أسابيع حاسمة ميدانيًّا… و”تحمية” تنذر بـ”انفجار”!
تتواصل الاشتباكات العنيفة بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي جنوباً، وبات من الواضح أن مستوى الحرب قد ارتفع، ومنسوب الخطر يزداد يوماً بعد يوم، مع عودة إسرائيل إلى استهداف المدنيين في الجنوب، وتنفيذ الحزب عمليات نوعية مستخدماً أسلحة جديدة لم تُستخدم سابقاً.
وتشير المصادر إلى أن “الحكومة الإسرائيلية لا تنصاع لأي ضغوط دولية، ولا يبدو أنها ستقبل بأي تسوية عند الحدود مع لبنان برعاية أميركية في حال لم تكن هذه التسوية لصالحها، وما يؤكّد هذا الواقع هو عدم رضوخ إسرائيل للضغوط الأميركية المتعلقة برفح، واجتياح المدينة رغم الرفض الأميركي”.
وتقول المصادر إن “المبادرة الفرنسية للتهدئة جنوباً لن تصل إلى نتائج إيجابية، أولاً لأن إسرائيل لن تقبل بأي اتفاق لا يتماشى مع رؤيتها، وثانياً لأن “حزب الله” لن يقدّم أي تنازلات للفرنسيين، وأي مفاوضات يخوضها ستكون مع الأميركيين لتحصيل المكتسبات والضمانات، ولهذا السبب كان الرد اللبناني الرسمي على الطرح الفرنسي عادي وروتيني”.
وترى المصادر في التهديدات الإسرائيلية خطراً حقيقياً على لبنان وليس تهويلاً فقط، وتستشهد بمشهدية رفح، فإسرائيل واصلت التهديد باجتياح المدينة لأكثر من شهرين، ونفّذت عمليتها رغم الرفض الأميركي، وبالتالي لا شيء يمنعها من تنفيذ عملية واسعة في لبنان لتغيير المعادلة الأمنية القائمة عند الحدود.
كما تُشير المصادر إلى العمليات النوعية التي يقوم بها “حزب الله”، أي إرسال المسيّرات وقصف الصواريخ الثقيلة واستخدام أسلحة جديدة منها صاروخ “جهاد مغنية”، وتلفت إلى ان هذه التحمية قد لا تصل إلى نهاية سوى الانفجار في حال لم تنجح المساعي الديبلوماسية خلال فترة قصيرة.
الشهران المقبلان سيكونان حاسمان وفق ما يرشّح المراقبون، لكن مع الأسف، فإن الإدارة الداخلية لمختلف الملفات لا تبدو وكأنها ترقى لمستوى جدّية المخاطر التي تتربّص بالبلاد، وبالتالي فإن المهم اليوم هو أن يعي المعنيون ما ستقبل عليه البلاد في الأسابيع المقبلة، والتعاطي معها وفق ما تقتضي الحاجة الوطنية، لا المصالح الفئوية.