يواجه اللبنانيون عاصفة غلاء تضرب مختلف المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية وخاصة الخضار والفاكهة، وسط توقعات بأن تزداد قوتها في الأيام المقبلة على وقع الارتفاع الكبير والسريع لسعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي تخطى عتبة 82 ألف ليرة لبنانية.

وفي وقتٍ تستعد المتاجر للتسعير بالدولار بناءً على قرار وزارة الاقتصاد والتجارة، كان لافتاً بلوغ سعر كيلو البصل 75 ألف ليرة وتجاوزه في بعض المناطق اللبنانية 80 ألف ليرة، بينما كان لا يتخطى قبيل اندلاع الأزمة الاقتصادية عام 2019 نحو ألف، و9 آلاف ليرة يوم كان الدولار بـ30 ألف ليرة، الأمر الذي جعل منه مادة دسمة على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تحوّل إلى ترند عبر “تويتر”، تفاعل معه الناشطون بغضب وامتعاض ممّا وصلت إليه الحال في البلاد، وجعلت أبسط المواد الأساسية بسعر الكماليات.

فلم تعد الكهرباء المقطوعة ولا تسعيرة المولدات الخاصة ولا أسعار المحروقات ولا حتى زلزال تركيا وسوريا ولا الهزة التي هزت أبدان اللبنانيين، هي ما يقلق اللبنانيين الذين انزلق مستوى معيشتهم الى قعر البحر. البصل سيد الساحة بعدما ارتفعت أسعاره بشكل خيالي.

لم يكن البصل، الخضار الوحيد الذي حلق في الأعالي بل الخس والبندورة والبطاطا.. فقد أصبح صحن السلطة الذي كان بي الفقير، للأغنياء فقط.

لم يكن اللبنانيون يتصورون يوماً أن يتدلل عليهم البصل ويذلهم الى هذا الحد. أبو ريحة انتظر طويلاً حتى حانت ساعة الانتقام. كانوا يتجنبونه في لقاءاتهم ويخبئونه كي لا يفسد روائح منازلهم ويلعنونه عند تقطيعه لحدته التي تبكيهم. كانوا يكرهونه رغم حاجتهم الماسة اليه في غذائهم ومعرفتهم بفوائده العظيمة.

لماذا ارتفع سعر البصل؟
 طبعاً، هناك ارتفاع مرتبط بارتفاع سعر الدولار الذي يقفز أيضاً قفزات واسعة في ظل عجز تام للطبقة السياسية والمنظومة المالية والمصرفية، لكنّ هناك أيضاً أسباباً أخرى يجري تداولها.
 يقول المتابعون إن السوق اللبناني أُفرغ من كميات كبيرة من البصل المخزن في البرادات والمستودعات. بين ليلة وضحاها طار المخزون، أو خبّئ. شاحنات نقلت الى سوريا لإغاثة المنكوبين في الزلزال، وهذا جزء من تحمل اللبنانيين جميعاً جزءاً من تبعات أهوال الزلزال، لكن الخطير ما يحكى عن تصدير جزء من المخزون الى بلدين عربيين آخرين من أجل تحقيق مكاسب مادية وغير مادية. 

 كان البصل يُبكي أثناء توافره واستخدامه في مطابخ اللبنانيين، وها هو اليوم يُبكيهم في غيابه بعدما أصبحت ليرتهم “بتسوى قشرة بصلة”.
 

Share.
Exit mobile version