أوباما: إيران ليست مسلمة وتعاوَنّا معها للقضاء على الإسلام السنّي
كتب عوني الكعكي: صحيح ان حكم الرئيس الأميركي باراك أوباما انتهى منذ 7 سنوات، وصحيح أيضاً اننا كنا نظن أنه بعد وصوله الى الحكم سيكون متعاطفاً الى حدّ ما مع العرب والمسلمين، ولكن تبيّـن بالممارسة، أنه عمل عكس ذلك، وهذا ليس اتهاماً بل هو واقع ومؤكد.
وكي نؤكد على ما نقول، لا بد من التوقف عند التصريح الذي أدلى به عند نهاية عهده، حيث أعلن بكل صراحة انه مع الفرس ضد العرب… وبكلام أوضح انه مع دولة إيران لأنها ليست دولة “مسلمة” كما تدّعي، وأنه تعاون معها للقضاء على الاسلام السنّي في المنطقة.
وهنا لا بد أن نتذكر ما قاله العاهل الأردني عبدالله بن الحسين حين حذّر من مخطط الهلال الشيعي.
وفي النهاية فإنّ ما حدث أيام أوباما هو تدمير لدول العراق وسوريا ولبنان واليمن، هذا ما اعترف به باراك أوباما.
ودّع الرئيس الأميركي الأسبق أوباما البيت الابيض عند انتهاء ولايته فقال كلاماً خطيراً… وخطيراً جداً. فماذا قال:
أعزائي الأميركيين،
وأنا أودّع البيت الأبيض بعد ثماني سنوات من الخدمة، أود أن أتناول قضايا تهم الأمة… لقد كانت بلادنا في اللحظة التي انتخبتموني فيها رئيساً، تقف على مفترق طرق. فأولادنا كانوا على خط النار في العراق وأفغانستان، واقتصادنا يعاني من ركود، إذ بلغ عجز الموازنة تريليون دولار، وبلغت نسبة البطالة %8.
ومن خلال مشاريع ناجحة كقانوني التحفيز والوظائف، وجد ملايين الأميركيين فرص عمل، وأعدنا البطالة الى ما دون %5، وانخفض سعر البنزين الى %80 لليتر الواحد، وأصلحنا “وول ستريت”، وأزحنا بن لادن عن المشهد، ومنعنا إيران من صنع قنبلة نووية.
لكن ثمة أشياء لا بد من الإفصاح عنها في هذه اللحظة، فعندما تسلمت منصبي عام 2009، كانت قوى الشر مستمرة في محاولاتها للنيل من أميركا، وكان عليّ أن أقود سفينتها بين عواصف رعدية لأصل بها الى شاطئ الأمان. نجحت إدارتي في الخروج من العراق… لكننا أبقينا على وجود لنا فيه، وجعلناه قسمة بين ميليشيات شيعية تقمع السنّة وتأخذه بعيداً عن محيطه العربي. وينبغي ألا ننسى أنّ العهدين القديم والجديد حدّثانا عن خطر العراق اليوم، وعن عقوبة الرب لطغاة ذلك البلد.
وقد بدأ من كان قبلي في تحريرها، وأكملت المهمة حتى لا تتكرّر جرائم وحشية كالأسْر البابلي لليهود.
كما عملت إدارتي على تطوير برنامج الطائرات من دون طيّار، للقضاء على مرتكبي التطرّف العنيف في باكستان واليمن والصومال وسوريا، فجرى التخلص من 5000 مسلم إرهابي، كان أخرهم 150 من “حركة الشباب” الصومالية.
هذا البرنامج الذي يتفق مع مذهبنا في شن الحروب الاستباقية، ضروري لحماية المجمّع الصناعي العسكري الأميركي، وضروري لترسيخ ثقافة القوة التي يؤمن بها مجتمعنا.
فهل وقع ضحايا مدنيون؟ نعم بالآلاف. لأننا اضطررنا الى ذلك لتصفية الارهابيين.
لكن أكبر إنجازاتي وإدارتي هي “وأد الربيع العربي”. فأنتم تعلمون أنّ الثورات التي نشبت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عام 2011 هدّدت أمن صديقتنا إسرائيل، التي نعتبر ان بقاءها في ذلك الجزء من العالم مرتبط ببقائنا وبقاء هويتنا.
لهذا نظرت أميركا الى تلك الثورات بصفتها تشكّل خطراً كامناً لا بدّ من إجهاضه. وقد نجحنا بالتحالف مع حلفائنا في تحويل ليبيا الى دولة فاشلة، وقضينا على ما يسمّى المولود الديموقراطي في مصر، ومنعنا السوريين من الحصول على الأسلحة، وسمحنا لحلفاء الشيعة باستباحة سوريا وإغراقها بالدم. فلا مصلحة لنا في انتصار ثورة تهدّد الشعب اليهودي وتعزّز نفوذ الاسلام المتشدّد.
وفي الختام.. قررنا إنهاء الخلاف مع إيران، بعدما اكتشفنا أنها ليست مسلمة كما كان يُشاع، وأنّ التعاون معها كان هدفه كبح الاسلام السنّي الأكثر أهمية وخطراً من برنامجها النووي.
وكان لا بد أن تصطدم إدارتي، وهي تسعى الى رسم مَشْرقٍ جديد، بالحليف السعودي القديم. لقد قدّرنا أنّ الوقت قد حان لكشف خطورة النسخة الوهابية للإسلام، وهي المسؤولة عن التطرّف في شبه الجزيرة العربية الى جنوب شرق آسيا.
ولكن الحقيقة هي أنّ الاسلام ذاته هو المشكلة، وأي فرار من ذلك الى الحديث عن إساءة فهمه لن يقودنا الى شيء. إنّ على المسلمين أنفسهم أن يعيدوا النظر في نصوص دينهم ويجنحوا الى مصالحتها مع الحداثة، كما فعلت المسيحية قبل قرون.
أعزائي الأميركيين،
سأخرج من المكتب البيضاوي، وقد وضعت أميركا على مفترق طريق آخر… لكنه مفترق للأمان والسلام.