بعد اكتشاف ألكسندر فليمنج للبنسلين منذ ما يقرب من قرن من الزمان، تُبذل الجهود لمكافحة تزايد حالات العدوى غير القابلة للعلاج التي تسببها البكتيريا المقاومة للأدوية، وسط تحديات مالية تواجهها الشركات المصنعة.
وأصبح نقص المضادات الحيوية الجديدة الناتج عن التحديات المالية مصدر قلق عالمي، مع وجود تكاليف اقتصادية كبيرة ووفيات ناتجة عن هذه المشكلة، كما ترتفع حصيلة الوفيات على نحو خاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يؤثر في الأطفال دون سن الخامسة أكثر من غيرهم، بحسب ما جاء في صحيفة “الغارديان”.
ومن المقرر أن يجتمع قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة – ومقرها نيويورك – لمعالجة الارتفاع المقلق لمقاومة مضادات الميكروبات (AMR)، بعد أن حددت منظمة الصحة العالمية وجود نقص في مضادات الجراثيم لمكافحة مسببات الأمراض المقاومة للأدوية، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى الابتكار في هذا المجال.
وعلى الرغم من الأبحاث الواعدة التي ظهرت في المراحل المبكرة لعلاج مقاومة مضادات الجراثيم المقاومة للأدوية، إلا أن العديد من المطورين يواجهون صعوبات مالية، فضلاً عن محدودية القوة العاملة.
كما تعاني الشركات الناجحة التي طرحت منتجات جديدة من صعوبات مالية، مما أدى إلى نقص الاستثمار في هذا القطاع، وربما تسبب في هجرة العقول.
ومع وجود مخاوف بشأن ربحية الشركات التي تنتج المضادات الحيوية مقارنة بتلك التي تنتج أدوية للحالات المزمنة. تستمر التحديات التي تواجه طرح علاجات جديدة في السوق، ولا تزال إمكانية الحصول على الأدوية الموجودة تمثل مشكلة على مستوى العالم، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
مع ذلك، تُبذل الجهود لتحفيز الابتكار في مجال تطوير المضادات الحيوية، مع تقديم مقترحات للتمويل من الحكومات والقطاع الثالث. والنظر في تقديم حوافز لضمان تحقيق عائد على الاستثمار لشركات الأدوية، وتعاونت بعض البلدان في تطبيقها، على الرغم من وجود مخاوف بشأن التسعير والوصول العالمي.
وبحسب التقرير، فإنه من الضروري اتباع نهج تعاوني يشمل عدة بلدان، للتصدي للتهديد المتزايد للعدوى المقاومة للأدوية، كما أن ضمان إمكانية الوصول إلى الابتكارات الجديدة مثل التشخيصات والمضادات الحيوية والقدرة على تحمل تكاليفها في جميع البلدان والسكان أمر بالغ الأهمية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات بفعالية.