منير عقيقي: الاستفاقة المتأخرة!

كتب العميد منير عقيقي عبر حسابه على “فايسبوك”: “لفتة نظر بعنوان: “الاستفاقة المتأخرة”:
– دعا الرئيس بري الى جلسة مناقشة في مجلس النواب حول الموقف من الهبة الأوروبية وذلك يوم الأربعاء 15 ايار 2024.
● ما هو سبب الدعوة:
جاءت الدعوة على خلفية الجدل السياسي الذي اعقب كلام رئيسة مفوضية الاتحاد الاوروبي أورسولا فونديرلاين بعد اجتماعها مع الرئيسين بري وميقاتي، حيث اعلنت فونديرلاين “أنَّ الاتحاد الأوروبي سيقدِّم حزمة مساعدات مالية للبنان بقيمة مليار يورو للفترة الممتدة من السنة الجارية وحتى عام 2027”.
● ما هي خلفية الهبة الاوروبية:
تبين ان هذه الهبة هي مساعدة تمتد لأربع سنوات، بما يقارب الـ250 مليون يورو سنويا، درج على تقديمها المجتمع الدولي لمصلحة الدول المضيفة للاجئين، وهي بالتالي مخصصة للخدمات الأساسية في لبنان،(تعليم-صحة- بيئة)، لدعم اللاجئين داخلياً والمجتمعات المضيفة”، وايضا لمساعدة لبنان في إجراء “الإصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي”، وثالثا لدعم لبنان في “إدارة الحدود والهجرة، بما في ذلك مكافحة الاتجار بالبشر وتهريبهم من اجل ان يمنع هجرة “اللاجئين” غير المرغوب بهم الى دول الاتحاد، وتعزيز الدعم المقدم إلى الجيش اللبناني”.
● ما هي ردود الفعل على الهبة الاوروبية:
صدرت مواقف سياسية وتحاليل اعلامية تصف هذه الهبة بشتى الاوصاف، ومنها انها “رشوة” لحراسة الحدود ولإبقاء النازحين السوريين في لبنان، وترافقت هذه الحملة مع مواقف شعبوية عالية السقف.
● لمحة تاريخية:
– للذين لا يتذكرون او لا يقرؤون، فإن كل مؤتمرات بروكسل منذ انطلاقتها في العام 2017 حتى اليوم، هدفت إلى:
1- إنشاء وتطبيق برامج تدعم اللاجئين السوريين في دول اللجوء والشتات من خلال تمكينهم وبناء قدراتهم للصمود.
2- تقديم الدعم الإنساني للسوريين، سواء داخل سوريا، لاسيما في مناطق المعارضة، أو في البلدان المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا.
3- اعادة تأكيد دعم المجتمع الدولي المستمر للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 “مهما طال الزمن”.
4- لم يطرح اي مؤتمر عقد في بروكسل منذ العام 2017 حتى العام 2023، اي خطة عمل او برنامج حل،  يؤديان الى عودة السوريين الموجودين في لبنان الى بلادهم. وفي كل مرة كان الاتحاد الاوروبي يرصد مبالغ مالية لدعم “اللاجئين” السوريين في الداخل السوري وفي دول الشتات ومن بينهم طبعا لبنان ولو بنسبة ضئيلة جدا.
● ما الذي تغير الان حتى “طلعت” صرخة السياسيين؟
– منذ العام 2017، ولبنان يقبل الهبات والدعم الاوروبيين، فلماذا الان يعتبر البعض ان هذا الدعم  هو “رشوة وبيع” للبلد. في حين ان الكل يعرف ان “الرشوة” “والتنازل” عن الحقوق في ملف النازحين السوريين، هما عاملان رافقا تصر بعض المسؤولين في لبنان منذ بدء “التدفق السوري الكبير” الى لبنان عام 2011 على اثر الحرب في سوريا. فلماذا اذا هذه الاستفاقة المتأخرة؟
● السؤال المطروح:
– هل سيطالب النواب برفض هذه الهبة في جلسة يوم غد الاربعاء 15 الجاري؟
– الجواب اكيد “لا” كبيرة وكبيرة جدا. وسيشهد المجلس تسابقا في اطلاق مواقف شعبوية، لا تقدم ولا تؤخر. وفي النهاية سيكون شكر وتقدير للاتحاد الاوروبي على دعمه المستمر للبنان.
● ما هو الحل اذا؟
1- لا حل لإعادة “السوريين غير الشرعيين” الموجودين في لبنان الى بلادهم، الا عن طريق وضع خطة لهذه العودة وآلية تنفيذية لها بالتعاون بين “لبنان والمجتمع الدولي وسوريا”.
2-  اما بالنسبة “للسوريين” الذين تُطلِق عليهم مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين صفة “لاجئين”، فالمسؤولية تقع على المفوضية التي يجب عليها فرز هؤلاء عن لوائحها المقدمة الى الامن العام، والعمل على ايوائهم وتأمين عيشهم من قبلها في مخيمات مؤقتة، تحت رقابة الدولة اللبنانية، بانتظار توطينهم في بلد ثالث ضمن مهلة سنة من قبول طلباتهم من قبل المفوضية بالتنسيق مع الامن العام استنادا الى مذكرة العام ٢٠٠٣.
عدا ذلك، سنبقى في لبنان كمن يحارب طواحين الهوا.
• خاتمة مع أُمنية صغيرةجدا على الهامش:
– ليت الجميع يطلب وقف الدعم المادي الخارجي لهم، او ان يخبروا الرأي العام اللبناني كيف يعيشون ومن أين يصرفون؟

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version