لقاء تضامني مع المطرانين يازجي وابراهيم في ذكرى اختطافهما
نظم اللقاء الارثوذكسي والرابطة السريانية، لمناسبة مرور إحدى عشرة سنة على اختطاف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، وكما كل سنة، لقاء تضامنيا بعنوان “لن ننسى ولن نسكت”، في فندق “لو غبريال” في الاشرفية، حضره إضافة الى أمين عام اللقاء الارثوذكسي النائب السابق مروان ابو فاضل ورئيس الرابطة السريانية الملفونو حبيب افرام، كل من: الوزراء في حكومة تصريف الاعمال، الشباب والرياضة جورج كلاس، الصناعة جورج بوشيكيان ممثلا بمديرة عام الوزارة شانتال عقل والاتصالات جوني القرم ممثلا بمدير مكتبه زياد شلفون، ممثل بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر المتروبوليت الياس كفوري، ممثل بطريرك السريان الأرثوذكس اغناطيوس افرام الثاني المطران كيرلس بابي، النائب البطريركي العام للسريان الكاثوليك في بيروت المطران شارل مراد، راعي الكنيسة الكلدانية في لبنان المطران جورج قصارجي، ممثل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الكاثوليك المطران جورج بقعوني الأرشمندريت أندريه فرح، ممثل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده المتقدم في الكهنة الأب نكتاريوس خيرالله، ممثل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر الاب غابريال تابت، ممثل كنيسة الأقباط في لبنان الأب انطونيوس مقار ابراهيم، ممثل الكنيسة الأشورية الأب جورج يوخنا.
كما حضر رئيس حركة التجدد للوطن رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي شارل عربيد، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، رئيس الجمعية الثقافية الرومية نجيب جهشان، السفير منصور عبدالله ممثلا رئيس الرابطة المارونية خليل كرم، جورج ساسين ممثل رئيس الرابطة اللبنانية للروم الارثوذكس صلاح رستم.
أبو فاضل: بداية، وبعد الترحيب بالحضور مقدرا مثابرة المتضامنين على مدى السنوات، قال ابو فاضل: “ها هي تطل علينا الذكرى الحادية عشرة لغياب المطرانين بوطأة ثقّلها الانتظار العقيم، فنتساءل ما هو السر الدفين الذي يلف هذه القضية الانسانية فلا خبر ولا معلومة؟”
أضاف: “سيبقى شعارنا “لن ننسى ولن نسكت” نابضا في وجداننا في زمن الصوم الذي هو بالنسبة لنا الأرثوذكسيين زمن الحزنِ البهي. ولقد قررنا مواجهة محاولات تفريغِ المشرقِ من مسيحييه، فمن كان ملح الأرض لا بد ان تحبه الأرض وتستجيب له أصوات الأرض والسماء.
كما تطرق الى المجازر التي يمعن بارتكابها جيش العدو الاسرائيلي في فلسطين وسوريا ولبنان محملا المسؤولية للمجتمع الدولي الذي يتعامل بازدواجية المعايير مع جرائم الحرب التي يشنها الصهاينة على أبناء المشرق العربي.
ممثل الوزير القرم: ومن ثم كانت كلمة لشلفون قال فيها: “بوطأة ثقيلة وبجرحٍ عميق، ها هي تطلُّ علينا مرةً جديدة ذكرى اختطاف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، ومعها نعاودُ طرحَ السؤالِ الذي طُرح سابقا مرارا وتكرارا: ما هذا السرّ الدفين الذي دفع بالخاطفين إلى إخفاءِ المطرانين؟ فنحن لا نتكلم لا سياسة ولا دين… بل نتكلم فقط باسم الانسانية، فلا يسعُنا اليوم الا ان نُعاودَ اطلاقَ النداء الذي يجب ان يُلاقى بآذانٍ صاغية وبشعورٍ بالمسؤولية من قبل كل مسؤول عن هذا الملف. على امل ان يلوح في الافق امر ما عن المطرانين يازجي وابراهيم”.
ممثلة وزير الصناعة: وبعدها ألقت عقل كلمة جاء فيها: “لقد اختُطِفا في وقت حرج ودقيق، انطلقت فيه الشرارة، وتحوّلت إلى حربٍ مدمّرة. كان يُعوَّل عليهما مواصلةُ دورِهما الداعم للمسيحيّين في سوريا، ولتعزيز أواصرِ العيش بينهم وبين شركائِهم في الوطن والمواطنة. وأضافت :”أن الوجود المسيحي كان فاعلاً في المشرق العربي، في سوريا والعراق خصوصاً. لكنّ الحروب في هذين البلدين والموجة “الداعشيّة” الأصوليّة التي اجتاحتهما، قلّصت الدورَ والوجود والتأثير المسيحي”.
يبقى الحديثُ عن مسيحيّي لبنان ولا ينتهي. لبنان موئِلُ الحضارة وكنزُ الثقافة وحاضنُ الطوائِف وراعي الأقليّات. لبنان المسيحي-الإسلامي الوطن لجميعِ ابنائه…هذا هو”.
كلاس: وقال كلاس في كلمته: “تاريخنا المشرقي، سنكسار تضحيات وإضطهادات وقتل وتجويع وابادات، وباقون برجائنا ولا سيوف فيها. وحاضرنا إصرارٌ على الشهادة للحقيقة والانتصار لإيماننا و نشر الثقافة و الفكر الإسلامي الابيض.
وقدرنا ان نفهم مرة من المتآمرين علينا والمنزعجين من حضورنا التاريخي، والخائفين من ان نشكل مع اخواننا المسلمين نموذجاً عيشياً سلامياً فريداً، هو التحدي الطبيعي للعنصريات الآحادية والإلغائية القاتلة.
وقيمنا ان نكون دعاة للحوار والتلاقي والتقرب بين الروحانيات وان نبني الجسور بين العقائد والحضارات والثقافات وبردم الهوات الأخلاقية، كلما نشأت مشكلة او برزت معضلة وحصل سوء فهم اسود للعمل الابيض”.
افرام: بدوره، قال افرام: “انت مصلوب… او تصمت خجلا وضعفًا وعجزا ويأسا او تبقى، رغم كل الجراح تحمل قضية في ضميرك والعقل ضد التآمر ضد الخبث والتواطؤ. انت مثل المطرانين المغيبين يوحنا وبولس من حلب، مثل المطران فرج رحو المذبوح في نينوى، مثل المطران مار ماري المطعون على مذبح كنيسته في اوستراليا، مثل الوطن المعلق، انت ضحية هذا الشرق المعمد بالعنف والكراهية والحقد والالغاء والالحادية والجنون، انت ضحية هذا الغرب الذي فقد قيمه والمبادئ. أحد عشر عاما والسر مقفل، هل يعودان بطلين أو هل يستشهدان قديسين؟ لكننا لن نسكت، لن يمحو احد ذاكرتنا ولن ندفن قبل ان نموت.
ثم تعاقب على الكلام جميع المشاركين مستنكرين الصمت المحلي والدولي حول هذه المأساة التي طال أمدها مطالبين بحل لغزها، كما استذكروا المجازر التي ارتكبت بحق المسيحيين على اختلاف مذاهبهم في كافة مراحل تاريخ وجودهم في شرقنا هذا”.