريق عام حاروف -جبشيت قرب صيدلية دياب.
عمليات “الحزب”: من جهته، أسقط “حزب الله” طائرة مُسيرة إسرائيلية فوق منطقة ديركيفا – جنوب لبنان.وأعلن في بيان، ان مجاهدي المقاومة الإسلامية كَمَنَوا لمسيرة من نوع هرمز 900 واستهدفوها بالأسلحة المناسبة فوق الأراضي اللبنانية حيث تم إسقاطها”.ونشر الاعلام الحربي المقاومة الاسلامية حزب الله|، ، مقطع فيديو يظهر بطاقة هدف الطائرة المسيّرة الإسرائيلية “Hermes 900 – كوخاف”.وفي سياق متصل، أفادت اذاعة الجيش الإسرائيلي ان المسيرة التي أسقطت واحدة من أكبر وأغلى الطائرات التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي.وأشار الجيش الإسرائيلي الى ان “هذه المرة الرابعة التي يتمكن فيها حزب الله من إسقاط مسيّرة هجوميّة منذ بداية الحرب”. من جهة أخرى، أعلن الاعلام الحربي في حزب الله أن عناصر الحزب استهدفوا عند الساعة 07:45 صباحا موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. وشنت المقاومة الإسلامية هجوماً جوياً بمسيرات انقضاضيّة على التموضع المستحدث للفصيل المدرع شمال ثكنة يفتاح استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضباط العدو وجنوده وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة”. وأضاف في سلسلة بيانات ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع المرج بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها. كما استهدفوا مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ بركان ثقيلة وأصابوه إصابة مباشرة مما أدى إلى اندلاع النيران فيه وتدمير جزء منه، بالاضافة الى استهداف مبنى يتموضع فيه جنود العدو في مستعمرة نطوعة بالأسلحة الصاروخية. كما استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 11:25 من صباح اليوم مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر وانتشارًا لجنوده في محيطها بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة.
حرائق في اسرائيل: في المقابل، إندلع حريق كبير داخل مقر قيادة اللواء الشرقي 769 (معسكر جيبور) في مستوطنة كريات شمونة المحاذية للحدود اللبنانية – الإسرائيلية، بعد سقوط صاروخ ثقيل تمّ إطلاقه من جنوب لبنان.ووصفت تقارير إسرائيليّة الأضرار داخل المقر المُستهدف بـ”الجسيمة”. وأفادت القناة 12 الإسرائيلية عن سقوط قذيفة صاروخية دون وقوع إصابات أو أضرار في محيط يفتاح وحرمون في الجليل الأعلى، وانفجرت صواريخ اعتراضية فوق ميس الجبل.
لاستقرار مستدام: ليس بعيدا، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية “بتصريحات رئيس الولايات المتحدة الاميركية جو بايدن حول ضرورة وقف الحرب في غزة، وإنسحاب اسرائيل من القطاع، وتبادل الأسرى، وترى فيها فرصة ونافذة لتطبيق حل الدولتين المبني على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت لعام ٢٠٠٢. كما شجعت الوزارة كافة مبادرات السلام المرتكزة الى العناصر المذكورة أعلاه”.
ودعت الوزارة في بيان، “الى أهمية أن تتضمن كافة المبادرات المتعلقة بإعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية اللبنانية التطبيق الشامل لقرار مجلس الأمن ١٧٠١. فلقد عانى اللبنانيون كثيرا”، ودفعوا أثماناً غالية بسبب تطبيق أنصاف الحلول، بدل البحث عن حلول دائمة تحفظ السلم والأمن الإقليميين. كذلك، حان الوقت لانسحاب إسرائيل من ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وإنسحابها الى الحدود اللبنانية المعترف بها دوليا”، ووقف خروقاتها البرية، والبحرية، والجوية، من أجل الوصول الى مرحلة إستقرار مستدام في جنوب لبنان”.
وزير يلوّح بالاعتكاف: في مجال آخر، لوّح وزير المهجرين عصام شرف الدّين ، بورقة الاعتكاف وتسليم المهام إلى وزير الصّناعة، معلناً انه تواصل معه ووضعه في الأجواء لكنّه ينتظر اجتماع الحكومة المقبل ومصير قوافل العودة.ووصف الحكومة بحكومة عرقلة الاعمال وليس تصريف الأعمال من أزمة الطوابع المالية الى النافعة والميكانيك الى الدوائر العقارية والاملاك البحرية، وقال: “أنا موجود على مضض في هذه الوزارة”.وأوضح ان لا خطّة لإعادة النّازحين إلى بلادهم و”ما تقدّم به الوزير عبد الله بو حبيب في مؤتمر بروكسيل وتم عرضه في خلال الجلسة الاخيرة هو سلسلة مطالب تقدم بها لبنان فقط، ولم يتم التوافق عليها مع المفوضية على عكس ما قال الرّئيس نجيب ميقاتي، فيما الاتحاد الاوروبي ما زال متمسكاً بموقفه الرّافض عودة النّازحين الى بلادهم”. وأكّد أنّ “الداتا التّي تقدمت بها المفوضية منقوصة”، وقال: “هناك إضاعة للوقت، والمفوضية أصبحت المشكلة بدلاً من ان تكون مفتاح الحل”. ووصف المليار يورو بانها رشوة لإبقاء النازحين وتحويلنا الى حرس حدود.
مغادرة ووصول: على خط آخر، وفيما غادرت السفيرة يوانا فرونتسكا بيروت عائدة الى بولندا، وصلت جينين هينيس-بلاسخارت، المعينة حديثا في منصب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان وذلك لتولي مهام منصبها الجديد. وستشغل هينيس-بلاسخارت منصب رئيسة بعثة مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان.