أسبوع محطات ساخنة يلفح انتظارات لبنان
ستتجه الأنظار في لبنان مع مطلع الأسبوع المقبل الى تطورين منتظرين يتصلان بأبرز الأزمات المتصلة بالواقع اللبناني الراهن وهما أزمة النزوح السوري المتعاظمة من خلال انعقاد مؤتمر بروكسيل “لدعم مستقبل سوريا والمنطقة” الإثنين والذي تواكبه هذه السنة تحركات احتجاجية غير مسبوقة تنظمها “القوات اللبنانية”، وأزمة الفراغ الرئاسي المفتوحة من خلال الزيارة السادسة التي سيقوم بها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبيروت يومي الثلثاء والأربعاء . وفي انتظار هذين التطورين وما قد يفضيا اليهما من نتائج وأجواء ومناخات تتصل بكل من الأزمتين عادت الى الواجهة في الساعات الأخيرة معادلة ارتباط الساحة الجنوبية ميدانياً وديبلوماسياً بحرب غزة في ظل المعلومات الطارئة عن استِتئناف المسار التفاوضي في شأن وقف الحرب في غزة، إذ إن هذا التطور صار يعني لبنان بقوة الربط القسري للمواجهات الدائرة بين إسرائيل و”حزب الله” منذ 8 تشرين الأول الماضي. ولذا سيشكل هذا التطور بدوره زاوية اهتمام كبيرة للبنان لرصد ما سينتج عن المفاوضات الإقليمية الجديدة وإمكانات انعكاسها على ساحة الجنوب اللبناني.
وقد أكدت المعلومات أمس أنه من المقرر أن تستأنف خلال أيام مفاوضات الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
ونقلت “رويترز ” عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه أن قرار استئناف المحادثات جاء بعد اجتماع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ورئيس وزراء قطر التي تشارك في الوساطة.وتابع المصدر “في نهاية الاجتماع، تقرر أن تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع بناء على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر وبمشاركة أميركية نشطة”.
من جهته كشف موقع “يديعوت أحرنوت” أن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل بناء على مقترحات الوسطاء. كما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الوسطاء قدموا مقترحا جديدا لصفقة تبادل، مشيرة إلى أن مباحثات باريس هدفت إلى بناء أرضية تتيح التقدم في المفاوضات.
وأفاد مراسل موقع أكسيوس الأميركي ديفيد باراك، أن واشنطن فوجئت بالإعلان الإسرائيلي عن استئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن في غزة. ونقل باراك عن مصدر أميركي مطلع على تفاصيل اجتماع باريس، قوله: “إنه تم إحراز تقدم في المحادثات بين مدير وكالة المخابرات المركزية بيرنز ومدير الموساد ورئيس وزراء قطر، وأنه تمت مناقشة إمكانية استئناف مفاوضات الرهائن، لكن لم يتم التوصل إلى أي جديد”.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الأطراف المشاركة في المفاوضات فوجئت بإعلان استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل، حيث لم يتم تحديد موعد مسبق لهذه العملية حتى الآن.
من جهته قال مصدر مصري رفيع المستوى لوسائل إعلام مصرية، إن القاهرة تواصل جهودها لإعادة تنشيط مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين. وتعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى أكثر من مرة، مع عدم قدرة الجانبين على التوصل إلى تفاهمات بشأن القضية الأساسية في المحادثات. وبينما تصر إسرائيل على وقف مؤقت لإطلاق النار ومواصلة القتال بعد ذلك بهدف القضاء على حركة حماس في غزة، فإن حركة حماس تطالب بوقف دائم لإطلاق النار وتتعهد بالبقاء في السلطة. وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن المفاوضات الأسبوع المقبل ستستند إلى المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل وليس حركة حماس، وفقا لمصادر مطلعة. ومن المقرر استئناف مفاوضات الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، خلال أيام، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وفقا لمصادر مطلعة.
المصدر – النهار